طلاب اليمن في سوريا.. معاناة مستمرة وغياب للدور الرسمي

> تقرير/ سليم المعمري

> يُعاني الطلاب المبتعثون للدراسات العليا في دولة سوريا مثل غيرهم من طلاب البلاد في جميع دول الابتعاث، كالحرمان من المستحقات المالية أو تأخير صرفها لأشهر كثيرة.
وأكد العديد من الطلاب في أحاديث لـ«الأيام» أن المحسوبية والوساطة هي المُتسيدة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

«قطع المستحق»
مجدي أمين الشيخ، طالب ماجستير تخصص جراحة صدرية، مبتعث من قِبل وزارة التعليم العالي ضمن منح التبادل الثقافي تخصص طب بشري تم قطع مستحقاته لمدة عام كاملة بدون وجه حق في مرحلة البكالوريوس كما يقول، وأكمل دراسته على حسابه الشخصي، وحتى الآن لم يتم إرجاع مستحقاته على الرغم من مطالبته المتكررة.

ويضيف لـ«الأيام»: "حصلت بعد إتمام البكالوريوس على مقعد ماجستير جراحة صدرية، وتقدمت بملفي للوزارة للمطالبة باعتماد المساعدة المالية لهذه المرحلة لعلهم ينصفوني هذه المرة، غير أن مطالبتي بذلك لم تلقَ أذاناً صاغية من قِبل الوزارة؛ حيث لم تراعِ الوزارة مظلوميتي السابقة في مرحلة البكالوريوس، ولم تلقَ بالاً لكون تخصصي نادراً ومن شأنه أن يعود بالخير على الوطن مستقبلاً".

وأكد الشيخ أن إكماله لدراسته يتوقف كلياً بحصوله على المساعدة المالية، خصوصاً أنه لا يملك مصدر دخل آخر.

وساطة ومحسوبية
فيما قال مياس عبده يوسف، وهو طالب ماجستير كيمياء عضوية، في جامعة "تشرين": "أنا وغيري من طلاب اليمن في سوريا بلا مستحقات مالية منذ العام 2016م، بسبب الوساطة والمحسوبية وغيرها".

وتابع سارداً معاناته قائلاً: "أنا من مبتعثي وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ضمن منح التبادل الثقافي لسوريا، وقد أكملت دراستي الجامعية الأولى بالمدة القانونية وبمعدل جيد جداً، وحصلت على مقعد دراسات عليا من الجامعة مجاناً، وتمكنت من إكمال العام الدراسي الأول من مرحلة الماجستير بعد معاناة شديدة؛ لعدم مقدرتي على توفير قوت يومي ومستلزمات الدراسة، ولهذا تقدمت للوزارة بطلب اعتماد مستحقاتي المالية المشروعة وفق قانون البعثات رقم (19) للعام 2003م المادة (32)، وبعد معاناة شديدة في توفير تكاليف المعاملة في الوزارة حصلت على توجيه من وكيل قطاع البعثات في شهر يناير من هذا العام، ولكن حتى الآن لم يضاف اسمي لكشوفات الوزارة لأسباب يختلقها موظفو الوزارة منها عدم توفر تعزيز مالي، في الوقت الذي يبعثون فيه بطلاب جدد للدراسة في الخارج، والمشكلة الرئيسة وراء حرماننا من حقوقنا أننا لا نمتلك وساطة في الوزارة كغيرنا".

«فساد الملحقيات الثقافية»
ويضيف طالب الدراسات العليا في كلية الهندسة المدنية جامعة "تشرين" في سورية (تخصص منشآت مائية)، محمد عبدالله محمد: "عندما ابتعثتنا وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ضمن منح التبادل الثقافي إلى سورية حملنا على أكتافنا هموم وطن سافرنا إلى بلاد الغربة من أجله وبرؤى فكرية لرسم ملامحه المستقبلية لنعود بكل ما اكتسبناه لخدمة الوطن، لكن الروح الوطنية وكفاحنا من أجله اعترضته الكثير من الصعاب ابتداء من فساد الملحقيات الثقافية وصولاً للتفكير بترك مقاعد الدراسة والبحث عن مصادر للعيش بسبب تأخر المستحقات المالية والتلاعب بها".

ويوضح محمد في حديثه لـ«الأيام» أن بعض الطلاب يعيشون على وجبة واحدة في اليوم، بل ويُعد (الأندومي) الوجبة الرئيسية لهم بسبب عدم وجود مصروف يومي، مؤكداً بأن المآسي التي يعانيها الطلاب المبتعثون في الخارج كفيلة بعمل جمعية عامة لحقوق الطلاب.

تابع: "رغم الظروف والمعاناة التي واجهتها أستمر في تحصيلي العلمي، وقد تحصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية، وتقديراً لتميزنا العلمي حصلت على مقعد بالدراسات العليا مجاني من الجمهورية العربية السورية، ولكن ما يحز في النفس أن تمنحك البلاد التي ابتعثت إليها مقعداً مجانياً بينما وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بلادك يتسابق فيها المسؤولون إلى أكل مستحقاتك أولاً".

معاملات مستمرة
فيما يقول طالب دكتوراه مقبل محمد الحاج: "تحصلت على درجة الماجستير من قسم الفيزياء بتقدير امتياز، وعلى إثره تحصلت على مقعد مجاني لدرجة الدكتوراه، ومنذ ما يزيد عن عام تقدمت بملفي للوزارة وقد تحصلت على توجيه بصرف من الربع الثاني، ولكنني تفاجأت بعدم إضافة اسمي لكشوفات الربع الثاني رغم ضمهم لبعض الطلاب بسوريا، ولهذا ما زالت معاناتي الخاصة بالمعاملة مستمرة بغرض اعتمادي لكوني من الطلاب المتفوقين المبتعثين للماجستير والممثلين لليمن في المجال العلمي عاليا وموفد ضمن منح التبادل الثقافي أيضاً".

يؤكد في حديثه لـ«الأيام» أن ظروفه وزملائه الراهنة صعبة لم يعد باستطاعتهم تأمين معيشتهم أو تأمين تكاليف جديدة لأي شخص من شأنه أن يعامل لهم في الوزارة.

«مبتعث وأدرس بنفقتي الخاصة»
ويشير الطالب عبدالرحمن حسين إلى أنه أتمّ دراسته من مرحلة الدراسة الجامعية الأولى في سوريا والماجستير على نفقته الخاصة بالرغم من أنه مبتعث من قِبل الوزارة.

وقال في حديثه لـ«الأيام»: "حصلت في عام 2016م على الموافقة المالية، ومنذ هذا العام وأنا متنقل من مكتب إلى آخر، وفي ديسمبر من العام الماضي حصلت على توجيه من الوكيل مازن الجفري باعتماد المساعدة المالية في مرحلة الدكتوراه (تخصص إدارة بنى تحتية كلية الهندسة المدنية) في جامعة دمشق، ولكن حتى الآن لم ينفذ التوجيه، والمؤسف أنه في كل مرة يختلق موظفو الوزارة ألف عذر".

وكانت «الأيام» قد حاولت التواصل مع المحلق الثقافي في دولة سوريا ناصر يوسف؛ للاستيضاح حول شكاوى الطلاب ولكن لم تتمكن لتهربه، وهو الأمر الذي شكا منه الطلاب أيضاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى