ضريح الإمام أحمد بن حنبل

>
في منطقة الحيدر خانة -وهي إحدى أحياء بغداد القديمة بجوار ساحة الميدان ومدخل شارع الرشيد التراثي - وبمساحة لا تزيد على 300 متر مربع؛ يقع مرقد الإمام بن حنبل، تحيطه أبنية ومنازل قديمة ومتهالكة يعيش أصحابها بفقر مدقع.

هناك، يوجد باب صغير وقبة واحدة وجدار متهالك وباحة صغيرة وضريح نادرًا ما يفتح للزائرين، حيث تفتقر المنطقة والزقاق لأبسط الخدمات ومقومات الزيارة أو حتى المكوث لفترة أطول.

يقول مسؤول الضريح الحاج محمد حسن الشيخلي إن مساحة الضريح تقدر بنحو 300 متر مربع، حيث نطمح لتوسعة الضريح، وكان آخر ترميم شهده الضريح عام 2010، وما تلاه ترميمات بسيطة لا ترقى إلى مستوى الطموح، وفضلًا عن ذلك، الضريح بحاجة إلى توسعة للباحة لتستوعب مستقبلًا أعداد الزائرين.

الضريح داخل جامع عارف آغا الذي شيد في عهد العثمانيين، وبالمجمل فإن مساحة الجامع والضريح نحو 300 متر مربع، وهو ما يعادل مساحة منزل في بغداد.

ويؤكد الشيخلي أن "رفات الإمام بن حنبل نقل في ثلاثينيات القرن الماضي من مقبرة باب حرب بمحيط مدينة الكاظمية الحالية إلى مكانه الحالي في منطقة الحيدر خانة بجهة الرصافة من بغداد بسبب فيضان نهر دجلة عام 1937م، ومنذ ذلك الحين وهو في هذا المكان، بحسب الروايات المتواترة من أهالي بغداد.

التاريخ الإسلامي والإنساني خلد ذكرى صاحب رابع المذاهب السنية وآخرها كما يليق بهذا العالم الجليل.

ولا يسع الضريح من الداخل أكثر من 30 شخصًا من الزائرين كحد أقصى بسبب صغر المكان، لكن الضريح يضم فسحة عند المدخل، فيما يغطي القبر أغطية مهداة من المسلمين في باكستان والصين، وبناء القبر من مادة المرمر، وقد نحت عليها اسم الإمام، وتحيطه لوائح مؤطرة فيها نسبه وذكر بعض مناقبه.

*جدل حول موقع الضريح

وفيما يشير الباحث والموسوعي د. علي النشمي -في حديث سابق "للجزيرة نت" إلى عدم وجود مصادر تاريخية تؤكد وجود ابن حنبل في مكانه الحالي، كون القبر جرف قبل مئات السنين بسبب فيضان وقع في بغداد، مستدركا بالقول، ولكن يقال إن رفاته نقل إلى جامع في موقعه الحالي، ويؤكد الناطق الرسمي لدار الإفتاء العراقية وعضو الأمانة العامة للمجمع الفقهي العراقي للوحدة الإسلامية الشيخ عامر البياتي في تصريحات سابقة "للجزيرة نت" أن "نقل جثمان الإمام بن حنبل من مقبرة باب حرب في الكاظمية إلى مكانه الحالي - والذي يعرف أيضا بمحلة الحنابلة في عام 1937- تم بإشراف نخبة من علماء بغداد ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية آنذاك".

ويشير البياتي إلى أن الإمام ابن حنبل وصف بالجهبذ والجبل الشامخ الأشم، وكان يلقب بالصديق الثاني لأنه صبر على ما جرى له بما يعرف بفتنة خلق القرآن في العصر العباسي، من قبل الخلفاء آنذاك، فلما تولى الخلافة المتوكل أنهى تلك الفتنة إنهاء كاملا".

من جهته، يؤكد الباحث في الشأن الإسلامي محمد البخاري أن مدرسة ابن حنبل كانت تعتبر البناء على القبور من البدع، فأهمل الناس ترميم القبر لحقب من الزمن، وقد شهدت أول إعادة بناء للضريح عام 1998، حيث هدم وأعيد بناؤه من جديد.

وينوه البخاري بمكانة ابن حنبل كأحد أئمة المذاهب الفقهية الأربعة؛ "إذ عاش زمن الدولة العباسية التي صبغ الخلفاء العباسيون خلافتهم باللون الثقافي لصاحب المذهب الذي يتذوقون منهجه العلمي، فكانت سياسة الخليفة ضالعة في رفع اسم والتعتيم على اسم آخر، وقد درس أحمد بن حنبل عند أبي يوسف القاضي تلميذ أبي حنيفة النعمان".. إلى هنا أعزاءنا القراء نكون أكملنا سير الأئمة الأربعة لعلماء الفقه الإسلامي، نبدأ غدا إن شاء الله، معًا سلسلة أئمة علماء علم الحديث.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى