إسرائيل بعد تصريحات العاروري والحية: الصمود عندهم ثقافة.. مهمتنا صعبة

> «الأيام» القدس العربي:

> انتهاء وقف إطلاق النار والعودة إلى العملية البرية يرفعان نسبة الخوف في أوساط سكان القطاع. وإن طلب الجيش الإسرائيلي بنشره منشورات وإعلانات في وسائل الإعلام، من السكان التوجه غرباً وجنوباً نحو رفح والابتعاد عن خط الحدود مع إسرائيل، وكذلك المعلومات التي وصلتهم في فترة وقف إطلاق النار عن أبعاد الدمار والخراب التي تكشفت في شمال القطاع عند انتهاء قصف سلاح الجو الإسرائيلي – كل ذلك يزيد الخوف من محاولة إسرائيلية لخلق واقع مشابه في منطقة خانيونس والجنوب، حيث يزداد الاكتظاظ عقب استيعاب سكان شمال القطاع الذين استجابوا لدعوة المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي وانتقلوا إلى الجنوب.

الخوف من نكبة ثانية ومن محاولة إسرائيل دفعهم جنوباً إلى أراضي مصر وإبقاء أراضي القطاع التي تم إخلاؤها تحت سيطرة إسرائيل، هو الفيلم الفلسطيني الذي شاهدوه من قبل، والذي يخافه الجميع. التشويش الذي تثيره الخارطة التفاعلية التي نشرها الجيش الإسرائيلي للسكان بواسطة تطبيق في هواتفهم المحمولة، هو لبنة أخرى في هذه التخوفات.

حماس، التي لا تظهر أي اهتمام حقيقي بالسكان منذ بداية الحرب، معنية بتمديد وقف إطلاق النار، لكنها تعتقد أن بإمكانها جباية ثمن من إسرائيل مقابل المخطوفين الذين لديها. خليل الحية، وهو من كبار قادة حماس، ويبدو أنه مقرب من السنوار، أوضح بأن حماس مستعدة حتى الآن، بعد أن تم استئناف إطلاق النار، لهدنة جديدة لإطلاق سراح المسنين الرجال. وأضاف أنه بقي لدى حماس والفصائل الأخرى ثلاث مخطوفات من بين النساء والأطفال، اللواتي تسري عليهن المعايير التي تم تحديدها في الصفقة الأخيرة، وأن كل مجموعة أخرى من الأسرى ستحتاج إلى وضع قواعد جديدة.

في المقابل، أوضح صالح العاروري، نائب إسماعيل هنية، بأنه تم إغلاق الطريق عملياً أمام صفقة تبادل أخرى للسجناء إلى حين الإعلان عن وقف نهائي لإطلاق النار، وأن الصفقة التي تمت في الأسبوع الماضي كانت لأسباب إنسانية فقط.

يبدو أن الحديث لا يدور عن اختلافات حقيقية في الرأي. فهذان القائدان الكبيران لا يعكسان أي إدراك لتغيير توجه إسرائيل تجاه حماس في أعقاب مذبحة 7 أكتوبر، التي نفذها رجالها في بلدات النقب الغربي. بل ويقدران بأن إسرائيل ستدفع ثمناً مرتفعاً مقابل أبنائها، وأن الوقت يلعب في صالحهم. حسب اعتقادهما، فإن مصلحة إسرائيل في إطلاق سراح أبنائها والضغط من عائلاتهم ودعم الجمهور الواسع لهم، كل ذلك سيحسم الأمر في النهاية لصالح صفقة تلبي الشروط الجديدة التي ستضعها حماس.

بكلمات أخرى، ثقافة الصمود ما زالت توجه خطوات حماس، وإن غطرستها لا تدل مطلقاً على استيعاب أو ملاحظة التغيير الذي حدث في نظرة الجمهور الإسرائيلي تجاهها، الأمر الذي يوضح بأن المهمة التي بقيت أمام إسرائيل ما زالت كبيرة.

 يوحنان تسوريف

 معهد بحوث الأمن القومي

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى