>

• مصر حذرت الحوثيين من المساس بالملاحة في باب المندب

> كشفت مصادر مصرية أن وفداً قيادياً من جماعة الحوثي زار مؤخراً بشكل سري القاهرة وأجرى اجتماعات مع مسؤولين بجهاز المخابرات العامة المصرية. وهذه هي المرة الأولى التي تكشف عن زيارة قيادات حوثية لأكبر العواصم العربية في المنطقة غير المؤيدة للجماعة منذ سيطرتها على البلاد في انقلاب عسكري في سبتمبر عام 2014.

وأمس الأحد أفادت صحيفة (العربي الجديد) الإلكترونية الصادرة في لندن في تقرير بهذا الخصوص أن المسؤولين المصريين في القاهرة سعوا خلال الأيام القليلة الماضية للتوسط بين السعودية والحوثيين، "بعد تصاعد الهجمات الحوثية على المناطق الحدودية السعودية"، وتلويح بعض القيادات الحوثية بتصعيد المواجهات، لتطاول "مناطق المصالح الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".

وفي القاهرة أكدت مصادر سياسية يمنية أمس لـ "الأيام" زيارة الوفد الحوثي للعاصمة المصرية والتي أحيطت بالسرية التامة، موضحةً أن المعلومات التي وصلتها عقد الوفد عدة اجتماعات مع مسؤولين في المخابرات المصرية، لكن المصادر تحفظت عن الإدلاء بمزيد من المعلومات والتفاصيل، وقالت إن الزيارة جاءت في فترة زخم مباحثات يمنية مصرية رسمية.

وكانت (القاهرة) قد شهدت في الآونة الأخيرة حراكاً على صعيد الملف اليمني، بعد زيارة وزير الدفاع اليمني محمد علي المقدشي في نهاية شهر سبتمبر الماضي وعقده لقاءات رفيعة المستوى تضمنت الرئيس عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع المصري محمد زكي، وتبع ذلك زيارة رئيس الوزراء اليمني معين عبد الملك على رأس وفد وزاري مطلع أكتوبر الماضي، التي استمرت عدة أيام، التقى خلالها نظيره المصري مصطفى مدبولي، وعدداً من المسؤولين المصريين.

وأكد تقرير صحيفة العربي الجديد أن "اجتماعاً عُقد في القاهرة أخيراً بين مسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، ووفد قيادي حوثي، بدعوة من الجانب المصري، لبحث تطورات الأوضاع في اليمن، وذلك بعد زيارات من جانب الحكومة الشرعية في اليمن إلى مصر أخيراً".

وأوضحت المصادر، أن اللقاء شهد مباحثات بشأن تصاعد الهجمات الحوثية الأخيرة على المناطق السعودية عبر الطائرات المسيّرة، ومدى إمكانية التوصل لحل سياسي ينهي الأزمة اليمنية.

وكشفت المصادر أن اللقاء شهد تحميل الجانب المصري للوفد الحوثي رسالة تحذير شديدة اللهجة من المساس بحركة الملاحة في مضيق باب المندب، مضيفة أن "المسؤولين المصريين أكدوا أن القاهرة ستقوم بنفسها بالرد القاسي على أي تهور في هذا الإطار، وأنها مستعدة لرد خشن، في حال تم المساس بأمن المضيق الذي يرتبط بشكل مباشر بحركة الملاحة الدولية في قناة السويس".

وأكد المسؤولين المصريين أن أي تصرفات حوثية بهدف تقديم الدعم لحلفائهم في اليمن، في الحرب الباردة بين إيران وإسرائيل على حساب أمن حركة التجارة في البحر الأحمر، ستواجه بموقف صارم من جانب مصر وفقا للصحيفة. وكانت القاهرة نأت بنفسها عن الدخول في أي مواجهات مباشرة منذ اندلاع الأزمة اليمنية، وبدء الحملة العسكرية لتحالف "دعم الشرعية" بقيادة السعودية.

وكشفت المصادر المصرية، عن مخاوف متنامية لدى القاهرة من تسرب طائرات مسيّرة زودت بها إيران أخيراً عدداً من الفصائل المسلحة التي تربطها بها علاقات وثيقة، إلى أيادي العناصر المتشددة في سيناء.

وقالت، "إن اتصالات أمنية جرت أخيراً، بين المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، وقيادات حركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين، من أجل الاتفاق بشأن تشديد الإجراءات الأمنية من الجانب الفلسطيني على الشريط الحدودي مع قطاع غزة".

وأضافت أن المسؤولين في مصر "شددوا على قيادتي الحركتين بضرورة التأكد التام من عدم تسرب أي من تلك الطائرات للمجموعات التكفيرية في سيناء تحت أي ظرف".