ورشة حول انتهاكات حقوق الإنسان على أساس النوع الاجتماعي بعدن

> رصد/ رعد الريمي

>
شدد ناشطون وناشطات وباحثون وباحثات ومهتمون ومهتمات بالمجال المجتمعي والحقوقي والإنساني على ضرورة وجود شراكة حقيقية بين منظمات المجتمع المدني وتعزيزها بهدف متابعة وتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان القائمة على أساس النوع الاجتماعي، وخاصة فيما يرافق تلك الشراكة من أنشطة توعوية وخدمات مصاحبة تنظم للنساء من ذوي الانتهاكات سواء في الحرب أو السلم.

جاء ذلك في الورشة التي نظمتها اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان وائتلاف أصوات النساء صباح أمس في قاعة كروال بالعاصمة عدن والتي انعقدت على هامش احتفالات وفعاليات الحملة الدولية لمناهضة العنف وكذا برامج 16 يوما المناهضة للعنف ضد المرأة.

حضر الورشة رئيس اللجنة الوطنية القاضي أحمد سعيد المفلحي، وعضو اللجنة القاضي صباح علوان، ورئيس جمعية المرأة العدنية أ.د. سعاد اليافعي، وهدى علي علوي مديرة مركز المرأة للبحوث والتدريب بجامعة عدن، ورئيسة اتحاد نساء اليمن بعدن فاطمة مريسي، وأعضاء ائتلاف اصوات النساء وبمشاركة 60 مشاركا ومشاركة من المهتمين والمهتمات.

دعوة إلى اللا عنف ضد النساء
وبالورشة أعلن رئيس اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان القاضي أحمد المفلحي تضامنه الكامل مع المرأة وقال لأننا ضمن الحملة الدولية لمناهضة العنف ضد المرأة فإن طموحاتنا وطموحات الجميع أن تجد أصوات المدافعين والمجتمع المدني والمؤسسات المطالبة الجادة لإيقاف العنف بكافة أشكاله وأنواعه أذانا صاغية من كل المؤسسات سواء الدولية منها أو المحلية وذلك من خلال وضع التشريعات الحامية لحقوق المرأة والمعالجات الحقيقة لإنهاء هذا العناء وكذا من خلال تمكينها من حقها في المشاركة الفعالة في بناء هذا المجتمع وقيادته.


وأضاف أن هذا الفعالية تأتي في ظل اهتمام اللجنة الوطنية بدور المرأة، واستعرض الدور الذي أولته اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، المرأة.. مؤكدا ذلك بترحيبه بالتعاون من قبله كرئيس للجنة الوطنية تجاه أي منظمة محلية او دولية تعنى بمجال الرصد والتوثيق لانتهاكات حقوق الإنسان وخاصة تلك التي تعنى بانتهاكات النوع الاجتماعي.

اختطاف النساء
وقرعت رئيس جميعة المرأة العدنية أ.د.سعاد اليافعي ناقوس الخطر من خلال إشارتها في طي حديثها إلى حادثة اختطاف النساء في عدن، وقالت: «وددت أن أشير إلى الحادثة التي كانت ضحيتها امرأة حيث تم اختطاف امرأة في شارع أبان بمديرية صيرة في ظل تخاذل جميع المتواجدين من الرجال والنساء»، والذين قال المختطفون - بحسب تعبيرات د. سعاد - أن المرأة تم أخذها بناء على قضية!


وتساءلت د.سعاد عن استمرار هذه الحوادث التي «ترمز إلى مستوى الخطورة في مجتمعنا، وأن ما يحز في النفس أن تحدث مثل هذه الحوادث في مناطق مأهولة بالسكان والمارة ولم تجد من ينكرها وخاصة أنها حادثة تمت في وضح النهار».
وقالت «إن مفهوم الانتهاكات على النوع الاجتماعي لا يعني العنف المحصور ضد النساء بل والرجال كذلك»، مستعرضة في خضم حديثها حادثة طفل المعلا، متحسرة لما حدث وقالت «من المؤسف أن ترتكب مثل هذه الجرائم من قبل من نأمل منهم أن يقوموا بحماية الناس غير أننا نجدهم يرتكبون أمثال هذه الجرائم».

صعوبة جمع المعلومات
واستعرضت الورشة ورقة عمل حول انتهاكات حقوق الإنسان (الرؤية والجهود) قدمتها عضو اللجنة الوطنية للتحقيق إشراق المقطري، والتي بينت أن اللجنة أنهت التحقيق في مقتل 883 امرأة مدنية في مناطق النزاع، والتحقيق في مقتل 31 امرأة نتيجة زراعة الألغام، واعتقال 14 امرأة وتهجير 350 أسرة قسريا من مسكنها حيث تشكل النساء 80 بالمائة.


واستهلت أ.إشراق كلمتها بالتأكيد على أهمية هذا الموضوع وقالت «يظل موضوع انتهاكات حقوق الإنسان القائمة على أساس النوع الاجتماعي هو محور اهتمام كثير من الباحثين كونه شكلا من أشكال العنف المستمر سواء في فترة السلام أو الحرب التي يصعب التعرف والوصول إليها خصوصا في عمليات جمع المعلومات والتوثيق».

وأضافت: «وفي ظل النزاعات خصوصا المحلية منها والتي عادة ما تكون حربا طاحنة، تصل الانتهاكات إلى أماكن خاصة كانت بمثابة سياج حماية للمرأة حيث يمارس أطراف الحرب وأقطابها انتهاكات بحق النساء أكثر جراءة وبشاعة وتأثيرا، فهي تصل إلى المنازل والمدارس لكون ذلك عنف أكثر خصوصية بوصوله للعلاقات الاجتماعية والوطنية».

الأرقام جزء يسير من العنف
كما استعرضت أ.أشراق المقطري ما حققت فيها اللجنة الوطنية من انتهاكات خاصة بالنساء وقالت «من قراءة قاعدة بيانات اللجنة الوطنية للتحقيق المتعلقة بأعمال الرصد والتحقيق فإن أشكال مختلفة من انتهاكات حقوق الإنسان طالت النساء مورست الكثير منها بشكل منهجي ونمطي خصوصا في المناطق التي شهدت نزاعا مسلحا، إضافة إلى بقية المناطق الأخرى وهذه البيانات والأرقام لا تعد في الحقيقة سوى جزءا يسير مما نال النساء من عنف وانتهاكات».

شخصيات مشاركون بالورشة
شخصيات مشاركون بالورشة

وأكدت أن «معاناة النساء أكبر مما هو مرصود سواء من خلال الانتهاكات المباشرة أو غير المباشرة من خلال إجبراهن على البحث عن مصدر دخل عقب أن فقدنا أزواجهن حيث تنتظر زوجات وبنات وأخوات أكثر من (13000) معتقل ومخفي من أبنائهن وأزواجهن ويعشن حالة انتظار قاسية بسبب طول فترة اعتقال وإخفاء أزواجهن وأبنائهن.

رفض البوح خوفا من العار
كما لفتت إشراق المقطري إلى أن تركيز اللجنة الوطنية على انتهاكات حقوق الإنسان القائمة على أساس النوع الاجتماعي جاء على خلفية اهتمام اللجنة بشكل أكثر بهذا النوع من الانتهاكات ليس فقط لخصوصيته والحاجة إلى جهد مضاعف من قبل الراصد بل لكون الضحايا من النساء غالبا ما يرفضن البوح بالانتهاكات التي تعرضن لها لكون البوح بها يمس الكرامة والمعاملة اللا إنسانية أو ما يسمى اجتماعيا المساس بالشرف (العار)».


وأشارت إلى أن مما ضاعف من هذا التعتيم هو النظرة المجتمعية التي تطال الضحية أكثر مما تطال الجاني، الأمر الذي ألجأ كثيرا من النساء للتحفظ.
وقالت «إن كل ذلك وغيره جعل من المهم أن توجه اللجنة الوطنية للتحقيق بين فترة وأخرى راصديها في الميدان إلى تتبع هذه الانتهاكات وتوثيقها وهو الأمر الذي يأخذ وقتا أكبر في إيجاد أدلة الإثبات الخاصة بكل انتهاكات، ناهيك عن تخويف المرأة الضحية من البلاغ أو الإفادة التفصيلية للانتهاك».

دور مجتمعي بالحماية
بدورها شددت رئيسة اتحاد نساء عدن أ.فاطمة مريسي على ضرورة إعادة الضغط وإلزام الدول ذات العضوية بالأمم المتحدة لتفعيل الإجراءات القانونية والالتزام بتقرير المدافعين عن حقوق الانسان لما من شأنه تحقيق مساواة عادلة بين الرجل والمرأة وذلك من خلال زيادة الدعم الأممي لليمن ولنشر الوعي وثقافة مبادئ حقوق الإنسان الاجتماعية والثقافية ومناهضة العنف والتمييز ضد المرأة بكافة أشكاله، وتبادل الخبرات بين الدول الأعضاء ومنظمات المجتمع المدني من أجل تعزيز دور النساء.


كما دعت إلى ضرورة تعزيز الآليات والإجراءات الدولية الملزمة للدولة الموقعة على العمل لقرار 1325 الذي يعطي المرأة المشاركة الواسعة وعدم التمييز بين الجنسين، بالإضافة إلى التطبيق الفاعل لقرارات 1820 الصادر بعام 2008م وقرار 1888 الصادر بعام 2009م وقرار 1960 الصادر بعام 2010م وقرار 18 للجنسين الصادر بعام 2009م، مؤكدة على ذلك بقولها «حيث تعتبر هذه القرارات هي آليات عمل لتمكن المرأة والقضاء على كافة أشكال من التمييز بين الجنسين».

وفي ختام الورشة أكد المشاركون على ضرورة العمل المشترك بين اللجنة والائتلاف لمناهضة العنف ضد المرأة خلال المرحلة القادمة، وإيجاد آليات قانونية تحد من ظاهرة العنف ضد المرأة.

كما دعا  المشاركون إلى ضرورة إلزام الجميع أكانوا دولاً عربية أو أجنبية بتقديم كل وسائل الدعم والمساندة لنساء اليمن وإعطاء اهتمام أكبر لوقف الحرب ونشر السلام والأمن من خلال مشاركة فاعلة للمرأة ضمن مسار السلام.
كما شددوا على أهمية دور منظمات المجتمع المدني في تتبع وتوثيق انتهاكات حقوق الانسان القائمة على النوع الاجتماعي ما يرافقها من أنشطة توعوية وخدماتية.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى