هنوا معي هنوا..

> «الأيام»م. جمال العمدة :

> «إحم.. إحم».. أبدأ مقالي هذا بعنوان أغنية حديثة للفنان القدير محمد مرشد ناجي ، مستأذناً بها القراء الأعزاء لأول مقال أكتبه على الإطلاق وهي خطوة متواضعة وجريئة قررت اتخاذها لأكتب بكل صدق وحب عن العبقرية الفنية في الغناء والطرب اليمني العبدلله الأستاذ محمد مرشد ناجي (المرشدي)، وما جعلني أكتب هذا المقال هو ذلك اللحن البديع والرائع لهذه الأغنية الذي هز وجداني واستحوذ على فكري لأقول كلمة أعبر بها عن حبي وإعجابي بهذا الفنان الذي عايشته طول حياتي عن طريق استماعي لإبداعاته رغم فارق السن الكبير الذي بيننا. كما أنني لم أستغرب هذا اللحن العظيم من فنان كالمرشدي والذي عودنا دائماً على تقديم أفضل الألحان رغم أن الفن والطرب عنده هواية فقط، إلاّ أنه أثرى- ولا زال- الفن اليمني بألحان لا تنسى أبداً، رغم أنه لم يدرس الموسيقى ولا يمتلك شهادات مثل البعض في مجال الموسيقى، ولكنني أقول بأن كل أغنية لحنها المرشدي هي بمثابة شهادة أكاديمية عالية تعبر عن الذوق الرفيع والحس الفني الرائع لما لها من تأثير بالغ على وجدان المستمع، تعطيه - أي المرشدي - أحقية لقب الموسيقار محمد مرشد ناجي.

للعلم ما من أغنية غناها المرشدي إلاّ واستحوذ لحنها على ذاكرة المستمع الذواق للفن والطرب حتى الأغاني التي غناها الآخرون من قبله مثل (بانجناه، أهلاً بمن داس العذول، عظيم الشان.. وغيرها الكثير) وقد أثبت المرشدي مدى العبقرية والموهبة التي يتمتع بها في مجال التلحين والموسيقى في أول لحن له لأغنية (وقفة) للشاعر العظيم محمد سعيد جرادة وبأنه صاحب حس فني رفيع ومرهف للغاية.

إن عمر هذه الأغنية أكثر من نصف قرن وما زالت تطرب النفوس وتستحوذ على فكر ومشاعر المستمع، لذا أود أن أنبه كل مستمع بأن لا يضيع فرصة الاستماع المتذوق لكل ألحانه القديمة منها والحديثة وإعطاء نفسه الفرصة الكافية لتذوق اللحن والتعمق فيه، وسيتضح له، أي المستمع، مدى توافق وانسجام اللحن مع الكلمات وسيدرك بأن كل أغنية من ألحان المرشدي هي بمثابة جوهرة ثمينة تضاف إلى عقد الفن اليمني بل والفن العربي الأصيل، فلو تفحصنا تاريخ الفن اليمني سنجد الكثير ممن أبدعوا في هذا المجال، إلاّ أنني وكثيرون نرى بأنه الأبدع نظراً لعدم احترافه الفن.. فكيف لو فعل؟!

علينا أن نعرف بأن المرشدي ذاق المر في حياته الاجتماعية والتعليمية والعملية ومر بظروف قاسية جداً، وصعبة التحمل إلا أنه كافح وناضل من أجل مبادئه التي يعتز بها هو ونحن كذلك، فهو مفخرة لنا (كل اليمنيين) حيث يعتبر المرشدي من الفنانيين المثقفين القلائل في البلاد العربية فقد صنفه كاتبنا وأديبنا العملاق عبدالله البردوني كمؤرخ لتاريخ اليمن المعاصر بفنه وكتاباته فقد تغنى المرشدي لكل المراحل التاريخية التي مر بها الوطن اليمني والعربي الكبير، وقدم كل ألوان الفن اليمني لكل أبناء وأرض شعب اليمن ولم يعترف بالتجزئة كمثل: (أخي كبلوني، أنا الشعب، هنا ردفان، قائد الجيش البريطاني، حان الرجوع، بالله عليك يا طير،يا نجم ياسامر، يا شركسي، يا ميناء التواهي، الوحدة، وغيرها الكثير) وبمجهوده الشخصي أخرج لنا إلى النور كتابيه (أغانينا الشعبية» 1959م و(الغناء اليمني القديم ومشاهيره» 1983م، وأخيرا كتاب «أغنيات وحكايات»، ودون شك أنه يستعد ليتحفنا بكتاب آخر شيق ومفيد .. فهنوا معي هنوا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى