نجيب يابلي
نجيب يابلي
حضرموت الجغرافيا والتاريخ والثقافة والمساحة والبحر والوادي.. حضرموت التي تشغل حيزاً كبيراً من مساحة ما كانت تعرف بالجمهورية العربية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وهي (أي حضرموت) لا يمكن لها أن تكون في العلالي إلا إذا أراد الغير تغيير مركزها.

وقفت أمام (بهجة الأرواح والنفوس في مناقب الشيخ محمد بن أحمد بامشموس) والتي جمعها الأستاذ عبدالله بن أحمد باسودان في كتيب ضم بين دفتيه (31) صفحة من الحجم المتوسط.. والشيخ محمد بن أحمد بامشموس من مواليد القرين سنة 1050هـ وتوفي في القرين عام 1125هـ ودفن إلى جوار الحبيب عمر البار..

الشيخ محمد بن أحمد بامشموس تلقى العلم على أيدي كوكبة من العلماء أولهم الشيخ علي بن عبدالله باراس الظفري السيباني وهو من مواليد حريضة سنة 1027هـ وتوفي يوم الأربعاء 19 ربيع أول سنة 1094هـ ودفن في الخريبة وعندما تقف أمام علماء حضرموت عبر فترات التاريخ القديم والوسيط والمعاصر ستجد نفسك أمام سلسلة طويلة من أرباب العلم والثقافة والطهارة قلّ أن تجد مثيلاً في مناطق مختلفة من الجزيرة العربية.

 هذا هو الشيخ محمد بن أحمد بامشموس وذاك هو الشيخ علي بن عبدالله باراس وسجل أيها التاريخ هذين العالمين وافخري يا حضرموت وافرحي يا سائر الأقطار والأمصار الإسلامية بعلمائك.. مرت على حضرموت فترات زمنية آلت خلالها الأمور إلى يد الغير وفقدت حضرموت القرار السيادي في قضايا المصير وما صار ويصير ومن ذلك ما رأينا وسمعنا من مهزلة عقد اجتماع مجلس النواب الذي انتهت فترة ولايته ودستوريته منذ أكثر من عشر سنوات.

سيئون التي مارس فيها علي أحمد باكثير في ثلاثينات القرن الماضي الكتابة الشعرية ونظم قصائد فمنها ديوانه (أزهار الربا في شعر الصبا) وقام بتحرير صحيفة “التهذيب” (راجع ما كتبه د. مسعود عمشوش في «الأيام» في عددها الصادر يوم 20 أبريل، 2019م).

سيئون التي خاطبها الراحل الكبير عبدالله البردوني قبل 30 عاماً 1989 في قصيدته الموسومة (سيئون تورق من قلب الصاعقة)، عندما قال:
“سيئون يا غسيلة
لها نقاء (مريما)
من ذا أصاب مغنما
وما اقتضاه مغرما
ما هال هول نافع
ولا دهى ما علمّا”.
سيئون أدخلت إلى عالم الشبهات بعقد اجتماع مجلس النواب غير الشرعي في ظل الشرعية ومنح عضو المجلس المنحل نصف مليون ريال سعودي ما يساوي (65) مليون ريال يمني، جلسة هزيلة استغرقت ثلاثة أيام مقابل هذا المبلغ الذي يوازي جهد (1000) موظف يتقاضون 65.000 ريال يمني خلال شهر واحد.

إنه مسلسل الفحشاء والمنكر والبغي ولا إسلام إلا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.