الدَّبُّور
> مضِ ولا تلتفت للخرّاصين ونَقْد الحُسّاد، فإن نقدهم يساوي قيمتك، والتافهين لا حُسّاد لهم.
يقول أحد أدباء الغرب: افعل ما هو صحيح، ثم أدرْ ظهرَك لكلِّ نقدٍ سخيف!
رغم الخراب الذي حَلّ بالبلد بسبب الحرب، لكن نشاهد أشياء جميلة، وأفعال مُبهِجة.
سأتحدث عن عدن.. قالوا إن أجمل أيام المدينة المفعمة بالنشاط هي أيام المدرسة.
صارت الآن المسافة من جولة السفينة إلى جولة القاهرة بمدينة الشيخ عثمان كنزهة، ونِسمَة من فَرَح الروح، لاسيما عند المساء.
لقد ازدان حي عمر المختار على خط الأسفلت بحديقة جميلة واستراحة للأطفال والعائلات بعشب أخضر وألعاب وورود وأضواء وزينات تُبهِج القلب.
وأنا أكتب هذه السطور في الصباح الباكر، سمعتُ أصوات تلاميذ المدارس وسط الحارة، أطللتُ من الشُرفة، رأيتهم يتأهبون للذهاب إلى المدرسة. للتو وصلت حافلتان صغيرتان،
كلهم يركض بفرحٍ غامر كالعصافير، لون واحد من الزي، وحقائب ملونة حُمِلَت على الظهور.
نحنُ ننسى قُبح الحرب، والجُملة الديبلوماسية المُبهمَة، وطغيان الدولار في السوق المالية، والوساطة العُمانية، ونخلُد مجرد أن نمرُّ أمام حديقة جميلة، ونأنس لضوضاء أرجوحة، ونستريح لسماع أناشيد أطفال المدارس في طابور الصباح.
طَارَ الدبّور خَلف النحلة، وقد بقي يحوم قريبًا من بيتها، ورغم أنهُ تستهويه الأماكن الرطبة والأطعمة المالحة، إلّا أنه حَسَدَ النحلة لأن بيتها من شمعٍ وعسل بهندسة بديعة، وبيته كومة صغيرة من تراب يصنعُها عرض الحيطان القديمة.
حشرة تحسد حشرة، رغم أن الحَسَد صفة بعض البشر، وقد قيل في هذه الصِّفة القبيحة:
حسدوا الفتى إذْ لم ينالوا سعيَهُ
فالناسُ أعداءٌ لهُ وخصــــــومُ
كضرائرِ الحسناءِ قُلْنَ لوجهِهَا
حسدًا ومقتًا إنــهُ لَذميـــــــمُ
أسوأ البيوت بيت الدبابير، هذه الحشرة التي تلدغ وتُفسِد الحال، والدبّور حشرة إذا تجمهرت قيل عنها " المحرابة"، وهي مثل عصابة تجتمع على الضحية فتُشبعها لدغًا بشوكتها التي لا ترحم حتى تفتك بها إذا لم تلقَ مُنقِذًا.
في مؤسساتنا دبابير، وللسلام أعداء من الدبابير، تجدهم في كل الأمكنة والأقطار وفي الهيئات المحلية والإقليمية والدولية.
ما يهمّنا أن يغادر "الدبّور" عدن، لابد من صناعة مُبيد مناسب للقضاء عليه، لقد أفسد على الناس معايشهم، وأخطَر دبابير المدينة "دبّور الكهرباء" و "دبّور العُملة"، الأول يخفض زمن التشغيل، والثاني يرفع سعر الدولار، والاثنان يستميتان من أجل البقاء لأنهما يتفيئان ظلال الشرعية الضعيفة، ويعرِّشان تحت لوائها.
قلتُ رغم خراب الحرب الّا أن هناك مشاهد تسرُّ الناظر، مؤسسات ناجحة، برامج متميزة، مشاريع جميلة، مسؤولين في الحكومة لهم لمسات رائعة.
وختامًا سيلقى كل من يعمل ويجتهد ويُنجِز ويبرز أذىً وعَنَتًا من الحُسّاد والنُّقّاد..
وإذا الفتى بلغ السماءَ بمجدهِ
كانت كأعداد النجومِ عِـــــداهُ
يقول أحد أدباء الغرب: افعل ما هو صحيح، ثم أدرْ ظهرَك لكلِّ نقدٍ سخيف!
رغم الخراب الذي حَلّ بالبلد بسبب الحرب، لكن نشاهد أشياء جميلة، وأفعال مُبهِجة.
سأتحدث عن عدن.. قالوا إن أجمل أيام المدينة المفعمة بالنشاط هي أيام المدرسة.
صارت الآن المسافة من جولة السفينة إلى جولة القاهرة بمدينة الشيخ عثمان كنزهة، ونِسمَة من فَرَح الروح، لاسيما عند المساء.
لقد ازدان حي عمر المختار على خط الأسفلت بحديقة جميلة واستراحة للأطفال والعائلات بعشب أخضر وألعاب وورود وأضواء وزينات تُبهِج القلب.
وأنا أكتب هذه السطور في الصباح الباكر، سمعتُ أصوات تلاميذ المدارس وسط الحارة، أطللتُ من الشُرفة، رأيتهم يتأهبون للذهاب إلى المدرسة. للتو وصلت حافلتان صغيرتان،
كلهم يركض بفرحٍ غامر كالعصافير، لون واحد من الزي، وحقائب ملونة حُمِلَت على الظهور.
نحنُ ننسى قُبح الحرب، والجُملة الديبلوماسية المُبهمَة، وطغيان الدولار في السوق المالية، والوساطة العُمانية، ونخلُد مجرد أن نمرُّ أمام حديقة جميلة، ونأنس لضوضاء أرجوحة، ونستريح لسماع أناشيد أطفال المدارس في طابور الصباح.
طَارَ الدبّور خَلف النحلة، وقد بقي يحوم قريبًا من بيتها، ورغم أنهُ تستهويه الأماكن الرطبة والأطعمة المالحة، إلّا أنه حَسَدَ النحلة لأن بيتها من شمعٍ وعسل بهندسة بديعة، وبيته كومة صغيرة من تراب يصنعُها عرض الحيطان القديمة.
حشرة تحسد حشرة، رغم أن الحَسَد صفة بعض البشر، وقد قيل في هذه الصِّفة القبيحة:
حسدوا الفتى إذْ لم ينالوا سعيَهُ
فالناسُ أعداءٌ لهُ وخصــــــومُ
كضرائرِ الحسناءِ قُلْنَ لوجهِهَا
حسدًا ومقتًا إنــهُ لَذميـــــــمُ
أسوأ البيوت بيت الدبابير، هذه الحشرة التي تلدغ وتُفسِد الحال، والدبّور حشرة إذا تجمهرت قيل عنها " المحرابة"، وهي مثل عصابة تجتمع على الضحية فتُشبعها لدغًا بشوكتها التي لا ترحم حتى تفتك بها إذا لم تلقَ مُنقِذًا.
في مؤسساتنا دبابير، وللسلام أعداء من الدبابير، تجدهم في كل الأمكنة والأقطار وفي الهيئات المحلية والإقليمية والدولية.
ما يهمّنا أن يغادر "الدبّور" عدن، لابد من صناعة مُبيد مناسب للقضاء عليه، لقد أفسد على الناس معايشهم، وأخطَر دبابير المدينة "دبّور الكهرباء" و "دبّور العُملة"، الأول يخفض زمن التشغيل، والثاني يرفع سعر الدولار، والاثنان يستميتان من أجل البقاء لأنهما يتفيئان ظلال الشرعية الضعيفة، ويعرِّشان تحت لوائها.
قلتُ رغم خراب الحرب الّا أن هناك مشاهد تسرُّ الناظر، مؤسسات ناجحة، برامج متميزة، مشاريع جميلة، مسؤولين في الحكومة لهم لمسات رائعة.
وختامًا سيلقى كل من يعمل ويجتهد ويُنجِز ويبرز أذىً وعَنَتًا من الحُسّاد والنُّقّاد..
وإذا الفتى بلغ السماءَ بمجدهِ
كانت كأعداد النجومِ عِـــــداهُ