خبراء مصريون: عصر هيمنة واشنطن انتهى وموقف الصين أقرب لروسيا

> ناصر حاتم

>
​أكد خبراء مصريون في تصريحات لـ "روسيا اليوم" أن السياسة الأمريكية لفرض الإملاءات على الصين لن تجدي نفعا، وأن بكين لن تفرّط بعلاقاتها الاستراتيجية مع الصديق الموثوق روسيا.

وقال الكاتب والمحلل السياسي عبد الحليم قنديل: "سعت الولايات المتحدة الأمريكية لمحاولة عزل روسيا عن الصين ولكن هذه المحاولات لم تجد نفعا ذلك في ظل تغير التوازنات الدولية".

وأضاف: "قبل عشرين عاما أدارت الولايات الأمريكية على نفس الغرار من ليس معنا فهو ضدنا وكانت القطبية الأحادية في أوج مجدها، ولكن بسبب التغيرات التي طرأت على العالم خلال تلك السنوات وفشل أمريكا الذريع في أكثر من دولة سعت للسيطرة عليها وخروجها المذل والمهين من أفغانستان، كلها عوامل أنهكتها اقتصاديا وسياسيا".

وأردف قائلا: "كذلك الصين لن تفرط في علاقتها مع روسيا لأنها تدرك المغزى الاستراتيجي لهذه العلاقات.. كما أعربت الصين عن مخاوفها من تقدم حلف شمال الأطلسي وتوسعه شرقي أوروبا، ناهيك عن أن تعاملات الصين وروسيا التجارية بلغت نحو 146 مليار دولار سنويا، فضلا عن مصالح مشتركة يخدمها الاتصال الأرضي الحدودي المباشر بين البلدين والتشابه في بعض أولويات الدولتين".

وختم بالقول إن "الصين تطمح إلى ضم تايوان وأن فكرة الضغط على الصين لن تفيد أمريكا".

الصين لن تخضع للإملاءات الأمريكية

من جانبه قال الدكتور عماد جاد الباحث بمركز السياسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام وعضو مجلس النواب السابق: "من الصعب للغاية أن تخضع الصين للإملاءات الأمريكية وذلك لأن الصين دولة كبرى وثاني أكبر اقتصاد في العالم".

وأشار إلى أنه "حتى عندما كانت الولايات المتحدة في الحرب الباردة ضد الاتحاد السوفيتي، لم تكن الصين طرفا في الحرب ولكنها كانت تميل أكثر إلى المعسكر الشرقي".

وأضاف أنه "من غير الممكن أن تخضع الصين للإملاءات الأمريكية لكن في الوقت نفسه لن تعلن الصين الدعم المباشر لروسيا ووقوفها بجانب موسكو في عمليتها العسكرية في أوكرانيا".

وأكد أن "الصين أبدت أكثر من مرة تفهمها لمخاوف روسيا من توسع حلف شمال الأطلسي شرقي أوروبا".

وأردف: "طبقا للمعطيات السابق الإشارة إليها، يمكن أن تسلك الصين عمليا هذا النهج وتتخذ مواقف أقرب للجانب الروسي باعتبار أن روسيا أقرب إلى الصين من الغرب ناهيك عن أن الصين لم تنضم إلى جوقة أو تابعي السياسة الأمريكية في فرض عقوبات على روسيا وتضييق الخناق عليها، لذلك الولايات المتحدة تشدد الضغوط من منطلق "لماذا تكون الصين خارج هذا السياق ينبغي أن تنضم إلى مشروع العقوبات المفروض روسيا" وهو أمر لا يتصور المحللون السياسيون المصريون أن يحدث في الوقت الحاضر فهذا تكرار لنهج سياسات جورج بوش الابن عقب تفجير برجي التجارة العالمي أنه من ليس معنا فهو ضدنا وهي عبارة لم يعد لها محلا من الإعراب في الوقت الحالي".

وأوضح أن سياسة بوش كانت تعكس عالما شبه أحادي القطبية والحرب الأوكرانية ستنتهي بتغير تركيبة النظام العالمي وتشهد ظهور نظالم عالمي جديد متعدد الأقطاب لا يظهر بين عشية وضحاها ولكن على مدى سنوات طويلة ضمن حركة التاريخ.

وختم بالقول إن "انتهاء هذه الحرب بتحقيق المطالب الروسية أو على الأقل عدم تعهد أوكرانيا بالانضمام إلى حلف الناتو، وتحقيق بعض المطالب الروسية سوف يساهم في نشأة  عالم أو نظام دولي جديد تختفي منه مقولة من ليس معنا فهو ضدنا".

ما يصلح مع دولة صغيرة لا يصلح مع دولة كبرى بحجم الصين

بدوره قال الكاتب والمحلل المتخصص في السياسة الخارجية أحمد رفعت "حالة الهيجان التي تعاني منها الولايات المتحدة منذ حشد روسيا قواتها علي الحدود الأوكرانية وتضاعفت الحالة بعد الحرب لم تعد تفرق بين اللياقة وعدم اللياقة.. وبين الأصول الدبلوماسية وغير الدبلوماسية.. وبين الدول وبعضها متجاهله فروق القوة والحجم والدور.. فما يصلح مع دولة صغيرة لا يصلح مع دولة كبرى بحجم الصين يسكنها مليار ونصف المليار نسمة يعيشون على أكثر من 9 مليون كيلومتر ويحققون ناتجا محليا يتجاوز الـ18 تريليون دولارا ويمتلكون احتياطيا نقديا هو الأكبر في تاريخ البشرية يتجاوز الـ3 تريليون دولار، كما تحقق تبادلا تجاريا مع الولايات المتحدة ذاتها بلغ قبل أزمة كورونا ما يزيد عن 560 مليار دولار".

وأوضح أن "الصين العضو الدائم بمجلس الأمن تتساوى في حق الفيتو مع الأربعة الكبار الآخرين ولديها جيشها مع احتياط تجاوز 4 ملايين و600 ألف جندي وبرصيد أسطوري يبلغ 750 مليون ممن يقدرون على حمل السلاح".

وختم حديثه بالقول إن "بلدا كهذا يحكمه حزب ثوري يعرف حقوق بلاده التاريخية بتطلعات مشروعة لاستعادة كافة ترابه الوطني لا يمكنه أن يقبل أي إملاءات، وإلا خسر الدور وفرط في الحقوق وأضاع المستقبل.. ليس هناك مبرر واحد لتقع الصين فريسة للضغوط.. بل العكس هو الصحيح تماما.. إذ لديها الأسباب العديدة لرفضها جملة وتفصيلا.. مع تقديم الرفض في صورة "جيم" سياسي اعتادت الصين أن تلعبه - وستلعبه - باقتدار شديد".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى