معلمو عدن: المماطلة وغياب الحلول هما من دفعانا للإضراب

> تغطية/ وئـام نجيب

>
 نظمت نقابة المعلمين الجنوبيين، بالعاصمة عدن، وقفة احتجاجية دعت إلى التمسك بالإضراب الذي دخل شهره الثاني، حتى نيل كافة مستحقاتهم القانونية.

وضمت الوقفة التي نفذت، صباح أمس الأول الخميس، أمام الإدارة العامة للتربية والتعليم بخور مكسر عددا من المعملين والمعلمات، وعددا من الطلاب المتضامنين من مختلف مديريات العاصمة.

وقالت ياسمين أحمد، وهي معلمة في مدرسة هاشم عبدالله بخور مكسر: «أنا معلمة تصل فترة عملي وخدمتي في مجال التدريس 24 عاما، وراتبي لا يغطي إلا المصاريف الشخصية فقط، فكيف لي أن أوفر مصاريف ابني الجامعي الذي يدرس في مدينة الشعب، والذي تصل أجرة مواصلاته في اليوم الواحد نحو 2500 ريال».

إضراب اضطراري
وأضافت في حديثها لـ«الأيام»: «أفنيت حياتي في التربية والتعليم من تعب وشقاء وعناء، وبالمقابل كافأتنا الحكومة بعدم تأمين عيشنا وصرنا نُعاني عدم الاستقرار في حياتنا، بل وجدت نفسي عاجزة عن توفير حاجيات أبنائي»، مؤكدة «إننا لا نطالب بالمستحيل ولا نطمح إلى حياة الرفاهية، ولكننا نطالب بتلبية أبسط حقوقنا، لنتمكن من العيش فقط، في ظل هذه الوضع الذي يتشهد انهيارا اقتصاديا كبيرا، أصبحت جراءه أسر المعلمين في الحضيض، والمؤسف أن نرى بأن مهنة التعليم أضحت منتهكة بإذلال كوادرها، بينما الحقيقة هي أن مكانة هذه المهنة العظيمة ترتقي بمستوى الرسل والأنبياء».


وقالت: «الحكومة تخلت عن مسئوليتها، وتجاهلت أهمية المعلم والتعليم، وكذا التسويات والعلاوات الخاصة والمتوقفة منذ عام 2011م، ونتيجة لما آلت إليه أوضاعنا المعيشية وغياب الحلول الناجعة لجأنا للإضراب، فمنذ العام الماضي طرقنا باب وزير التربية والتعليم، ومدراء التربية والتعليم في المديريات والمحافظة، والهيئة الإدارية للمحافظة، ولكن لا حياة لمن تنادي، إلى أن فاض بنا الكيل واضطرينا للجوء إلى الإضراب هذا العام».

نطالب بحقوقنا
من جهتها قالت ريما نعمان، معلمة في مدرسة شمسان بكريتر: «توظفت عام 2011م، وحالياً عضو في نقابة المعلمين الجنوبيين، وشاركت هذه الوقفة للتعبير عن حقوقي المتوقفة بسبب أنني من معلمي 2011م، المحرومون من أي حوافز أو حقوق كالعلاوات والتسويات، فضلاً عن كوننا غير مثبتين إلى الآن، برواتب لا تتجاوز الـ 42 ألف ريال فقط، وهو مبلغ لا نستطيع من خلاله توفير لو بتغطية أبسط احتياجات أولادنا».

وأضافت لـ«الأيام»: «حينما ننظم الإضراب ونحتج بخصوص معاناتنا يواجهنا الجميع بالتوبيخ ويقولون ما ذنب أولاد الناس بحرمانهم من التعليم؟ ونحن نسأل أيضاً أين حقوقنا الوظيفية؟ والإضراب حق كفله لنا القانون».
وأكدت نعمان «في حال علق المعلمون الإضراب، فإن معلمي 2011م سيستمرون بالإضراب، حتى نحصل على كافة مطالبنا وحقوقنا في التثبيت، والتأمين الصحي، والعلاوات ورفع الرواتب».

مراوغات وتهرب
وأوضح إبراهيم الحريري، وهو معلم في ثانوية تمنع بالتواهي، أن «مشاركته في الوقفة الاحتجاجية الهدف منها توجيه رسالة لمدير التربية والتعليم بالمحافظة، بضرورة الاهتمام والاستجابة لمطالب المعلمين، وتوصيلها إلى السلطات العليا».

وأكد الحريري، في حديثه لـ«الأيام»، وجود مراوغات وتهرب من جهات الاختصاص في تحمل المسؤولية، مضيفاً «هناك ضغوط من إدارات التربية والتعليم في المديريات لتعليق الإضراب، ونحن نحتج لكوننا أكثر فئة مظلومة في المجتمع، ولم نتحصل على أي من حقوقنا، رغم أن الحكومة لديها إمكانيات مالية تكشفها الصرفيات المهولة للوزراء والوكلاء والمستشارين».

هاني صالح، معلم في ثانوية عدن النموذجية بدار سعد وعضو النقابة، قال: «أنا من موظفي عام 2009م، وحضوري للمشاركة بعرض التعبير عن الحالة المتردية والسيئة التي وصل إليها المعلم من ضياع الكرامة والحقوق».


وأضاف لـ«الأيام»: «المعلم في كل مكان هو شماعة العلم وصانع الحضارة وأجيال المستقبل، وهو من أخرج الرئيس والوزير والمثقف، ومهد الطريق لهؤلاء للوصول إلى هذه المناصب، ولا نطلب أن نكون مثلهم، كوننا أصحاب رسالة نبيلة، وما نريده هو الحصول على حقوقنا الأساسية التي كفلها القانون والدستور حسب الهيكل الوظيفي، وللمعلم الحق في الإضراب إذا أوقفت حقوقه، ونريد ضمانا لحقوق أسرنا بعد وفاتنا، كوننا لا نملك شيئا حاليًا من هذه الحقوق».

وأكد صالح بأن «التعليم هو سلسلة متواصلة بين المعلم والطالب، وهما مرتبطان بهذه المعادلة، ومتى ما أخذ المعلم كرامته وحقوقه ستكون النتائج إيجابية من حيث تحصيل الطالب وبناء قدراته التعليمية، والمعلم اليوم يخوض المهنة بنوع من التكاسل وعدم الإخلاص، لأن المعلمين فقدوا أهم مقومات الحياة التي تعينهم على تأدية واجبهم بأكمل وجه».

وأوضح: «أبنائي أيضا يدرسون في المدارس الحكومية وحالهم كحال بقية الطلاب، إلى أن تتحسن الظروف، كون الحياة أصبحت كارثية وصعبة، والأسعار ارتفعت للضعف، ولا نستطيع مجاراتها بما نستلمه اليوم من راتب، وأما عن الزيادة 30% التي تم صرفها لن تحل المشكلة في ظل معاناة المعلم، والمسؤولون يحصلون على الملايين ونثريات السفر وغيره من الحوافز».

رفض
وأوضحت رئيسة نقابة المعلمين بالشيخ عثمان اشتياق محمد سعد، خلال اجتماع عقده مدير مكتب التربية والتعليم بالعاصمة عدن محمد الرقيبي، مع النقابة العامة للمعلمين والتربويين الجنوبية بعدن، أوضحت أن «مدير التربية طالبهم بتعليق الإضراب وقوبل برفضنا وسيستمر إلى حين تنفيذ مطالبنا وتوصيل رسالتنا إلى أعلى المستويات».

وتساءلت، في تصريح لـ«الأيام»: «هل يعقل بأنه إلى هذا اليوم والقائم بأعمال المحافظ لا يعلم بأن المدارس مغلقة وأن هناك إضرابا؟»، موضحة في السياق أن «الرقيبي أبدا استعداده في ترتيب موعد للاجتماع مع القائم بأعمال المحافظ، ونحن نستغرب عندما يقولون بأنها لا يوجد موازنة منذ 2014،م، كيف ذلك وهناك من يستلم 14 ألف دولار، في حين لا يتجاوز راتب المعلم 70 دولارا؟».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى