المنطق يقول إن الرئيس هادي الذي لم يصطدم بكل القوى الشمالية التي استفزته في صنعاء لن يصطدم بأي قوى جنوبية لم تستفزه في عدن!
بدر قاسم
بدر قاسم

كان من المفترض أن تفهم هذا مبكرا القوى والأحزاب التي هي أيضا لم تصطدم سابقا بالجماعة الحوثية في صنعاء بحجة أنها لن تقاتل نيابة عن الدولة، في إشارة ضمنية لمسئولية الرئيس هادي، وهي تحاول أن تدفعه عنوة وهو لا يملك القوة للاصطدام بالجماعة الحوثية في صنعاء، وأيضا لم تصطدم بها لاحقا!

عندما لم تفلح هذه القوى والأحزاب الشمالية التي منها من تحالف مع الجماعة الحوثية ومنها من تحالف شكليا مع الرئيس هادي بعد أن كان قد تقاعس عن قتال الجماعة الحوثية ورفض مواجهتها عسكريا في صنعاء وهو الآن يتقاعس عن مواجهتها في مأرب.. وبعد أن لمس حلفاء الحوثيين لحظة الغدر الحقيقية بهم عندما كانت الإشارات تلوح في الأفق وقبل أن يبدأ مسلسل قتل عناصرهم ورموزهم على يد الحوثيين:

بعثوا وفدهم السياسي إلى المملكة العربية السعودية وتم حينها طرح فكرة تشكل تحالف قوى سياسية هو ما يسمى الآن بـ “تحالف القوى السياسية اليمنية”.. بعد إتمام تشكل هذا التحالف على الورق حاول حلفاء الحوثيين الانقلاب فلم يفلحوا، حيث كان الحوثيون قد رصدوا تحركاتهم السياسية الأخيرة فأعدوا العدة وبدؤوا مسلسل الفتك بعناصرهم... وأخيرا بزعيمهم!

بينما في الوقت نفسه كان من تحالف من القوى الشمالية مع الرئيس هادي مازال يحاول أن ينقل نفس لعبة “دفع الرئيس هادي للاصطدام” من صنعاء إلى عدن المحررة، حيث ظل يجتهد في دفع الرئيس هادي للاصطدام بالقوى الجنوبية.. أخيرا يبدو وقد أدرك أنه لم ولن يفلح في جعل هذا يحدث!

اليوم نرى الفاشلين جميعا وقد التقوا على مائدة واحدة، من فشل في تحالفه مع الحوثيين وفي انقلابه عليهم، ومن فشل في تحالفه الشكلي مع الرئيس هادي وفي محاولاته الدفع به من الخلف للاصطدام أولا بالحوثيين وثانيا بالجنوبيين!.. التقوا والتقت مصالحهم معا عندما أتت حاجة التحالف العربي والرئيس هادي لانعقاد مجلس النواب فانتهزوا الفرصة ووضعوا شرطهم المشترك الذي ينص على إحياء تحالف ما يسمى بـ “تحالف القوى السياسية اليمنية” وهذا الأخير رويدا رويدا يحاول اليوم أن يسحب البساط من تحت أقدام الرئيس هادي بالتزامن مع الإفصاح عن نيته القيام بأمر الصدام مع الجنوبيين نيابة عن الرئيس هادي!.. في الوقت الذي كان الرئيس هادي ينتظر فيه أن يفصح هذا التحالف عن عزمه قتال الحوثيين أولا.. وكأنهم يقولون للرئيس هادي صراحة وبلا مواربة “سنقاتل أصحابك أولا”!!
ما الذي سيقوله لهم الرئيس هادي عمليا وليس نظريا؟!.. لا نعرف!... فما نعرفه هو أن القوى الجنوبية مازالت تقول: هادي ثم هادي ثم هادي!