أطفال اليمن.. عمّال قبل الأوان 70 % نسبة العمالة حاليا و 10 % قبل الحرب

> «الأيام» عن العربي الجديد

>
 وجّه آلاف الأطفال في اليمن إلى العمل في سن مبكرة، ليعيلوا أنفسهم وأسرهم، نظرا لظروف الحرب، التي سلبت منهم براءة الطفولة، وحسمت مستقبلهم بالانضمام المبكر إلى سوق الشغل، بعيداً عن حق التعليم، وتحت وطأة الأوضاع المعيشية المتردية في البلاد.

قسوة الحرب، دفعت محمد عبد الصمد، وهو من بين الأطفال الذين استقت «العربي الجديد» آراءهم في انتشار الظاهرة، إلى مغادرة محافظة تعز متوجهاً إلى العاصمة صنعاء للحصول على عمل، مؤكداً أنه توقف عن الذهاب إلى المدرسة منذ عامين، وبدأ العمل للإنفاق على أسرته وإعانتها في تخطي الأزمات الاقتصادية والصحية التي كان لها أثرها على عائلته وعلى اليمن كله، وقد أشار إلى أن والده عجوز ولا يستطيع العمل.


عمل عبد الصمد ميكانيكي سيارات، وهو ما يعني قضاءه أكثر من 12 ساعة يوميا للحصول على مبالغ ضئيلة جدا لا تكفي إلا لشراء القليل من الاحتياجات التي يجب توفيرها لأسرته، إذ يتقاضى أجرة شهرية لا تتجاوز 30 دولاراً أميركياً، ويقول إن هناك العشرات من أصدقائه يعملون في مهن شاقة مثله، منها اللحام والكهرباء والنجارة.

وفي نفس الورشة، يحكي الطفل عبد الله عبد الرحمن مقبل، البالغ من العمر عشر سنوات، أنه يذهب إلى العمل في الثامنة صباحا وحتى الحادية عشرة مساء، وأنه أكبر أشقائه الثمانية، وقد أجبرته الظروف المعيشية على العمل في سن مبكرة، تاركا المدرسة منذ عام، رغم أنه كان يحلم باستكمال تعليمه، لكن الحلم أجهض أمام الأفواه الجائعة التي تحتاج إلى التزود بضروريات العيش.

ورغم أن ظاهرة عمالة الأطفال موجودة في اليمن منذ سنوات، إلا أنها تضاعفت في الآونة الأخيرة، إذ لا تكاد تخلو أغلب المتاجر والمحلات من عاملين أطفال، ففي أحد مصانع الطوب يعمل العديد من الأطفال، ويقول أحدهم لـ «العربي الجديد»، إن ما يحصل عليه من دوام عمله اليومي لا يكفي لشراء الأرز ولا الدقيق المطلوب توفيره لأسرته بشكل يومي، مشيرا إلى أنه ترك محافظته «المحويت» قادما إلى صنعاء ليساعد أسرته المكونة من أربعة إخوة ووالديه المريضين، رغم أنه يندم كثيرا عندما يشاهد زملاء في سنه يتأبطون محافظهم ويذهبون إلى المدرسة كل يوم، بينما يتأبط هو الطوب.


ومن بين الأسباب التي تدفع لعمالة الأطفال، يعد توقف مرتبات الموظفين، بمن فيهم المتقاعدون والمتوفون، الذين كانت تعتمد أسرهم على مرتباتهم لضمان لقمة العيش، أهم أوجه الأزمة التي فاقمت من ظاهرة عمالة الأطفال، وفقا للمدير التنفيذي لاتحاد أطفال اليمن، يحيى أحمد الحليمي، مشيرا لـ «العربي الجديد» إلى أن عمالة الأطفال كانت تقارب نسبة 10 في المائة قبل الحرب، لكنها تفاقمت وباتت تقارب نسبة 70 في المائة، أي أن هناك خمسة ملايين طفل يمني ينشطون حاليًا في سوق العمل، وأن ثلاثة ملايين منهم غادروا مقاعد الدراسة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى