السعودية تقر بوفاة خاشقجي في القنصلية وترامب يؤيد ذلك

> دبي/ أريزونا / واشنطن «الأيام» رويترز

>  قالت المملكة العربية السعودية أمس السبت إن الصحفي جمال خاشقجي توفي إثر شجار داخل قنصليتها في اسطنبول في أول اعتراف منها بوفاته بعد أن نفت على مدى أسبوعين أي علاقة لها باختفائه.
وأقال الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية خمسة مسؤولين بسبب الواقعة التي أثارت غضبا دوليا وأحدثت اضطرابا في العلاقات بين الغرب والسعودية.

وكان خاشقجي، وهو من المنتقدين البارزين لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، يحمل إقامة أمريكية ويكتب مقالات في صحيفة واشنطن بوست.
ولم تقدم السعودية دليلا لدعم روايتها للأحداث التي أدت إلى وفاة خاشقجي.

وقال ترامب، الذي جعل من توثيق العلاقات مع السعودية نقطة رئيسية في سياسته الخارجية، للصحفيين في أريزونا إن التفسير الذي قدمته السعودية «معقول»، مضيفا «أعتقد أنها خطوة أولى جيدة. إنها خطوة كبيرة».
«السعودية حليف كبير، وما حدث غير مقبول».

وقال إنه سيتحدث إلى ولي العهد السعودي، إلا أنه شدد أيضا على أهمية الرياض في مواجهة النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط وأهمية صفقات السلاح الضخمة مع السعودية بالنسبة للوظائف الأمريكية.
لكن بعض النواب الأمريكيين أبدوا تشككهم في الرواية السعودية.

وقال السناتور الجمهوري لينزي جراهام، الذي انتقد السعودية بشدة بعد اختفاء خاشقجي، إنه متشكك جدا في الرواية السعودية، وقال جراهام على تويتر «أقل ما يمكن أن أقوله هو أنني متشكك في الرواية السعودية الجديدة بشأن السيد خاشقجي».

واختفى خاشقجي بعد دخوله القنصلية في الثاني من أكتوبر للحصول على وثائق تتعلق بزواجه المقبل. وبعد أيام قال مسؤولون أتراك إنهم يعتقدون أنه قُتل داخل القنصلية، ونفت السعودية ذلك بشدة.
وقال النائب العام السعودي في بيان يوم السبت إن شجارا وقع بين خاشقجي وأشخاص قابلوه في القنصلية مما أدى إلى وفاته. وأضاف البيان أنه ألقي القبض على 18 سعوديا.

وقال مسؤول سعودي لرويترز إن اشتباكا دار بين مجموعة من السعوديين وخاشقجي الذي توفي على إثرها، مضيفا أنهم كانوا يحاولون إسكاته.

وذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية أن الملك سلمان بن عبد العزيز عاهل السعودية أمر بإقالة خمسة مسؤولين بينهم سعود القحطاني المستشار في الديوان الملكي، والذي يعد المساعد الرئيسي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأحمد عسيري نائب رئيس جهاز المخابرات.

 تسجيل صوتي
تقول مصادر تركية إن لدى السلطات تسجيلا صوتيا قيل إنه يوثق مقتل خاشقجي داخل القنصلية.
ونشرت صحيفة يني شفق المؤيدة للحكومة التركية ما وصفته بتفاصيل من التسجيل الصوتي تظهر أن خاشقجي تعرض أثناء استجوابه لتعذيب شمل بتر أصابعه ثم قطع رأسه وتمزيق أوصاله.

ويواجه حلفاء غربيون آخرون سؤالا رئيسيا هو هل يصدقون أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد، الذي يصور نفسه على أنه إصلاحي والذي نقل إليه الملك مهمة إدارة الأمور اليومية في السعودية، ليس له دور.
قالت بريطانيا إنها تبحث «الخطوات المقبلة»، في حين انسحبت استراليا من قمة استثمارية في السعودية احتجاجا على مقتل خاشقجي.

وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إن الأمر يتطلب مزيدا من التحقيقات في القضية، مضيفا «ما زال الكثير غامضا. ماذا حدث؟ كيف مات؟ من المسؤول؟ أتوقع وأرجو أن تتضح كل الحقائق المتعلقة بالأمر بأسرع وقت ممكن».
وأشادت الإمارات ومصر والبحرين بقرارات السعودية.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية على تويتر إن الإمارات تدعم بيان المملكة العربية السعودية و“تشيد بتوجيهات وقرارات خادم الحرمين الشريفين بشأن قضية خاشقجي».

محققو أتراك يصلون إلى مقر اقامة القنصل السعودي في اسطنبول
محققو أتراك يصلون إلى مقر اقامة القنصل السعودي في اسطنبول

وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان «القرارات والإجراءات الحاسمة والشجاعة التي اتخذها جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين في هذا الشأن إنما تتسق مع التوجه المعهود لجلالته نحو احترام مبادئ القانون وتطبيق العدالة النافذة».
وجاء في بيان لوزارة الخارجية البحرينية «تشيد مملكة البحرين بالاهتمام الكبير لخادم الحرمين الشريفين... لأجل إرساء العدل والإنصاف وكشف الحقائق بكل نزاهة وموضوعية».

ومن ناحية أخرى قال مسؤول تركي كبير أمس السبت إن المحققين الأتراك سيعرفون ما حدث لجثة خاشقجي خلال فترة «غير طويلة» على الأرجح.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنه يجري الحصول على عينات من الحمض النووي لخاشقجي من داخل تركيا وهو ما يعني أن المحققين ليسوا بحاجة لطلب ذلك من السعودية في الوقت الراهن.

وذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية أن الملك سلمان أمر أيضا بتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد لإعادة هيكلة رئاسة وكالة المخابرات العامة مما يشير إلى أن الأمير محمد ما زال يتمتع بسلطات واسعة.
وقال البيت الأبيض في بيان إنه سيواصل الضغط من أجل تحقيق «العدالة التي تأتي في الوقت المناسب والشفافية التي تتفق مع الإجراءات الواجبة».

وقال السناتور الديمقراطي جاك ريد، كبير الديمقراطيين في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن السعوديين ما زالوا لا يعترفون بالحقيقة.
وأضاف في بيان «يبدو أن هذا كان عملا متعمدا ومدبرا أعقبته عملية تستر... لا يعقل جلب 15 رجلا ومنشار عظام لشجار بالأيدي مع رجل في الستين من عمره».

وقال السناتور الجمهوري راند بول على تويتر «ينبغي أيضا أن نوقف كل المبيعات والمساعدات والتعاون العسكري على الفور. يجب أن تدفع السعودية ثمنا غاليا لتلك الأفعال».
ومن جانبه قال السناتور الديمقراطي ريتشارد بلومنثال لمحطة(سي.إن.إن) إن التفسير السعودي «يصعب تصديقه تماما».

 «لم تصدر أوامر بقتله»
التحق القحطاني (40 عاما) بالديوان الملكي في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز لكن لم يسلط عليه الضوء إلا بعدما لازم ولي العهد ليصبح كاتم أسرار نادرا ضمن دائرته المقربة.
وتقول مصادر إن القحطاني كان يتحدث بانتظام نيابة عن الأمير محمد ويصدر أوامر مباشرة إلى كبار المسؤولين بمن فيهم الأجهزة الأمنية في البلاد.

وقال مقربون من خاشقجي والحكومة إن القحطاني حاول استدراجه للعودة إلى المملكة بعدما انتقل إلى واشنطن قبل نحو عام خشية العقاب بسبب آرائه.
وفي تغريدة ترجع إلى أغسطس عام 2017، كتب القحطاني أنه موظف ينفذ بإخلاص أوامر الملك سلمان وولي العهد.

وفي تغريدة له أمس السبت شكر القحطاني الملك وولي العهد على «الثقة الكبيرة التي أولوني إياها».
وذكرت تقارير إعلامية سعودية أن المسؤول الكبير الثاني الذي أُعفي من منصبه، عسيري، انضم إلى الجيش في عام 2002 وعمل متحدثا باسم التحالف بقيادة السعودية الذي يدعم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا بعدما قاد الأمير محمد السعودية إلى المشاركة في الحرب الأهلية اليمنية في 2015. وكان عسيري قد عين نائبا لرئيس المخابرات بمرسوم ملكي في أبريل نيسان 2017.

وقال مسؤول سعودي مطلع على التحقيقات إن الأمير محمد لم يكن لديه علم بهذه العملية المحددة التي أسفرت عن موت خاشقجي.
وقال المسؤول الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه «لم تصدر لهم أوامر بقتله أو حتى بالتحديد خطفه». وأضاف أن هناك أمرا دائما بإعادة المنتقدين إلى السعودية.

وأضاف المسؤول «ولي العهد السعودي لم يكن لديه علم بهذه العملية المحددة ولم يأمر بالتأكيد بخطف أو قتل أحد».
وقال إن مكان جثة خاشقجي غير معروف بعد تسليمها «لمتعاون محلي» ولكن لا توجد أي علامة على وجودها في القنصلية.

وفي المملكة العربية السعودية انتشر الدعم للملك سلمان على تويتر وظهرت وسوم مثل «#انا سعودي وعنها اذودي» و“#مملكه العدل السعوديه».
وعلى تويتر كتبت خديجة جنكيز خطيبة خاشقجي التركية «إن القلب ليحزن، وإن العين لتدمع، وإنا على فراقك يا حبيبي جمال لمحزونون». وتساءلت «أين جسد الشهيد خاشقجي؟». ​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى