تصعيد في الاقتتال الداخلي بين فصائل الحوثيين المتنافسة على السلطة

> «الأيام» غرفة الأخبار:

> قال عبد السلام محمد مدير مركز أبعاد للأبحاث والدراسات، إن الحوثيين لهم تاريخ من عقد التحالفات السياسية والاجتماعية، وبعد الاستفادة من هذه العلاقات لصالحهم، يكون دوماً مصير من ساعدهم هو القتل.

وتابع في تصريحات نقلها موقع المشارق الأمريكي، أمس الثلاثاء، أن جماعة الحوثي شكلت في البداية تحالفات مع المؤتمر الشعبي العام وزعماء العشائر، "وعندما انتهى دور هؤلاء الحلفاء بعد دخول المليشيات إلى صنعاء، بدأت بتصفية مشايخ القبائل وقيادات المؤتمر الشعبي".

وبدوره، قال المحلل السياسي وضاح اليمن عبد القادر، إن "تصفية الحوثيين لزعماء العشائر قائمة على فكرة أن بعض المشايخ موالون لجناح معين ضمن المليشيات، وهذا ما يمكن أن يسبب احتكاكات".

وأضاف أن كل جناح يحاول "إضعاف الجناح الآخر بالموالين له من المشايخ"، مشيراً إلى أن اغتيال القيادات العشائرية النافذة من أجنحة أخرى يمكن أن ترجح الكفة لصالح الجناح الذي ينتمي إليه مرتكبو هذه الاغتيالات.

وأوضح أن الحافز الآخر يتمثل في أن جماعة الحوثي تعتبر حلفاءها "عبئاً كبيراً كبرت مطالبهم ومصالحهم وفقاً لحضورهم القبلي المؤثر في المعارك وقدرتهم على الحشد القبلي".

وذكر أن الحوثيين يسعون إلى "التخلص منهم بعد انتهاء مهمتهم" ويستبدلونهم بقيادات جديدة بديلة "تخفف أيضاً من التزاماتهم تجاههم".

ومن جانبه، قال المحلل السياسي محمود الطاهر، إن العديد من زعماء العشائر الذين دعموا وساعدوا الحوثيين في البداية خلال الانقلاب الذي نفذوه على الدولة في العام 2014 كانت نهايتهم مأساوية.

وقال، إنهم اغتيلوا في "عمليات إجرامية" ينفذها عادة ما يسمى بـ "جهاز الأمن الوقائي"، وهي منظومة استخبارية أنشأها الحوثيون، وتتلقى أوامرها مباشرة من الحرس الثوري.

وقال، إن أفعال الحوثيين هي أفضل دليل على أن المليشيات تركز على إقصاء الآخرين من السلطة.

وأضاف أن "قتل الحوثيين للمشايخ الموالين لهم وتصفيتهم هو منهج قديم لديهم، وليس وليد اللحظة".



الحرس الثوري "يقود المشهد"

وأشار عبد القادر إلى وجود صراع داخلي يعود في حقيقة الأمر إلى صراع مع الأسر الهاشمية المستاءة من سلطة عائلة الحوثي عليهم.

ومع تفاقم الخصومات الداخلية، يشرف سفير إيران لدى الحوثيين حسن إيرلو على عملية تمكين الحرس الثوري في صنعاء.

وذكر عبد القادر أن تصاعد حدة الخلافات بين الأسر "جعل إيران ترسل إيرلو" الذي يلعب دور الحاكم الفعلي للمناطق الخاضعة للحوثيين، ويوجه الحملة العسكرية للجماعة للسيطرة على مأرب.

وقال إن إيرلو يمثل "ارتباطاً مباشراً بالنظام الإيراني الذي يقود المشهد".

وبحسب محمد، أتى إيرلو لمعالجة ملفات محددة تربك حسابات الحوثيين، ومنها وفاة يحيى الشامي مساعد القائد الأعلى للقوات الحوثية وابنه زكريا مؤخراً.

وأشار محمد إلى أن الشامي كان شخصية بارزة في المليشيات، وكان يعتبر على نطاق واسع "مهندس الانقلاب في صنعاء"، في حين كان ابنه يشغل منصباً بارزاً كوزير النقل في حكومة الحوثيين.

وقد توفي الرجلان في مطلع العام الجاري إثر إصابتهما بفيروس كوفيد 19 الذي قلل الحوثيون من أهميته، واستغلوه من أجل جمع الأموال لتمويل حربهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى