العرب: السعودية والحوثيون يستعجلان اتفاقا يستبق توسع الأزمة في البحر الأحمر

> «الأيام» العرب:

> تستعجل السعودية والحوثيون توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في اليمن في ما يبدو أنه استباق لتوسع أزمة الملاحة في البحر الأحمر، خاصة مع اشتعال حرب لفظية بين إيران والولايات المتحدة، ففيما اتهمت واشنطن الإيرانيين بتزويد الحوثيين بطائرات مسيّرة وصواريخ بالإضافة إلى معلومات استخباراتية تكتيكية، ردت طهران بأنها مستعدة لإغلاق مضيق جبل طارق والبحر المتوسط.

وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، السبت، التزام الحكومة وجماعة الحوثي اليمنيتين بمجموعة تدابير لـ”وقف شامل” لإطلاق النار في عموم البلاد، وتحسين ظروف المعيشة للمواطنين.

وأعرب غروندبرغ عن “تقديره العميق للأدوار الفاعلة التي لعبتها السعودية وسلطنة عمان في دعم الطرفين للوصول إلى هذه النقطة”.

وقال مكتب غروندبرغ “بعد سلسلة اجتماعات مع الأطراف في الرياض ومسقط، بما في ذلك مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي (اليمني) رشاد العليمي، وكبير مفاوضي أنصارالله (الحوثيين) محمد عبدالسلام، رحب غروندبرغ بتوصل الأطراف إلى الالتزام بمجموعة من التدابير تشمل تنفيذ وقف إطلاق نار يشمل عموم اليمن”.

وأفاد البيان بأن هذه التدابير “تشمل إجراءات لتحسين الظروف المعيشية في اليمن، والانخراط في استعدادات لاستئناف عملية سياسية جامعة تحت رعاية الأمم المتحدة”.

وأضاف أن “المبعوث الأممي سيعمل مع الأطراف في المرحلة الراهنة لوضع خارطة طريق تحت رعاية الأمم المتحدة تتضمن هذه الالتزامات وتدعم تنفيذها”.

وأوضح البيان أن “خارطة الطريق التي سترعاها الأمم المتحدة ستشمل، من بين عناصر أخرى، التزام الأطراف بتنفيذ وقف إطلاق النار على مستوى البلاد، ودفع جميع رواتب القطاع العام، واستئناف صادرات النفط، وفتح الطرق في تعز وأجزاء أخرى من اليمن، ومواصلة تخفيف القيود المفروضة على مطار العاصمة صنعاء وميناء الحديدة (غرب)”.

وتابع “ستنشئ خارطة الطريق أيضًا آليات للتنفيذ، وستُعد لعملية سياسية يقودها اليمنيون برعاية الأمم المتحدة”.

ويأتي تحرك غروندبرغ في ظل  تواتر الأنباء منذ فترة بشأن سعي الغرب لتضمين اتفاقية وقف إطلاق النار شرطا يمنع تعرض الحوثيين للنقل البحري في مضيق باب المندب والبحر الأحمر وهو ما ترفضه السعودية التي لا ترى نفسها ملزمة ببند من هذا النوع لهذا اختارت تحريك الأمر عن طريق المبعوث الأممي.

وأثار غياب السعودية عن القوة الدولية التي أعلنت الولايات المتحدة تشكيلها للتصدي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر الاستغراب، في حين ربطها محللون بسعي الرياض لإتمام صفقة وقف إطلاق النار في اليمن.

وتدخّل التحالف العسكري بقيادة السعودية قبل أكثر من ثمانية أعوام ضد جماعة الحوثي التي أطاحت بالحكومة المدعومة من السعودية والمعترف بها دوليا من العاصمة صنعاء في 2014.

وزار مسؤولون حوثيون في سبتمبر الرياض لأول مرة منذ اندلاع الحرب. وجاء ذلك عقب جولة أولى من مشاورات بوساطة عمانية بين الرياض وصنعاء، جرت بالتوازي مع جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام، حينما زار مسؤولون سعوديون صنعاء في أبريل.

واكتسبت مبادرات السلام زخما بعد أن وافقت السعودية وإيران، الخصمان اللدودان، على إحياء العلاقات في اتفاق توسطت فيه الصين. وقد يشكل الوقف الدائم لإطلاق النار في اليمن علامة فارقة في إحلال الاستقرار في الشرق الأوسط.

ولا يستبعد المحللون توسع الأزمة في البحر الأحمر خاصة مع اشتعال حرب كلامية بين إيران والولايات المتحدة، بالإضافة إلى استهداف طهران السبت لسفينة لها صلة بإسرائيل قبالة الهند.

واتهمت الولايات المتحدة الجمعة إيران بالضلوع الوثيق في الهجمات التي يشنها المتمردون الحوثيون من اليمن على سفن تجارية تعبر البحر الأحمر، مصعّدة من لهجتها حيال الجمهورية الإسلامية في الوقت الذي تدرس فيه اتخاذ إجراءات أكثر صرامة تشمل استخداما محتملا للقوة.

ونشر البيت الأبيض معلومات استخباراتية أميركية في ظل مواصلة الحوثيين المرتبطين بإيران هجماتهم على السفن “نصرة للشعب الفلسطيني” وسط الحرب المحتدمة بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.

وقال البيت الأبيض إن طهران زوّدت الحوثيين بطائرات مسيّرة وصواريخ بالإضافة إلى معلومات استخباراتية تكتيكية.

وصرّحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون في بيان “نعلم أن إيران ضالعة بشدة في التخطيط للعمليات ضد سفن تجارية في البحر الأحمر”.

وأضافت “ليس لدينا أيّ سبب للاعتقاد بأن إيران تحاول ثني الحوثيين عن هذا السلوك المتهور”.

وردت إيران على تلك الاتهامات بالتهديد بإغلاق البحر المتوسط ومضيق جبل طارق. ونقلت وكالة تسنيم للأنباء عن البريجادير جنرال محمد رضا نقدي مساعد قائد الحرس الثوري للشؤون التنسيقية قوله “سيتعين عليهم قريبا انتظار إغلاق البحر المتوسط و(مضيق) جبل طارق وممرات مائية أخرى”.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى