مر وقتنا كله براقط !!

> قيل: إن رجلًا أنجبت له زوجته سبع بنات، وجرت العادة أن يتعشى معظم أيامه عصيدة الدخن أو الذرة. والعصيد كما يعلم الجميع من الوجبات الشعبية المعروفة في ريفنا والمدن. لكن زوجته مثل أي أم كان لابد أن تعلم بناتها عصادة العصيد، وهكذا وعلى قلة خبرة وتجربة، لا تجيد البنت وكل بنت مبتدئة مهارة طبخ العصيد، فذر الطحين على الحليب الساخن يحتاج إلى توقيت مناسب، وكمية مناسبة من الطحين مع كل تحريك لعصا (المذر)، وغالبا ما تخفق الفتيات في صناعة العصيد، لهذا ينكشف سوء فعلة العصادة من خلال براقط العصيد، وإذا تبرقط العصيد انتفت جودته، وتعكر مذاقه بالتأكيد. المهم أن الرجل -أي الزوج- كل ما قدمت زوجته العشاء إلا والعصيد براقط مبرقطة فيصيح الزوج، ما هذا وليش كذا يا مرة؟! وهنا تسارع الأم في تهدئة غضبه بالقول: اصبر يا رجل، البنت مخطوبة، تغلط عندك ولا تغلط بكرة عند زوجها في بيوت الناس. وهنا يتكعف صاحبنا العشاء على مضض، طالما والأمر فيه تعليم البنت أسرار العصادة والعصيد، المهم مضى الوقت وصاحبنا كل ما تهيأت واحدة من البنات لحسن طباخة العصيد تزوجت، وهنا يأتي الدور على أختها التي تليها سواء في الخطوبة أو تعلم طبخ العصيد، سبع بنات على التوالي لما شاب الرأس، وهما -أي الأب والأم- يتكعفان العشاء براقط، مر زمانهما كله براقط، ذهب ذات يوم عند أحد صهوره، فوجدهم يأكلون العصيد على أصوله، وبمذاقه الطيب، و طالما والبنت قد تخرجت من بيت أبيها وأمها مجيدة وماهرة في فنون الطبخ. غسل يديه ومسح شواربه، فعاد مسارعا إلى بيته وقد أصابه القهر متأوها على زمانه،يااااه يااااه يازوجتي وأم بناتي. ما نحن لقد عبر زماننا كله براقط !!

إنه زمن البرقطة والبراقط وكفى !!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى