اللجنة الدولية للصليب الأحمر .. منذ متى وماذا تقدم من خدمات في اليمن

> علوي بن سميط

>
عملية تبادل الاسرى اليمنيين والمصريين بإشراف الصليب الاحمر عام 1965
عملية تبادل الاسرى اليمنيين والمصريين بإشراف الصليب الاحمر عام 1965
تنتشر بعثات الصليب الأحمر الدولي في العديد من الدول لتقديم خدماتها الإنسانية في العديد من المجالات، ولا يقتصر وجودها على المناطق الساخنة أو التي تشهد نزاعات بل تعمل في محيط المناطق الآمنة عبر برامج ذات اتصال مباشر بحياة الناس واحتياجاتهم وخصوصا الذين تأثروا جراء حوادث أو نزاعات سابقة خلفت لهم عددا من المشاكل كضحايا الألغام على سبيل المثال أو وجود اللجنة الدولية للتأثير بين المجتمعات وللتوعية بكيفية تطبيق القانون الإنساني الدولي ومع مؤسسات الحكومة وشرح الاتفاقيات المبرمة بين الدول ومن بينها معاهدة جنيف. وينطلق عمل الصليب الأحمر الدولي ويرتكزعلى مبادئ أساسية تتبع في أي مكان أو موقف أو زمان ومن هذه المبادئ الأساسية الحيادية والاستقلالية وهي منظمة دولية غير حكومية وإنسانية تتخذ من جنيف مقرا لها. ولعل شارة اللجنة الدولية المعروفة يجهل البعض كيفية اختيارها رمزا تعريفيا مع أنها ليست شارة دينية كما يعتقد البعض.

فمؤسسو اللجنة الدولية للصليب الأحمر اختاروا الصليب الأحمر - معكوس علم سويسرا المحايدة- بوصفه شارة غير دينية تعبر عن الحياد لحماية عمال الإغاثة في ميادين المعارك وبعدئذ قامت العديد من البلدان بتأسيس جمعيات للإغاثة من بينها الإمبراطورية العثمانية التي أدخلت في 1876م الهلال الأحمر - معكوس العلم العثماني - باعتباره شارة غير دينية موازية تدل على الإغاثة الإنسانية غير المتحيزة في المعارك. وهاتان الشارتان للصليب والهلال الأحمر لا يجوز استخدامهما إلا من المخول لهم ذلك وتحمي الدول هاتين الشارتين من سوء الاستعمال، واليمن من الدول التي تحمي الشارتين بموجب القانون رقم 43 لعام 1999م بشأن قواعد استخدام شارتي الصليب والهلال.


مندوب من اللجنة الدولية للصليب الاحمر يزور سجينا في عدن 1994
مندوب من اللجنة الدولية للصليب الاحمر يزور سجينا في عدن 1994
متى بدأت في اليمن :
يمكن تحديد نشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن من عام 1962م ومع النزاع المسلح بين الجمهوريين والملكيين وعلى إثر الإطاحة بالإمامة في اليمن الشمالي (من وثائق اللجنة الدولية بعثة اليمن الصادرة في 2005م)، وفي سنوات القتال بين الطرفين وجد مندوبو اللجنة الدولية من خلال المساعدات الطبية، زيارة أسرى الطرفين ودور الوسيط المحايد وفي 1963م بدأت اللجنة بتأسيس أول ورشة لصناعة المساند والأطراف الصناعية في صنعاء ثم أعطيت الورشة أو المركز للحكومة وساعدت اللجنة الدولية جمعية الهلال الأحمر منذ 1970م ومن أنشطة الصليب الأحمر القيام بزيارة المحتجزين في شمال وجنوب الوطن في الثمانينات، ومع الوحدة اليمنية عقدت اللجنة الدولية مع الحكومة 1991م اتفاقا جديدا ثم افتتحت بعثة متكاملة للصليب الأحمر عام 1994م في كل من صنعاء وعدن وخلال النزاع عملت على مساعدة الضحايا المدنيين وأشرفت على إجلاء الرعايا الأجانب أثناء نزاع الطرفين 94م، وفي 95م كانت اللجنة الدولية تعمل في اليمن من خلال البعثة الإقليمية للصليب الأحمر في الكويت وأعيد مكتب صنعاء إلى بعثة مرة أخرى في 1999م.


متطوعون من الهلال الاحمر اثناء توزيع اول دفعة اغاثة بدعم من الصليب الاحمر في صعدة سبتمبر 2004
متطوعون من الهلال الاحمر اثناء توزيع اول دفعة اغاثة بدعم من الصليب الاحمر في صعدة سبتمبر 2004
زيارات المحتجزين في اليمن ونقل الخطابات من اليمنيين في جوانتانامو
خلال الأعوام الثلاثة الماضية وما قبلها أيضا قام مندوبو اللجنة الدولية للصليب الأحمر بزيارة المحتجرين بالسجون المركزية اليمنية والخاضعة لسلطة النائب العام ووزارة الداخلية وتهتم اللجنة الدولية خصوصا بالمحتجرين بسبب الاشتباه في انخراطهم بأعمال عنف حيث تم زيارة مثل هؤلاء المحتجزين عام 2002م في كل من صنعاء والحديدة وإب وتعز وزنجبار وعدن، وفي عام 2003م قام مندوبو الصليب الأحمر بزيارة موقع الاحتجاز بالمكلا وفي 2004م زيارة المحتجزين في سجن الأمن السياسي بصنعاء كما تركز الزيارات على الفئات الأخرى من المحتجزين الأكثر ضعفا كالنساء والأطفال والمرضى النفسيين ولا تقتصر الزيارة على تفقد الأحوال فحسب بل ينظم وفقا وبرنامج السجينات تقديم خدمات لإعادة تأهيل السجينات فيما بعد في المجتمع إذ تقوم متطوعات من الهلال الأحمر اليمني بتدريب السجينات على الحياكة والتطريز ومحو الأمية ففي عام 2004م امتد ذلك النشاط ليشمل سجن عمران المركزي، وبالنسبة للمعتقلين اليمنيين في قاعدة جوانتانامو فإن الصليب الأحمر قام منذ إبريل 2002م بنقل وتبادل 1409 رسائل بين المحتجزين هناك وعائلاتهم في اليمن، ومن جهة أخرى وفي جانب اللاجئين في اليمن نقل الصليب الأحمر 3879 رسالة منهم إلى عائلاتهم في بلدانهم وحوالي 300 رسالة بين اليمنيين المحتجزين في الخارج وعائلاتهم في اليمن و201 رسالة بين أشخاص تأثروا بالحرب والأزمة في العراق كما تم إرسال 89 شهادة احتجاز للأشخاص الذين ينشدون الحصول على وضع اللجوء في اليمن، وعمل الصليب الأحمر في اليمن على دراسة 52 طلبا جديدا للبحث مقدمة من يمنيين لا يعلمون عن أماكن أقارب لهم في افغانستان بعد الحرب التي اندلعت إثر هجمات 11 سبتمبر وتم حل 23 من هذه الطلبات وتمكن أيضا مندوبو اللجنة الدولية الذين يزورون معسكر الاحتجاز الأمريكي في جوانتانامو من العثور على اثنين من المفقودين هناك وتحديد أماكن ثلاثة آخرين وإبلاغ عائلاتهم في اليمن بأماكن وجودهم.

أما خلال أحداث صعدة 2004م وعقب انتهاء المشكلة فإنه وبالتعاون مع الصليب الاحمر وبدعمه قامت جمعية الهلال الأحمر بتوزيع أول دفعة من مواد الإغاثة بمنطقة مران، ونهاية نوفمبر فإن اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر قامتا بتقييم الاحتياجات الإنسانية بعد الأحداث وفي ديسمبر 2004م قام أيضا فريق مشترك من متطوعين بالهلال الأحمر وضابطي ميدان من الصليب الأحمر وخمسة متطوعين آخرين من مؤسسة دعم التوجه المدني الديمقراطي بمسح للأوضاع الإنسانية بزيارة القرى المتضررة وعدد من الأسر وزيارة مناطق نزح إليها سكان مناطق أخرى.

متطوعون اثناء عملية المسح الميداني للاوضاع الانسانية في صعدة 2004
متطوعون اثناء عملية المسح الميداني للاوضاع الانسانية في صعدة 2004
وفي جانب التعريف والترويج للقانون الإنساني تعمل بعثة الصليب الأحمر مع الحكومة اليمنية ومع عدد من المؤسسات على إقامة ورش العمل والتدريب من أعلى المستويات بمجلس النواب ووزارة التربية والتعليم والقوات المسلحة وفي عام 2003م أصدرت وزارة التربية تعليماتها بإدخال نموذج التعريف بالقانون الدولي الإنساني كتجربة في 16 مدرسة بثمان محافظات يمنية وتمت زيارات بالاشتراك مع ممثلين لوزارة التربية والتعليم في صنعاء وعدن والحديدة والضالع وسيئون وشبوة، وتعمل أيضا بعثة الصليب الأحمر في اليمن على تنظيم برنامج تعليم وتدريب وتأهيل للفنيين اليمنيين بمركزي الأطراف الصناعية التابعين لوزارة الصحة في كل من صنعاء والمكلا إذ أنتج في المكلا 56 طرفا اصطناعيا من بينها 10 لضحايا الألغام وامدت 1656 مريضا بأجهزة تقويمية.

تلكم لمحة مقتضبة عن نشاط اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن، التي تتعاون أيضا مع جمعية الهلال الأحمر اليمني من خلال تقديم دعم جوهري وتقديم الدورات والدعم التقني والمالي اللازم لإنتاج مجلة يصدرها الهلال الأحمر اليمني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى