قاض جنوب افريقي ينتقد المنكرين لمشكلة الايدز في البلاد

> جوهانسبرج «الأيام» عن رويترز :

> القاضي ادوين كاميرون الأبيض الثري الذي يفخر بمثليته ليس هو الوجه المعتاد لمرضى الايدز الذي يعصف بمنطقة الجنوب الافريقي,ولكن كاميرون وهو عضو في محكمة الاستئناف العليا بجنوب افريقيا والموظف الحكومي الكبير الوحيد في البلاد الذي يكشف عن إصابته بفيروس اتش.آي.في المسبب للايدز يجمعه قاسم مشترك وحيد مع ملايين الأفارقة الآخرين الذين يحاربون الفيروس.

إنه الرغبة القوية في الحياة والغضب الشديد من توقف جهود محاربة المرض.

وفي كتاب جديد يحلل كاميرون أزمة الايدز في افريقيا وهي تمثل مشكلة طارئة في الصحة العامة وتقدر الأمم المتحدة انه يمكن أن يصيب ما يصل إلى 89 مليونا آخرين في افريقيا بحلول عام 2025 .

وهي كارثة يلقي فيها باللوم جزئيا على "حالة الإنكار" لمشكلة الايدز في افريقيا والوسيلة التي استخدمها بعض الزعماء الأفارقة ومن بينهم رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي في التهوين من أو رفض المعلومات العملية المتوفرة عن الايدز.

ويمثل كتابه "شاهد على الايدز" إدانة لشركات الأدوية الغربية التي يقول إنها منعت وصول الأدوية المضادة للفيروس إلى الأفارقة لفترة طويلة جدا وعدم قدرة زعماء جنوب افريقيا على مواجهة هذه المحنة.

وقال كاميرون في مقابلة "لدينا زعماء يشيرون إلى الايدز في أسرهم ولكن ليس في أنفسهم. ما زال لا يتوفر لدينا القيادة الصادقة الواضحة والمصرة على مكافحة الايدز التي نرغب بها."

وأذعنت جنوب افريقيا عام 2003 للضغوط المحلية والدولية وأطلقت برنامجا عاما للعلاج بدواء مضاد للفيروس الذي مثل بارقة أمل للملايين.

ولكن تنفيذ البرنامج كان بطيئا وما زال هناك الآلاف الذين يتوفون وما زالت السياسة ووصمة العار تطغى على الايدز.

ويمثل عمل كاميرون وليس فقط وضعه باعتباره مصابا بالفيروس سببا لجعله الشخصية الملائمة بشكل فريد لبحث طريقة مواجهة جنوب افريقيا للايدز التي أصبحت توصف بشكل متزايد بأنها قضية متعلقة بحقوق الإنسان لما يقدر بنحو خمسة ملايين من سكان جنوب افريقيا المصابين بالمرض.

وكان كاميرون منذ نحو عشر سنوات يعلن صراحة عن مثليته الجنسية وهو أمر نادر في جنوب افريقيا في ذلك الوقت. وهو محام في مجال حقوق الإنسان ودرس في جامعة أوكسفورد البريطانية وكان واحدا من بين أول من عينهم نلسون مانديلا في محكمة جنوب افريقيا العليا بعد نهاية الحكم العنصري عام 1994 .

كما كان يعمل وهو يعلم منذ عام 1986 بإصابته بفيروس اتش.آي.في .

وتعكس المعركة الشخصية التي خاضها كاميرون مع الفيروس الرعب المحيط بالمرض قبل بدء انتشار أدوية مكافحة الفيروس التي تطيل العمر في التسعينات.

وقال في كتابه الذي سينشر في بريطانيا والصين والولايات المتحدة في وقت لاحق هذا العام "وضع الايدز حدا قصيرا ومفاجئا ومفجعا على حياتي."

وأضاف "في ديسمبر 1986 كان بالنسبة لي مثل عشرات الملايين من الأفارقة كما هو الحال.. مصطلح للموت الوشيك."

وما زال كاميرون المسؤول البارز الوحيد في جنوب افريقيا الذي يعلن إصابته بالفيروس بالرغم من تكهنات على نطاق واسع بأن شخصيات أخرى رفيعة ومن بينهم أعضاء في البرلمان ربما يكونوا مصابين.

وسعى هذا العام مانديلا الذي أصبح من نشطاء مكافحة الايدز منذ تنحيه عن الرئاسة عام 1999 إلى التخلص من وصمة العار التي تطارد مصابي الايدز عندما أعلن أن ابنه ماكجاتو توفي لأسباب متعلقة بالايدز في سن 54 عاما.

ولكن الخوف المحيط بالايدز في جنوب افريقيا ما زال عقبة كبرى تحول دون مكافحة المرض مع الافتقار إلى القيادة الواضحة للحكومة مما أدى إلى إحساس بأن الفيروس حمل شخصي مخز بدلا من كونه حالة طواريء متعلقة بالسياسة العامة.

وتمتع كاميرون بأكثر من عشر سنوات من الصحة الجيدة بالرغم من إصابته بالفيروس وعندما بدأت تظهر عليه علامات المرض الخطيرة عام 1997 تمكن من شراء الأدوية المحاربة للفيروس حتى يظل على قيد الحياة.

ولكن الملايين من الأفارقة لم يحالفهم مثل حظه وتلكأت الحكومة في إدخال الأدوية المضادة للفيروس في القطاع العام وهو تأجيل يقول نشطاء إنه تسبب في وفاة عدد لاحصر له من المرضى.

وزادت أزمة الايدز في جنوب افريقيا تفاقما بسبب فقر أغلب السكان في بلد ظل يعاني من آثار الحكم العنصري الذي حد من انتشار التغذية الأساسية والرعاية الصحية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى