صراع «الدولة» و «القاعدة» في البيضاء.. لمن الغلبة اليوم؟

> رزق أحمد الأحد

>
يبدو أن الصراع بين تنظيمي «الدولة الإسلامية» و«القاعدة» في محافظة البيضاء، وسط اليمن، يتجه نحو مزيد من التصعيد منذ أول اقتتال نشب بين الطرفين في منتصف يوليو الماضي، على خلفية احتجاز «الدولة» لـ13 من عناصر «القاعدة» أثناء مرورهم قرب إحدى نقاطه الأمنية.

خلال الشهرين الماضيين شهدت مناطق عديدة في مديرية ولد ربيع، شمال غربي المحافظة، مواجهات عنيفة وعمليات استهداف متبادلة أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين؛ وطبقاً لمصادر خاصة تحدثت إلى «العربي، فقد دارت المواجهات، التي لم تتحدث عنها وسائل الإعلام، في مناطق: الحميضة، جلاجـل، عواجـة، العبل، وزعـج بالمديريـة.

استنفار
وتؤكد المصادر الخاصة أن تنظيم «الدولة» طلب من أنصاره في محافظة البيضاء وخارجها التوجه إلى «أرض المعركة مع القاعدة»، وذلك بعد خسارته لعدد من المناطق والمواقع خلال مواجهات يوليو الماضي.
وتضيف أن وصول تعزيزات للتنظيم أحدث تغييراً نسبياً في موازين القوة، حيث تمكن، خلال نوفمبر الجاري من صد أكثر من هجوم لـ«القاعدة» على مواقعه، كما شن هجمات معاكسة وعمليات فردية متفرقة أسفرت عن قتلى وجرحى وتدمير آليات.

وطبقاً للمصادر، أسفر آخر هجوم شنه عناصر من «داعش» على مواقع بمنطقة «زعج» في المحافظة، يوم الثلاثاء الماضي، عن مقتل وإصابة نحو 23 من «القاعدة».
وتتابع «يبدو أن تنظيم الدولة وظَّف كل جهده الأمني والعسكري لمحاربة القاعدة في مديريات رداع بالبيضاء بعد تهديد الأخيرة، مطلع أكتوبر المنصرم، باستئصاله من المحافظة».

وتشير المصادر إلى أن استدعاء التنظيم لعناصره من خارج البيضاء «قد يكون له علاقة بتراجع عملياته في مدينة عدن جنوبي اليمن»، متوقعة أن تتسع دائرة المواجهات وعمليات الاستهداف بين التنظيمين خلال الفترة المقبلة.

موازين القوة
إلى ذلك، يعتقد باحث في شؤون التنظيمات المسلحة، أن «تنظيم القاعدة أكثر عدة وعتاداً وخبرة من تنظيم الدولة، في اليمن عموماً وفي محافظة البيضاء على وجهٍ خاص».
ويضيف الباحث، الذي فضَّل عدم الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية، أن «تنظيم الدولة حديث عهد باليمن وقليل خبرة، مقارنة بالقاعدة الذي وُجد قبل نحو عقدين من الزمن ولديه شبكة علاقات أفضل مع القبائل».

ويتابع: «لكن قد يكون التنظيم امتص صدمة مواجهات يوليو وأعاد ترتيب وضعه بصورة تتيح له خوض مواجهات ندية أو شبه ندية مع القاعدة، حتى لا تؤثر خسارة أول معركة مع القاعدة على معنويات مقاتليه وأنصاره».
ويرى الباحث أنَّ «الطرفين تراجعا، بشكل عام، خلال الأشهر الأخيرة، وأنَّ استمرار المواجهات بينهما سيزيدهما تراجعًا وضعفًا»، من دون أن يستبعد أن يكون «المتطرفون من الجانبين وراء تطوّر الخلاف بينهما إلى صدام مسلح».

ويشير الباحث إلى أن أهم ما سيخسره الطرفان، في حال استمرت المواجهات بينهما، هو «تراجع ثقة المتعاطفين معهم من أبناء القبائل في تلك المناطق».

وحول إمكانية انسحاب تنظيم «القاعدة» من مناطق المواجهات، خشية خسارة الحاضنة الشعبية، كما انسحب من المكلا في حضرموت، وزنجبار وجعار في أبين، وعزان في شبوة، مع أول تقدم للقوات المحلية المدعومة من الإمارات في العام 2016، يستبعد الباحث حدوث ذلك، لأن مناطق رداع في المحافظة تمثل عمقاً استراتيجياً للتنظيم، وهو ما يعني استمرار المواجهات وعمليات الاستهداف المتبادلة.

وبالنظر إلى هذه المعطيات، وفقاً للباحث، ينبغي السؤال عن مستقبل الطرفين في ظل هذا النوع من الصراع وليس عن مستقبل الصراع بينهما، فيما يذهب إلى أن أثر هذه المواجهات على التنظيمين «يتجاوز بمراحل» أثر الحرب الدولية عليهما.
عن (العربي)​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى