كلام يجب أن يقال!!

>
 
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
هل يعود الزمن الماضي؟.. ماذا جرى لهذا الزمن، زمن انعدمت فيه المشاعر والأحاسيس وتحجرت فيه القلوب، زمن غابت عنه الشهامة والمروءة، وذهبت صلة الرحم، زمن أصبح فيه الجار عدواً لجاره يتصيد له الأخطاء للكيد له.. زمان كان الجار يحب جاره يفرح لفرحه ويحزن لاحزانه، زمان كانت الأسرة أسرة واحدة، الاب والأم والأولاد والأحفاد يقيمون في منزل واحد يجمعهم الحب والحنان، ويجمعهم ايضاً طبق أو صحن واحد، كان الابن يقبل يد أمه وأبيه كل صباح منتظراً منهما دعوة صالحة، أما الآن اختلف الزمن وانقلبت الموازين وتغيرت قواميس الحياة، وأصبح زمناً آخر.. زمن البلاطجة قليلي الأدب والاحترام، الابن يضرب أباه، وزوجة الأب تعذب ابن زوجها الطفل حتى الموت لغلطة بسيطة ارتكبها بغير قصد.

 من معالم هذا الزمان اختطاف الطفل أي طفل كان واغتصابه وقتله، والكثير من القضايا الشائنة المخالفة لعادات الزمان القديم الجميل.. وهناك الكثير من هذه النوعيات من سلوك الناس في هذا الزمن الشاذ.. إنها سلوكيات غريبة على مجتمعنا الإنساني، هل طغت المادة في هذه الجرائم البشعة التي استحدثت في هذا الزمن.. إذن ما هي الدوافع وراء هذه الجرائم؟ والسؤال: هل يعود الزمن الماضي من جديد؟ نأمل ذلك عما قريب..!

ونسأل كل هؤلاء الذين يتسابقون على حكم البلاد الآن: هل حاسبتم أنفسكم لتعلموا إن كنتم قدمتم لنا نموذجاً مشرفاً نثق بأنه يعبر بنا على تراث محن هذا الزمان من القهر والفساد نحو امان العدل والقانون، أم أن كل ما يجري الآن يقودنا إلى محن وفوضى وفساد جديد وقهر من نوع مختلف، اسألوا أنفسكم أيها المتنافسون على عرش البلاد.. هل سعيتم للتعايش مع خصومكم من أجل مصلحة الوطن، أم أن كل فريق أراد لنفسه من البطش والسيطرة ما كان للرئيس عفاش ومعمر القذافي وحسني
مبارك وجنودهم، ليعلموا هم وأحزابهم أو تياراتهم أو أفكارهم ولا يُعلى عليهم؟
 حاسبوا انفسكم حتى لا يكون خلف كل قيصر يموت قيصر جديد.. يجب أن يعرف كل مسئول في بلادنا أننا جميعاً ندرك أن الظروف والتحديات التي تمر بها سفينة الوطن لم تمر بها طوال تاريخها، فالعواصف والأمواج الهادرة تضربها من كل جانب والموت يحدق بها في كل لحظة، وشياطين الإنس وقراصنة البر والبحر في الداخل والخارج، يتيحون الفرصة للانقضاض عليها واغراقها.. وهنا أسأل هؤلاء وكل مواطن ومواطنة: بالله عليكم إذا لم توحدنا هذه الظروف الخطيرة التي يمر بها الوطن فمتى نتحد إذن؟! صحيح أن سفينة الوطن مرت بالعديد من الأزمات التي هددت حياتها ووجودها، ولكن في كل مرة كانت تخرج منها قوية، وكأن الأزمات التي تضرب جوانبها تقويها ولا تضعفها.. هذه هي بلادنا العظيمة.

 ومن هنا أصبحت وحدتنا  فريضة واجبة واصطفافنا واجبا وطنيا، فعلى اعتاب وحدتنا ستتحطم كل المؤامرات والدسائس التي تحاك لبلادنا في الجلسات الجانبية ومقايل القات في الليل البهيم.. ونحن من خلال صحيفة «الأيام» الوطنية عندما نطالب بوحدة الجنوبيين فإننا نتمناها وحدة بلا شروط، أقصد اصطفافاً وطنياً بلا أي شروط مسبقة، فالبعض يقول مثلا ًكيف أضع يدي في يد المعاكسين لرأيه وكل كلامه، يقول كيف أضع يدي في يد الانفصالي، أو السلفي، او من جماعة الشرعية أو الانقلابيين المتمردين أو الشيوعي أو الشمالي أو الجنوبي، هذا هراء - كلام فارغ لا ينصرف.. وهكذا تتفتت الجماهير ولا تتوحد أبداً، لهذا نطالب بوحدة غير مشروطة تضم كافة أبناء وطن الجنوب، دون تفرقة على أي أساس فلا يوجد عندنا دين يفرقنا ولا مذهبية تمزق أواصرنا، فنحن جميعاً (شوافع، سنيون).. ونحن ورب السماء في خندق واحد وفي معركة واحدة ونواجه عدواً واحدا. ليعلم من لا يعلم أن وحدتنا الوطنية هي سبيل نجاتنا على مر الزمان، ومع تعدد المحن.. واليوم عندما نطالب بتوحيد الكلمة والهدف خلف قيادتنا لا نهدف لتدعيم حاكم قال بنفسه أنا لست صاحب مقام عال.. فصاحب المقام العالي هو الشعب بل زاد على ذلك وقال أكثر من مرة أنا واحد منكم. إذن دعوتنا لوحدة الصف لا مصلحة فيها إلا للوطن ولا فائدة منها إلا للشعب.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى