لا تحسنوا الظن بالحوثة و تخطئوا في الحساب

> من يعتقد أن هذه الجماعات العنصرية في سلاليتها و المتطرفة في مذهبيتها، ستجنح للسلام فهو واهم و قاصر الفهم والنظر و جاهل بالتاريخ.

إن مشروع سلطة الإمامة الحوثية في صنعاء ليس كيانا عابرا، ولا احتجاجا على جرعة أوإقصاء، أورفضا لظلم مورس عليهم، وهم كانوا في صلب نظام صنعاء، حتى بعد سقوط حكم آل حميد الدين، بل هو مشروع حكم سلطة دينية إمامية اثني عشرية نهائية، هدفها ليس اليمن أو الجنوب فقط بل كل المنطقة، في مخطط من أداروا قيام هذه الحركة منذ يومها الأول ويتولون دعمها و إسنادها.

ما جرى ويجري اليوم من عملية فرض تحول ثقافي مجتمعي، وتشييع في أبغض وأبشع صوره في مناطق سيطرة الحوثة، هو نتاج تفاعل بين عوامل داخلية مذهبية تاريخية، وبين عوامل خارجية إقليمية و دولية، يهدف على المدى القريب والبعيد إلى قيام مشروع هذه السلطة المذهبية في خاصرة جنوب غرب جزيرة العرب، خدمة لاستكمال برنامج الفوضى الخلّاقة ثم إحكام سيطرة الأقليات على هذه الأمة.

لو أدركنا ما أنفقه نظام إيران على حساب رخاء شعبه، من استثمار عشرات مليارات الدولارات، إن لم تكن مئات المليارات عبر سنوات في المنطقة، للتحضير لهذا المشروع منذ تسعينيات القرن الماضي في اليمن، و قبلها في لبنان منذ 1982م حتى اليوم، ليس ليصبح لديها أوراق ضغط سياسي أو ابتزاز، بل سعيا لتحقيق رؤية استراتيجية تحكم سلوكها، لتصبح هي سيدة الشرق الأوسط مع إسرائيل من خلال حلفاء أيدلوجيين تقاتل بهم، مشتركين مذهبيا و تجمعهم هواجس و أطماع السيطرة تاريخيا على كل المنطقة من خلال عمل منظم، لتحقيق أهدافها الاستراتيجية، دون أن تشغل نفسها بالدخول في تفاصيل عمل هؤلاء الوكلاء اليومية.

لذلك كما كان عبر التاريخ سيظل مشروع قيام دولة جنوبية قوية، هو المشروع الوحيد القادر على تحجيم مشروع إيران والحوثة في جنوب الجزيرة العربية، دون ذلك ستبقى مشاريع الحرب والإرهاب المتأسلم و الفوضى هي السائدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى