​تتغير الوجوه.. والمعاناة مستمرة..

> عُرف العالم الثالث بأنه العالم غير المتطور، ولا المتقدم بكافة مناحي الحياة، ولكل دولة منه نسبة تخلف، والتي لن تنقص عن ‎%‎ 50 أي أن أفضل دولة بالعالم الثالث ستجد نسبة تطورها وتقدمها لن تزيد عن ‎‎% ‎50 الأمر الذي جعلها تعتمد بكل شيء على الغرب باستهلاكها اليومي ولا تستطيع أن تتخلى عنه.
وهذه الدول تجد فيها الثروات، منها الثروة البشرية والتي تراها متنقلة في عدة دول بحثًا عن لقمة عيش أفضل مما هي عليه في بلدها، حتى لو عمل في إحدى دول العالم الثالث نفسها، ومن الثروات أيضًا الثروة الحيوانية والزراعية والبترولية والمعدنية وثروة المياه وغيرها من الثروات وللأسف لا يتم الاستفادة منها نهائيًا لعمل طفرة اقتصادية تنعش الاقتصاد لتنتقل بشعوبها لمرحلة أفضل مما هم عليه.

وعلى الرغم من كل ما ذكرناه من ثروات قد تجدها بدول العالم الثالث إلا أنك تجد بعض من هذه الدول لديها أكثر من ثروة تجعلها في مصاف الدول الاقتصادية بالعالم، ومن خلالها سيرتفع مستوى دخل الفرد، وتبنى المدارس والجامعات والمستشفيات على أعلى مستوى، وتشيد المدن السكنية، وتجهز البنى التحتية وغيرها من متطلبات الحياة، وكل ذلك سيحدث بأقل التكاليف؛ لأنها استغلت ثرواتها، وحددت هدفها لترتقي بشعبها، وتكون هي في مصاف الدول المتقدمة التي يشار لها بالبنان.

إلاّ أننا نرى الكثير من دول العالم الثالث ولديها عدة ثروات؛ ولكنها تبحث عن قوت يومها؛ لأنها لم تستطع الخروج من عقلية التفكير السطحي والضيق الذي لا يقدم شيئًا، لكنه كثيرًا ما يؤخرهم وهذه العقليات نجدها بأغلب دول العالم الثالث الأمر الذي جعل الشعوب تكتوي ليل نهار، ومن النِّيرَان التي تكتوي بها الشعوب نار عدم توفر المياه النظيفة الصالحة للشرب نار التطبيب وعدم توفر المراكز الصحية والمستشفيات، نار المدارس وعدم توفر المباني والمدرسين والكتب المدرسية، ونار الكهرباء وعدم توفر الكهرباء طوال اليوم ونار الاتصالات وخدمات الإنترنت عدم توفر شبكة اتصالات وإنترنت تتناسب مع احتياجات المواطن ونار الأسعار الذي يكوي المواطن ليل نهار بمساعدة الدولار الذي أصبح الشماعة التي ترمى عليه أي ارتفاع بالأسعار دون أن يستطيع أي شخص إيقافه عند حده وتحديده رحمة بالمواطنين.

وبما أن حكومات هذه الدول تحاول أن تقدم للمواطن أي جديد يفرحه بعيشته التي يتألم كل يوم بسببها فإنك تتفاجأ بسماع خبر مفاده صدور قرار جديد بتعيين لمسؤول دولة بدلًا عن المسؤول السابق، وهذا هو أفضل ما تقدمه حكومات العالم الثالث  لمواطنيها من أخبار تسرهم ومع مرور الأيام والأشهر تظهر الحقيقة بعد أن تفاءل المواطنون بالمسؤول الجديد بأن معاناتهم لاتزال مستمرة ووضعهم المعيشي بقي كما هو لم يخطو خطوة للأمام ولم يتحسن؛ بل لازالت تعود خطواتهم للخلف فأين المشكلة إذن؟ هل هي في المسؤول نفسه أم بالموظفين الذين يعملون تحته أم بمن قام بالاختيار أم بالحكومة نفسها ولمن بيدهم اتخاذ القرارات المساعدة لنجاح عمل هذا المسؤول الذي تم تعيينه بدلاً عن المسؤول السابق أم أن المشكلة في الشعب نفسه الذي لا يرى الحقيقة ولا يلتمس النجاحات ولا يعرف سوى السلبيات الأمر الذي يتطلب تغييره لنتأكد من أن الخطط والبرامج والقرارات والتعيينات التي تتخذها حكومات دول العالم الثالث صحيحة وعند مستوى المسئولية فإن صحت فمعنى هذا أن المشكلة كانت بالشعوب وإن لم تصح فإن المشكلة بالحكومات والتي يتطلب اتخاذ قرار من الشعب ليرفع عن نفسه الغُمه ويقشع عن جسده الغبار ويحدد لنفسه طريق لرفع معاناته التي تلذذت بها حكوماتهم لعدة سنين وبين كل فينة وأخرى تغير مسؤول هنا ومسؤول هناك لتلجم أفواه المواطنين عن نطق كلمة "آآآه" والتي نقولها عند شعورنا بالحرقة والألم من داخل القلب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى