ساحة العبث بالأرواح

> لا مجال للحديث عن القيم والأخلاق أو التراحم والإحساس بمعاناة الآخرين ربما لأن هؤلاء لا يستحقون الحياة، وأطفالهم ليسوا كسائر أطفال الكون أن يموتوا تحت وطأة الجوع والأوبئة فتلك ليست قضية تستحق النظر.

إن حياتنا ليست شأنًا سياسيًا أو أولوية في حسابات كافة الأطراف المحلية أو الإقليمية ربما لأنها عبء على تسويات سياسية وهمية لا يمكن أن يقدر لها النجاح إلا في خيال من يضعون أجندتها دون رؤية ولا حصافة سياسية بمعزل عن الواقعية والعدل والإنسانية، دوامات لا فكاك منها وفق كافة المعطيات وحسابات ليس في مضمونها مؤشر نجاح على المدى القريب.

الجنوب عموما يراد له أن يستمر ساحة عبث إلى ما لا نهاية حتى تتخلق من أحشاء الجياع ورفات الموتى معاني الأمن المنشودة.

إنها مأساة شعب غير منظورة يمكنك قراتها من ملامح الأطفال الهزيلين عند الجوع.

هنا في عاصمة الجنوب يمكنك رؤية ملامح الفجر الآمن الذي يتم البحث عن إشراقاته في فضاء وطن يستعر لاسترداد كرامته وحقوقه تحت وطأة ارتفاعات سعرية تخطت المعقول تهيأً لاستقبال شهر رمضان المبارك الفريضة التي استبقها العابثون بزيادات سعرية وارتفاعات في سعر العملة.

لم يبقَ شيء للبسطاء بعد أن أحكم خناق الموت على أعناقهم، سلبوا الفرحة من عيون الأطفال، انتزعوا حليب الطفولة وكل ما يتصل بعيش الإنسان وقوته بقسوة متماهية.

التعايش مع وضع على هذا المستوى المأساوي ومسلسل أزمات لا تنتهي وخدمات في أسوأ حالتها من نافذة البوس التي يعيش تحت وطأتها الجنوب، هو السبيل للخلاص من كابوس التدخلات الإقليمية أو الخارجية ومخاطرها الماحقة، موت شعبنا هو السبيل للنيل من إمبراطوريات الشر.

الجنوب بكل ما تحدثون على ملامحه من خلط فلن يكون منجدة كما عهدتموه، ولن يتحمل وزر أخطائكم الفظيعة بحسابات الزمن الذي أمضيتموه في دوامات العبث، لا شيء يوحي بالفطنة ولا الإنسانية أو القيم من منظور ما آل إليه حالنا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى