هي الحرب.. ولكن!

>
مازن الشحيري
مازن الشحيري
هي الحرب ومن منا لا يعرف الحرب.. هي الحرب ومن منا لم يذق مرارة الحرب.. هي الحرب ومن منا يحب الحرب.. هي الحرب، هي الدمار، هي القتل، هي الأيتام، هي الأرامل، هي الثكالى، هي الحزن والجرح الذي يصيب الجميع.... لكن كل ذلك يهون ويتحول إلى فرح كبير وفخر واعتزاز وأمل يفوق بكثير نتائج أي حرب مهما بلغت قسوتها وآلامها، لكن بشروط أولها وأهمها تحقيق أسباب تلك الحرب أو الحروب التي سالت دماء الناس فيها ودُمّرت بيوتهم وبلدانهم، ويُتِّم أطفالهم، وتأرملت نساؤهم، وثكلت أمهاتهم، وبُتِرت أطراف شبابهم، وشرد أهلهم من بيوتهم... كل ذلك سيهون إذا ما تحقق الهدف من الحرب.

 فإذا كان الهدف من الحرب هو الدفاع عن الوطن، ودافعنا وانتصرنا كل شيء يهون، وإذا كانت الحرب لرفع الظلم والطغيان عن الشعوب وانتصرنا فكل شيء يهون، وإذا كانت الحرب لاستعادة الأرض والحفاظ على الكرامة واستعدناها كل شيء يهون، وإذا كانت الحرب للدفاع عن دين الله وانتصرنا فكل شيء يهون.... ولكن مرة أخرى إذا كانت الحرب للأسباب المذكورة أو غيرها تحمل فقط الاسم ولا شيء غير الاسم فالنصر هنا هو الهزيمة بحد ذاتها.

 فعلا سبيل المثال إذا خضنا حربا لنزع ظالم وأتينا بظالم آخر تحت شعار حرب من أجل رفع الظلم على الشعوب، هنا بالتحديد نكون خسرنا المعركة وكل تلك التضحيات تذهب أدراج الرياح وتتضاعف هنا الآلام والمعاناة والحسرة التي سببيتها الحرب أضعاف مضاعفة.

ولكن أيضا هنا السؤال: على من تقع المسؤولية في ترجمة أهداف الحرب التي تفرض على الشعوب؟ هل هي القيادة التي قادت الحرب أم هي القيادة التي أمسكت بزمام الأمور بعد أي حرب؟ أو هل هو الشعب نفسه؟ ففي حالة الإخفاق كل جهة من تلك الجهات ترمي المسؤولية على الجهة الأخرى، عكس ما يحدث في حالة النصر، فالكل يحاول أن ينسب لنفسه الفضل.. ولكن، الحقيقة أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع بلا استثناء حتى وإن اختلفت النسب في تحمل المسؤولية التي تتغير نسبتها التي تتحملها كل جهة حسب المرحلة التي يمر بها الشعب.. ولكن، في المجمل الكل شركاء في النصر أو الهزيمة.. فلا قيادة من دون شعب ولا شعب من دون قيادة، والكل يعلم ذلك..

 إذاً.. ما هي المشكلة؟ ما الذي ينقص لوضع النقاط على الحروف؟!.. المشكلة تتلخص بكلمة واحدة هي (الشجاعة)، ولكن هل لازلنا نملك الشجاعة لقول كلمة الحق ووضع النقاط على الحروف، أم أن من يمتلكونها قد استشهدوا في تلك الحروب، ولم يتبقَ لنا غير الحروب وآلامها، ونستمر إلى ما لا نهاية نقول هي الحرب.. ولكن!!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى