احاسيس الغضب والتهميش تسيطر على المحجبات في تركيا

> انقرة «الأيام» عن رويترز :

> لسنوات لم تدخل ميرفت اكتاس أي مدرسة لما يثيره لديها من أحاسيس مؤلمة منذ اقالتها من وظيفتها كمعلمة بسبب ارتداء الحجاب.

قالت المعلمة التركية السابقة "حتى السير قرب مدرسة الان وسماع صوت الاطفال في ساحة المدرسة يشعرني بالألم. أسأل نفسي لماذا حدث ذلك لي وليس لأحد اخر. هل أنا سيئة هكذا."

صديقتها توركان باكاجاك لديها أيضا ذكريات مؤلمة من فترة عملها كمدرسة للرياضيات.

قالت باكاجاك "جاء مفتش وطلب أن أتخلى عن الحجاب. إنه لأمر مقزز. إنه مثل أن يطلب أحدهم التعري. انهم يدمرون مكانتك عند الطلبة واحترامهم لك."

لقد خاضت ميرفت وتوركان نزاعا بشأن حظر صارم على الحجاب في المدارس التركية والمنشات العامة الاخرى في البلاد. وتركيا دولة علمانية الا أن أغلبية سكانها من المسلمين حيث أغلبية النساء يرتدين الحجاب وأولهم زوجة رئيس الوزراء طيب اردوغان.

وحاول حزب العدالة والتنمية الحاكم ذو الجذور الاسلامية التخفيف من الحظر الا أنه واجه معارضة قوية من جانب الجيش والمؤسسة البيروقراطية حيث الولاء أقوى ما يكون للقيم العلمانية.

ويقول البعض إن الحظر المفروض على الحجاب في تركيا أشد من القيود الموجودة في دول اخرى ويعتبرونه انتهاكا لحرية الأفراد في التعبير في بلد يوشك أن يبدأ هذا العام مباحثات الانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي.

وقال ايهان بيلجين رئيس جماعة مظلومدار للدفاع عن حقوق الانسان "تركيا لم تحظر ارتداء الحجاب على موظفات الحكومة أو الطالبات في المدارس العامة فقط كما في فرنسا بل إنها تفرض ذلك أيضا في المعاهد الخاصة وفي دورات الحصول على تراخيص القيادة وساحات القضاء بل وفي المستشفيات."

وتابع "هذه ليست قضية حقوق أقلية كما في الدول الغربية حيث أغلبية السكان غير مسلمين لكنها مسألة شرعية النظام الديمقراطي في تركيا."

وأضاف أن الاحزاب السياسية السياسية والانتخابات والبرلمان جميعها تخاطر بفقدان ما لها من شرعية لان الأحزاب التي تولت السلطة وسبق أِن وعدت برفع الحظر على الحجاب لم يسمح لها بذلك من جانب سلطات خارج البرلمان.

وقال بيلجين "من المخجل لتركيا أن تكون زوجة رئيس وزرائها المحجبة موضع قبول البيت الابيض دون أن يتاح لها ذلك في قصر الرئاسة ببلدها."

وأظهرت وسائل الاعلام التركية في العام الماضي ايمين زوجة رئيس الوزراء طيب اردوغان المحجبة وهي تتناول الشاي مع لورا بوش قرينة الرئيس الامريكي جورج بوش في البيت الابيض الا أنها اشارت الى أن ايمين قد لا تستطيع أبدا القيام بالأمر نفسه في قصر الرئيس التركي العلماني احمد نجدت سيزار.

ويقول المدافعون عن الحظر على الحجاب في تركيا إنه أمر مشروع لمواجهة الاصولية الاسلامية التي يقولون إنها تريد فرض رموز دينية صارمة على المجتمع واقامة دولة تقوم على الافكار الدينية.

وهم يشيرون أيضا الى حكم مهم أصدرته المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في العام الماضي ساند الحظر ورفض دعوى استئناف من طالبة تركية منعت من متابعة دروسها في جامعة اسطنبول بالحجاب لانه ينتهك اللوائح الرسمية الخاصة بالزي.

ونساء مثل ميرفت وتوركان يؤكدن أنهن لا يمثلن أي تهديد للنظام العلماني في تركيا ويقلن انهن لا يتمنين رؤية بلدهن يمضي في طريق دول اسلامية مثل ايران أو السعودية.

قالت ميرفت "فهمهم للاسلام مختلف عنا. إننا ننتمي لتقاليد دينية مختلفة.

تركيا أيضا تتطلع الى الغرب."

وتنتمي ميرفت وتوركان الى جماعة للدفاع عن حقوق المرأة في العاصمة التركية انقرة. وكثير من الاعضاء عملوا ذات مرة في مدارس دينية تديرها الحكومة لتخريج رجال الدين.

وقالت الاثنتان إن ملابسهما كان يتم التسامح معها لكن بعدما ضغطت المؤسسة العسكرية للاطاحة بالحكومة التي يقودها اسلاميون في 1997 أصبح المناخ حتى في المدارس الدينية أكثر قمعا.

وتابعتا أن كون تركيا مقبلة على بدء مباحثات للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي لا يعطى المحجبات كثيرا من الامل في امكانية حدوث أي تحسن وأشارتا الى تزايد مشاعر العداء للمسلمين في اوروبا بعد 11 سبتمبر ايلول 2001 والحظر الجديد على الحجاب في المدارس الثانوية بفرنسا.

ورغم مرور الوقت تقول النساء إنهن مازلن يعانين نفسيا من طردهن من الوظائف التي كن يحبها.

قالت إحداهن إنها صارت انطوائية للغاية بعدما فقدت وظيفتها رغم أنها كانت في السابق اجتماعية جدا. وأشارت اخرى الى أنها صارت عدوانية.

وقالت خديجة جولر المدرسة السابقة إن خبراتها جعلت عندها حساسية شديدة لمعاناة الاقليات في تركيا.

وتساءلت قائلة "كمواطنة في هذا البلد هل كان لي أي رد فعل على الاطلاق حيال قمع الاكراد أو اليساريين أو المعارضين الذين كانت الشرطة تسحبهم على الارض أو ساندت حقوق المثليين التي ننكرها عليهم.."قبلنا كان الاكراد واليساريون والان نحن. من التالي.."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى