* أجد نفسي متحمسا بعض الشيء لرئيس الوزراء الجديد الدكتور (معين عبد الملك)، ليس لأنه نأى بنفسه عن المماحكات السياسية فحسب، ولكن لأنه أيضا يحاول أن يكون على مسافة واحدة من كل القضايا الشائكة، وأولها الوضع الاقتصادي المنهار..
* وطالما وأن معطيات الواقع تتطلب (غربلة) الحكومة، بعيدا عن استنساخ نفس الوجوه، فمن الضرورة بمكان أن يقنع رئيس الوزراء الجديد كل الأطياف بحقيقة أن المناصب والحقائب الوزارية ليست (تفريخا) لإرضاء حزب (علان) أو قبيلة الشيخ (فلتان)، بقدر ما هي مهمة وطنية تتطلب تضحيات في الميدان، كما ليست هبة سياسية تنقلك إلى عالم الأثرياء وأرقى فنادق الخارج بفاتورة يدفع حسابها المواطن الغلبان والشعب العيان.
* الكائن الذي يجب أن يكون واقعا أن يعمل رئيس الوزراء بروحه الرياضية على تشكيل حكومة (وطنية) حقيقية فاعلة ميدانيا، ليس فيها تواجد للذين يلعبون بالنار على مقربة من كل الديار، ولا فيها موطئ قدم للذين ينفخون في كير الفتن ليلا ونهارا، ويبدلون ولاءاتهم بين عشية وضحاها..
* أتمنى على رئيس الوزراء - الذي أرجو أن يكون قد مارس الرياضة في صباه - أن يضع معيارا وطنيا خالصا عند اختيار تشكيلته القادمة، حتى ينتصر في مباراته الاقتصادية لصالح المواطن الذي يظل ضحية لتلك الألعاب الدراكولية القادمة من وزراء يوالون (جيوبهم) و (بطونهم) على حساب مصلحة الشعب المنكوب، الباكي على اللبن المعيشي المسكوب..
* أكثر ما يحتاجه الوضع اليمني المتشعب المشاكل والغايات حكومة وطنية تؤمن بأن المناصب الوزارية تكليف يطغى على التشريف، وأن الاختيار يجب أن يكون دقيقا حتى لا يغلب الطبع (الليموني) التطبع الوطني..
* أرجو يا (معين) أن تعد من الواحد للمليون قبل وضع معايير تشكيلتك القادمة حتى لا يطغى اللون الحزبي على اللون الوطني، فيستمر الوطن في الدوران حول أسطوانة الفرقاء الفارغة..
الأولى: عدم استفزاز الجنوبيين بشعارات القوة غير المستحبة، والعمل على تطبيع العلاقات وبناء الثقة مع كل الجنوبيين بنوايا صادقة، فلا يخفى عليك أن القضية الجنوبية صارت اليوم رقما صعبا لا يمكن مراوغته أو تجاوزه، مهما دفع المرجفون لشراء بعض الذمم..