الرئيس هادي: الأرض في النهاية تبقى لأبنائها

> «الأيام» سبأ

>
 حذر الرئيس عبد ربه منصور هادي، من تجاوز المرجعيات لإحلال السلام في اليمن، مبديا رفضه أي تأسيس «لحروب ودورات عنف جديدة».

وقال هادي في كلمة ألقاها مساء أمس الأول الخميس بمناسبة ذكرى الاستقلال من الاستعمار البريطاني: «إن التراجع عن المرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن 2216، لن يقود إلا إلى حروب أهلية وطائفية ومناطقية مأساوية، وسيؤسس لدورات من العنف والحروب التي لا تنتهي».

وجدد التأكيد على رغبته في السلام، إلا أنه لا يريد «سلاما زائفا، أو ناقصا أو مشوها، بل سلاما عادلا، ينهي جذور المشكلة ويستأصلها من قاعها، سلاما لا يحمل بذور تجديد الصراع وتأسيس دورات عنف قادمة».
نص الكلمة:

تطل علينا اليوم الذكرى الواحدة والخمسون لواحد من الأيام المجيدة التي خلدها شعبنا اليمني، ففي مثل هذا اليوم من عام 1967م، قال شعبنا الثائر كلمته في وجه المحتل وأثبت للعالم كله أن الأرض في النهاية تبقى لأبنائها مهما طال بقاء المستعمرين والمستبدين، فهذه الأرض خلقت يمنية، وستظل كذلك حتى نهاية التاريخ، محروسة بعزائم أبنائها الصادقين وتضحيات الرجال الأوفياء، لن تخضع لأي متسلط أو متكبر أو مخادع ولن تكون أرضاً خصبة لملالي طهران وأدواتهم كما لم تكن قبلهم للمستعمر البريطاني، إن للحرية ثمنا غاليا، وللكرامة طريق وحيد، يبدأ برفض الظلم ولا يتوقف حتى يتحقق النصر الكامل.

أيها الشعب اليمني الكريم في كل مكان!
لقد أحببت أن أخاطبكم اليوم لأهنئكم جميعاً وألا تفوتني هذه المناسبة الغالية وأنا أجري فحوصاتي الاعتيادية في الولايات المتحدة الأمريكية لأشارككم الاحتفال بهذه الذكرى التي نستلهم منها دروس المقاومة والإصرار والتحدي، وإن هذه الانتصارات التي يحرزها أبناء الجيش الوطني والمقاومة في مختلف الجبهات و الميادين، وهذه التضحيات التي يقدمها كل أبناء شعبنا اليوم في معركتهم ضد الكهنوت والاستبداد لتؤكد أن شعبنا ما يزال وفياً للتضحيات التي قدمها الآباء في سبيل الحرية والكرامة والاستقلال، وإن الشعب الذي أسقط خرافة الإمامة في قوتها وهزم جحافل الاستعمار وهي في كامل عزها سيكسر الخرافة وسيصنع مستقبله الواعد في اليمن الاتحادي الجديد، يمن العدالة والمساواة والحرية والحكم الرشيد يمن لا يقبل الاستبداد بمنطقة أو سلالة أو تحت أي مسمى وغطاء، يمن يسقى بدماء خيرة أبنائه لأجل ألا يكون فيه ظالم أو مظلوم.

ومن هنا وبهذه المناسبة الخالدة أوجه رسائل واضحة ومختصرة:
رسالتي الأولى :
«إلى كافة أبناء الشعب اليمني الصابر والكريم من صعدة إلى المهرة، الذين يعانون اليوم من شبح الانقلاب ويرون بأعينهم العبث بمؤسسات الدولة ومواردها، أحييكم جميعاً على صمودكم وصبركم، تحية لكم على مواقفكم الشجاعة والنبيلة، وندرك جيداً حجم المعاناة التي تعيشونها، في وضع اقتصادي حرج وظروف معيشية قاسية، لقد بذلنا جهداً كبيراً لتلافي الوضع الاقتصادي الصعب، بعد إن عبثت المليشيات الانقلابية بأموال وموارد الدولة، ووجهنا الحكومة لتبني سياسات اقتصادية عاجلة للتخفيف من آثار الوضع الاقتصادي وما سببه تدهور العملة الوطنية، والتركيز على جوانب الخدمات بصورة مكثفة، الخدمات التي تعني كل مواطن وتلامس كل بيت، وعلى الرغم من أنه قد تحقق نجاحات ملموسة، إلا أننا نوجه الحكومة لبذل المزيد من الجهود ومضاعفتها، وسنظل نتابع هذا الملف الهام الذي يمس حياة كل المواطنين.

وإنني أشكر كل الجهود التي تبذل للتخفيف من معاناة المواطنين، وأتقدم بالشكر الجزيل لأشقائنا في المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وأحيي الجهود الإنسانية التي يبذلها الأشقاء في الكويت وأشد على أيدي المنظمات الإنسانية التي تمارس دورها الإنساني بكل جدية بعيداً عن ألاعيب السياسة والاستثمار في أوجاع هذا الشعب الصابر».

رسالتي الثانية:
«إلى الشهداء والجرحى والمرابطين في كل جبهات العزة والكرامة، نجدد عهدنا لكم أن نبقى على نهجكم، وألا نخون دماءكم وتضحياتكم، ستبقى أحلامكم هي أحلامنا وسيبقى صمودكم وثباتكم هو مددنا، فانتصارات الأبطال في كل الجبهات وعزائمهم التي تناطح الجبال هي محل فخر واعتزاز، ونحن بهذه المناسبة الخالدة نبعث إليهم كل التحايا ونقول لهم: إننا مثلما نحتفل اليوم بما صنعه أبطالنا بالأمس، سيحتفل أبناؤنا في الغد بما تقدمونه من التضحيات وسيخلدكم التاريخ بكل الفخر والاعتزاز».

رسالتي الثالثة:
«إلى المجتمع الدولي كاملا.. نؤكد مجددا لأحرار العالم جميعاً رغبتنا الصادقة للسلام، المستند إلى المرجعيات الثلاث التي أجمع عليها الشعب اليمني وباركها العالم أجمع، والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216.
لقد أعلناها مراراً وتكراراً، أننا لسنا دعاة للحرب، وسنظل نكررها حتى يعرف العالم كله من يرتكب الجرائم بحق شعبنا، من يدمر وينتهك، من يقتل ويلغم ويفجر، وها نحن نعلن اليوم لكل العالم بوضوح أننا سنتعامل بإيجابية كاملة مع أي جهد يسعى لتحقيق السلام، ولكنه السلام المستدام والشامل والعادل، القائم على استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب وكل ما ترتب عليه، وإزالة كل الأسباب التي خلقت هذا الوضع ... إن السلام الذي يذهب لمعالجة الأعراض وينسى أصل الداء لن يصنع سلاماً حقيقياً، أن التراجع عن المرجعيات الثلاث لن يقود إلا إلى حروب أهلية وطائفية ومناطقية مأساوية، وسيؤسس لدورات من العنف والحروب التي لا تنتهي، وسيكتوي بنارها كافة أبناء الشعب اليمني ولن يكون الإقليم والعالم بمنأى عن تداعياتها، إننا نبحث بكل قوة عن السلام بل نحن أهله لأننا باختصار لسنا معتدين ولا انقلابين ولا طائفيين ولكننا لا نريد سلاماً زائفاً، لا نريد سلاماً ناقصاً ومشوهاً، بل نريد سلاماً عادلاً وشاملاً، سلاماً ينهي جذور المشكلة ويستأصلها من قاعها، سلاما لا يحمل بذور تجديد الصراع وتأسيس دورات عنف قادمة .

فلا يمكن أن نقبل تلغيم المستقبل وتأسيس حروب لا نهاية لها بعد كل هذه التضحيات، فشعبنا يستحق أن يعيش في عزة وكرامة ورخاء، يكفيه ما قد عاناه و لن نقبل أن تكون بلدنا مصدر تهديد للإقليم والعالم من قبل إيران وأدواتها، وليعلم الجميع أن اليمن دولة متجذرة في عمق التأريخ وشعبه أصل للعروبة والإنسانية فمهما بلغ فقرهم إلا أن كرامتهم أغلى وأعز، نعم إن كرامتنا أغلى وأعز».​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى