وقفت أمام العدد (711) من مجلة “الفرسان” الصادر يوم الإثنين 23 سبتمبر 1991م، (أي قبل 26 عاماً)، وهي فترة تفكك الاتحاد السوفييتي وحلفائه في حلف وارسو، وانتهاء الحرب الباردة، وقال حينها الرئيس الأمريكي جورج بوش: “إن مشكلة كوبا ينبغي حلها بواسطة ثورة مشابهة لتلك التي جرت في ألمانيا الشرقية”، وجاء القرار السوفييتي بسحب القوات السوفييتية (البرية والبحرية والجوية).
أصدر الزعيم الكوبي الخالد فيدل كاسترو قراراً بالسماح للسفر إلى الخارج لكل من تجاوز سن العشرين، وخلال أيام قليلة أصدر قسم رعاية المصالح الأمريكية في هافانا تأشيرات سياحية لأربعين ألف مواطن كوبي، وكلهم يريدون السفر إلى أمريكا بنيّة الاستقرار هناك، واضطرت الحكومة الأمريكية إلى وقف إصدار التأشيرات لأنها اكتشفت أنها بهذا المعدل يمكن أن تفاجأ بمليون مواطن من كوبا داخل أراضيها ويرفضون العودة إلى كوبا، ويزاحمون المواطن الأمريكي داخل بلده على فرص العمل (مصدر سابق - ص 52 / 53).
خاب ظن الأمريكان في انهيار كوبا التي تقع على بعد مرمى حجر من شبه جزيرة فلوريدا (اللسان الذي يطل على كوبا)، وقد عززت كوب بقيادة الزعيم الشجاع فيدل كاسترو من قدراتها الاقتصادية ومن نظام تعليمها ونظامها الصحي، وأصبحت كوبا الأرقى في مجال الطب على مستوى الأمريكيتين، وخاصة في مجال جراحة القلب والعظام، حيث يقبل الأمريكان أنفسهم على تلقي جراحة القلب عندهم بأبخس الأثمان، وأرقى النوعية الجراحية.
المواطن الكوبي يتقن استخدام كل أنواع الأسلحة، بل وكل أنواع وسائل الدفاع عن النفس، وجاهز على مدار الساعة على ضرب أي أمريكي يغزو بلاده، بل إن الشعب الكوبي أكبر بزعيمه الكاريزمي الذي صرخ في إحدى خطبه الجماهيرية أن الولايات المتحدة دولة عظمى (براً وبحراً وجواً)، وإذا عزمت على احتلال كوبا فإنها ستحتلها في وقت قصير، ولذلك عمل حسابه وافتتح الآن القبور لاستيعاب الجنود الأمريكيين الداخلين إلى كوبا، ولو فكرت الولايات المتحدة في احتلال كوبا ستصبح كوبا أكبر مقبرة للجيش الأمريكي على مستوى العالم.
أما العرب تجدهم ضحايا وفرائس سهلة للأمريكان، ويتمادى الأمريكان في استهبالهم للعرب، وما أسهل على الولايات المتحدة حياكة مؤامرات هزيلة من خلال منظمات من صناعة أمريكية وحكام عرب بينوا لشعوبهم ولشعوب العالم أنهم دمى هزيلة بيد الأمريكان، وها هي الشعوب العربية، ومنها شعبنا، تواجه مخطط حدود الدم، ومحورها حرب إبادة تمارس ضد العرب، وخلفت لذلك قوى عملية بمسميات مختلفة وبواسطة أعداء العرب في التاريخ.
متى؟ متى؟ متى أيها العرب ستنهون هذه المهزلة، مهزلة إبادتكم بهذا الكم الهائل المثير للسخرية؟!