ندرة المترجمين بلغة الإشارة عقبة في طريق الطلاب الصم بالسودان

> الخرطوم "الأيام" رويترز:

> ​في كلية الفنون الجميلة بجامعة السودان، يتنقل اثنان من مترجمي لغة الإشارة يعملان بدوام كامل بسرعة بين الفصول الدراسية في محاولة لتلبية احتياجات عشرات الطلاب الذين يعانون من الصمم أو ضعاف السمع.
والكلية في العاصمة الخرطوم واحدة من الأماكن القليلة بالسودان التي يمكن للطلاب ضعاف السمع الدراسة فيها للحصول على مؤهل عال.

وبالرغم من أن كثيرين منهم يؤدون بشكل جيد في المدارس، إلا أنهم يتعرضون للاستبعاد من طريق الدراسات العلمية أو التقنية الأكثر تقدما، التي يُنظر إليها على أنها دراسات يصعب عليهم تعلمها.

في الفصول العملية، يقلل ضعف السمع من احتمالات التشتت والتعرض للإلهاء بعيدا عن الدراسة الأمر الذي يسمح للطلاب بالتركيز، على حد وصف المدرسين في كلية الفنون الجميلة. فهم يستخدمون مفرداتهم الخاصة في وصف الألوان، على سبيل المثال، لكنهم يواجهون صعوبات في الموضوعات النظرية والموضوعات العامة، التي يتم تقديم كم كبير من معلوماتها شفهيا.

قال أبو القاسم عثمان وهو طالب تصميم جرافيكي من ضعاف السمع متحدثا بلغة الإشارة من خلال مترجم "بتقابلنا مشاكل كتيرة، الأستاذ في أثناء الكلام، هو (الطالب) لن يسمع. إذا هو يسمع أثناء المحاضرة يكون مرتاح. لكن الفهم بيكون عليهم صعب، لازم يجيبوا مترجم يشرح ليهم عشان يتفاهموا سوا (الطالب والمدرس)".

واستقبلت كلية الفنون أول طالب من ضعاف السمع في 2003. وصار لديها الآن حوالي 50 طالبا جامعيا، وحوالي 200 يدرسون للحصول على دبلومات.
ولكن بسبب أزمة اقتصادية طويلة الأمد في السودان، غادر المترجمون البلاد للعمل بأجور أفضل في الخليج.

وقال عوض عيسى الأستاذ في كلية الفنون الجميلة "ظلم أنا شايفه (أراه) للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة كونهم يدخلوهم في برنامج ما مُعد لإنه يكون من ضمنه طلاب خاص".
من جانبه قال عبد الله أحمد أحد المترجمين الباقين إنه يعمل لساعات طويلة ليتحصل على راتب لا يكاد يغطي احتياجات الطعام والمواصلات.

وينتهي الأمر أحيانا بأن يقوم الطلاب ضعاف السمع بالترجمة بلغة الإشارة لزملائهم الصم.
وكما هو الحال مع معظم الشباب في السودان، فإن فرص ما بعد التخرج محدودة، حتى بعد انتفاضة 2019 التي طالما دعت إلى التوسع في الاهتمام بحقوق ذوي الإعاقة.

مع ذلك فإن كثيرين من هؤلاء الطلاب لديهم تعلق وشغف بالفنون.
وقال آدم حماد الذي يستخدم سماعة طبية "أنا اشتغلت على الكاميرات، عايز أغطي (الأحداث) السياسية في الثورة عشان تكون (مصور) فوتوغرافي، هذا بحث في شخصيتك، في نفسك أنت عشان تطور في نفسك في المستقبل، عشان تكون مشهور في العالم دا كله".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى