وزير خارجية بريطانيا في طهران لبحث وقف حرب اليمن

> «الأيام» غرفة الأخبار

>  يصل وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت اليوم الإثنين إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة رسمية لبحث الملف اليمني، وفقا لما ذكرته وسائل إعلامية إيرانية أمس.
زيارة الوزير البريطاني إلى طهران تأتي في إطار الجهود الدولية لوقف حرب اليمن وفي سياق توجهات لندن لإيجاد تسوية سياسية عبر حوار من المقرر أن يبدأ نهاية الشهر الجاري في السويد.

وذكرت وكالة «فارس» الإيرانية للأنباء، أمس، أن هانت سيلتقي نظيره الإيراني محمد جواد ظريف إضافة إلى عدد آخر من كبار المسؤولين الإيرانيين، ومن بينهم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي على شمخاني.

وستكون هذه الزيارة هي الأولى لوزير الخارجية البريطاني إلى إيران. وكان ظريف وهانت قد أجريا اتصالاً هاتفيًا قبل أسبوعين تقريبًا، وأكد هانت خلاله التزام بريطانيا وبقية الدول أعضاء بالاتفاق النووي الإيراني الذي تخلت عنه الولايات المتحدة، وأعادت فرض عقوبات على طهران.
ومن المقرر أن يصل هانت طهران في تزامن مع مشروع قرار ستتقدم به بريطانيا اليوم إلى مجلس الأمن بشأن الحرب والأزمة السياسية في اليمن.. غير أن مصادر ذكرت أن بريطانيا أرجأت تقديم مشروع القرار إلى يوم الإثنين القادم، بهدف توفير توافق أكبر على صيغته.

ويتمحور مشروع القرار حول دعم جهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس، والدعوة لانخراط الأطراف اليمنية في جولة المشاورات المزمع عقدها أواخر نوفمبر في العاصمة السويدية ستوكهولم. كما يتضمن عدم وضع العراقيل أمام مساعي إحلال السلام، إضافة إلى إجراءات ذات طابع إنساني.

وتعيد مسودة هذا المشروع التأكيد على الالتزام بوحدة وسيادة واستقلال اليمن واتخاذ جميع الخطوات الممكنة لحماية المدنيين، كما تدين الصواريخ الباليستية والهجمات الصاروخية من قبل الحوثيين على السعودية ويصفها بأنها تهديد للأمن الإقليمي.
ويتحدث المشروع عن أهمية إبقاء الموانئ اليمنية مفتوحة، ولاسيما ميناء الحديدة ويحدد موعد المشاورات اليمنية القادمة في ستوكهولم في السويد في 29 نوفمبر الجاري.

كما تأتي زيارة الوزير البريطاني بعد جولة خليجية قام بها الرجل مؤخرا، إذ زار السعودية والإمارات، وبحث خلالها الملف اليمني في ظل دعوات دولية لوقف الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات.
وفي وقت سابق، قال هانت إن فرص إجراء محادثات لإنهاء الحرب اليمنية باتت «أكثر واقعية»، بعدما أكد السعوديون استعدادهم لإجلاء 50 جريحا من مقاتلي الحوثي إلى عمان للعلاج.

وإلى جانب الملف اليمني، من المتوقع أن يبحث هانت في طهران ملفات إقليمية وأخرى ترتبط بالحفاظ على الاتفاق النووي، إلى جانب متابعة قضية الصحافية البريطانية من أصول إيرانية نازنين زاغري، والمحتجزة في إيران منذ أبريل 2016، بتهمة بث دعايات مغرضة للنظام، والتعاون مع مؤسسات إعلامية للقيام بمشاريع تثير الشكوك، بحسب وصف السلطات في طهران.

ووضعت هذه الملفات على الطاولة الإيرانية البريطانية خلال زيارة وزير الخارجية الأسبق بوريس جونسون لطهران في ديسمبر من العام الماضي، إلى جانب بحثه عناوين مكافحة الإرهاب والاتفاق النووي، والاعتراف الأميركي بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
وكانت لندن قد أعادت فتح سفارتها بطهران في أغسطس 2015، عقب التوصل للاتفاق النووي بين إيران والسداسية الدولية، وبعد مرور أربعة أعوام على إغلاقها إثر اقتحام محتجين غاضبين لمقر السفارة بعد تشديد العقوبات على البلاد في حينه.

وحملت إفادة المبعوث الأممي إلى اليمن التي قدمها إلى مجلس الأمن الدولي الجمعة الماضية، ملامح رؤيته للحل في اليمن والتي يبدو أنها تحظى بدعم كبير من قبل دول دائمة العضوية في مجلس الأمن وخصوصا بريطانيا.

وقال جريفيثس، إن مهمته كوسيط «تتمثل في حض الأطراف على حل خلافاتها من خلال الحوار والتوافق بدلاً من النزاع»، موضحاً أنه سيتوجه إلى صنعاء الأسبوع المقبل لوضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات. واقترح أن يسافر بنفسه مع وفد الحوثي إلى المشاورات «إذا لزم الأمر». ورأى أنه «لكي تكون التسوية السياسية مستدامة، يجب أن تكون شاملة وتتمتع بدعم الشعب اليمني»، مشيراً إلى مشاركة مجموعة من النساء اليمنيات. وأكد أن المسألة الجنوبية في ذهنه، معتبراً أنه «في نهاية المطاف، يجب أن يتحقق الحل العادل للقضية الجنوبية خلال الفترة الانتقالية». وكشف أيضاً عن «أننا على وشك توقيع اتفاق بين الطرفين بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين».

تجدر الإشارة إلى أن ضغوطاً دولية مورست على التحالف لوقف الحرب الدائرة منذ 4 سنوات والتي تهدّد حياة الملايين من المدنيين، وقد أثمرت الضغوط عن إعلان الحكومة اليمنية يوم 15 نوفمبر الجاري، وقف الحملة العسكرية في مدينة الحديدة.

ويعتقد خبراء أمميون أن إيران قد تلعب دورا بناء في إنهاء الحرب باليمن، على الرغم من وجود مؤشرات على استمرارها في دعم جماعة الحوثي، مشيرين إلى أن طهران قامت خلال فترات سابقة بمحاولة فاشلة للتوسط مع بعض الدول الأوروبية في الوصول إلى هدنة بين أطراف النزاع.

وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قال في نهاية يوليو الماضي إن بلاده تؤيد رسميا مقترح إعلان وقف الحرب في اليمن لمدة ثلاثة أشهر الذي تقدمت به شخصيات عربية بارزة. وأضاف قاسمي أن طهران ستدعم أي خطة أو اقتراح يساهم في دفع الحوار والحل السياسي بهدف وقف الحرب الدائرة باليمن.

وأكد أن إيران لا تزال تتمسك بمقترح النقاط الأربع بشأن الحل في اليمن المتمثلة في وقف فوري لإطلاق النار وإرسال المساعدات الإنسانية والتحضير لبدء حوار سياسي بين جميع الأطراف اليمنية وتشكيل حكومة وحدة وطنية شاملة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى