د. عبدالله أحمد النهاري المدير العام لمكتب التربية والتعليم بعدن في منتدى«الأيام»:التجهيزات والاجراءات كافة تكفل اجراء امتحانات سليمة وفي أجواء صحية بمدارس عدن

> عدن «الأيام» خاص:

>
د. عبدالله أحمد النهاري
د. عبدالله أحمد النهاري
استضاف منتدى «الأيام» بمحافظة عدن عصر أمس الأربعاء الاستاذ د. عبدالله أحمد النهاري، المدير العام لمكتب التربية والتعليم بعدن، في ندوة خصصت لبحث الأمور كافة المتعلقة بإقامة الامتحانات المدرسية للعام الدراسي الحالي 2004 - 2005م، التي ينتظم تلاميذ مختلف مدارس عدن بشتى مراحلهم الدراسية لإجرائها خلال الشهر الحالي.

وابتدأ المدير العام لمكتب التربية والتعليم عدن ورقته المقدمة للندوة برفع أطيب التهاني والتبريكات إلى شعبنا اليمني وقيادته السياسية ممثلة بفخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، بمناسبة العيد الـ 15 لتحقيق الوحدة اليمنية، ومن ثم قدم تعريفا بالامتحانات كإجراء تقييمي وتقويمي أساسي للتلاميذ في تحديد المستوى العلمي لكل منهم بطريقة علمية ممنهجة تقوم على ثلاثة عوامل أولها المعرفة وثانيها التربية وثالثها العاملان الاجتماعي والنفسي للتلميذ.

وقال د. النهاري:«للتقويم التربوي أهمية كبيرة في اعداد التلميذ علميا وتربويا، وعملية التعليم تقوم على أساس المنهج، الذي يقدم الخبرات التربوية المتنوعة التي تتكون من ثلاثة جوانب مهمة معرفية ومهارية (نفسحركية) ووجدانية، وهي خبرات هادئة ومخططة تهدف إلى إيجاد تغيير في السلوك نسمية عادة بالتعلم.. وللتأكد من اكتساب التلاميذ هذه الوظيفة (التعليم) التي نستدل عليها من خلال الأداء والتحصيل نلجأ باستمرار إلى عملية الاختبار أو الامتحان التي تقيس مستواهم في التحصيل الدراسي أو الذكاء أو الميول لتحديد أنواع ودرجات معرفة التلاميذ للمفاهيم والخبرات المنهجية المقررة عليهم في الكتاب، وتحقيق الاهداف الأخرى، الأمر الذي يقود إلى عملية التقويم للنتائج بمراجعة الخطط والبرامج التربوية كافة».

وعن مفهوم التقييم التربوي المعتمد على الامتحانات لتحديد مستوى وقدرات التلاميذ المختلفة، أضاف د. النهاري: «التقييم في اللغة هو تقدير قيمة الشيء أو الحكم في قيمته، وتقييم التحصيل الدراسي لا يختلف عنه كثيراً فهو عملية تربوية يتم بوساطتها قياس وتكوين الحكم في قيمة أو كفاية ظاهرة سلوكية تحصيلية تخص تعلم التلاميذ.

ولا تقتصر نتائج التقييم فقط على اصدار الحكم فحسب، ولكنها تتجلى بوضوح أكبر في اتاحة فرص التحسين المختلفة لعملية التعلم بالظهور من خلال عملية التقويم، التي تتخذ بشأنها القرارات في ضوء أسس ومبادئ يعتمدها المقوم أثناء الوقوف على نقاط القوة والضعف وصولاً إلى اقتراح الحلول التي تصحح المسار للعملية التعليمية والتربوية.. بمعنى آخر العلاقة بين التقييم والتقويم الذي يعطي صورة متكاملة للنمو في مختلف جوانب العملية ويكمل جهداً تربوياً متواصلاً يبدأ التقويم التربوي بالاعداد والتخطيط والتنفيذ بعلاقة جوهرية حيث لا يمكن تصور وجود عملية تقييم دون قياس والقياس مهما كانت دقته لا يقدم إلا فكرة جزئية عن الشيء المقاس، بينما يتصف التقويم بشموليته، فإذا مثلنا التقويم بدائرة كبرى فإن القياس يمثل دائرة تقع ضمن دائرة التقويم الكبرى وبالتالي يصبح التقويم وسيلة للتخصيص والعلاج والوقاية».

ويوضح المدير العام لمكتب التربية والتعليم بعدن أن وظيفة التقويم تمتد إلى تطوير العملية والتربوية، قائلا: «من خلال ما تم استعراضه عن مفهوم معنى التقييم والتقويم التربوي تتجلى لنا بوضوح وظيفة هذه العملية، التي اتفق حولها الاختصاصيون على اختلاف اتجاهاتهم، بأن الهدف الاستراتيجي من عملية التقويم ينبغي أن يظل دائماً التجديد والتطوير، والهدف من عمليه التقويم في المدرسة هو الإسهام في تجديد وتطوير التعليم فيها، وهو بهذه الوظيفة يكون قد تجاوز حدود اصدار أحكام على الطلاب بالنجاح أو الرسوب بالتفوق أو العكس وأصبح جهازا للتحكم في العملية التعليمية وموجها لمسارها وفقا والأهداف المحددة للتعليم ويمكن لنا التعرف على أهمية الوظائف هذه من خلال دورها في التفعيل، الذي يعرف المعلم من خلال نتائج الاختبارات على مستويات مختلفة للتلاميذ تمكنه من الاعداد والتحضير لخصائصهم المختلفة وتوجيههم نحو ممارسة الانشطة الاضافية للارتقاء بمستوياتهم، ويتم من خلاله نقل وترفيع الطلاب من مستوى الى اخر او من مرحلة الى اخرى، ويجعل القائمين على البرامج التربوية في حالة استنفار دائم لتتبع الجديد في أمور التربية الأمر الذي يدفعهم إلى التطوير المستمر، وتساعد على تعزيز مبدأ النقد الذاتي عن المعلم بالوقوف أمام جهده وتقييمه لتطوير أساليب أدائه، ويعمل على الارتقاء باستمرار بمستوى المنهج وطرق التدريس، ويساعد على اكتشاف الموهوبين من التلاميذ وعلى مدى معرفة تناسب الاهداف الموضوعة وواقعيتها، وكذا الأدوات حيث يلجأ المعلمون لأدوات ووسائل في تقييمهم التلاميذ ولإظهار أنواع السلوك أو الاداء المحقق للاهداف، ويتجسد أثر نجاح هذه الادوات عندما تكون مناسبة في ضوء الحكم الصادر عن التقييم، ونظرا لأن الاختبارات تعد من أكبر أدوات القياس والتقييم أهمية وانتشارا يصنفها المعلمون في صور مختلفة منها الشفاهية والكتابية والأدائية والمقالية والموضوعية والمعملية.. الخ.

وحتى نستطيع أن نقوم تقويما يساعد في تحقيق وظائف التقييم علينا أن نطبع اختباراتنا وامتحاناتنا بسمات حساسة منها أن تكون شاملة لنواحي نمو التلميذ المعرفي والمهاري والوجداني، بحيث تترجم أهداف التقويم إلى أنماط سلوكية،

وأن تبنى على أساس علمي سليم وتتمثل صفات الاختبار الجيد كالثبات والصدق والموضوعية والشمول وسهولة الاستخدام التي تشمل جانبين مهمين أولهما الاقتصاد في الوقت وسهولة التقدير، وثانيهما الاقتصاد في الجهد».

وعن أنماط الامتحانات وفقا للمادة يقول د. عبدالله أحمد النهاري: «تفرض طبيعة المواد في أكثر الاحيان وسائل متعددة أثناء تقويم المادة الدراسية لكن الاختبارات الموضوعية أتت لتتوج جهدا آخر للتربويين، وأهم أشكالها اختبارات الصواب والخطأ، الاختيار من متعدد، اختيار المزاوجة والترتيب والتكميل، وتتميز أسئلة هذه الأنماط الامتحانية بتغطية أكبر جزء من محتوى المادة الدراسية وتستبق العوامل الذاتية في مجال الاستجابة والتصحيح مما يزيد من ثبات النتائج وبتدرج أسئلتها من السهل إلى الصعب بمراعاة الفروق الفردية بين الطلاب، كما تشعر الطالب بعدالة التصحيح وتجنب المصحح تهمة التحيز والتعصب والظلم.

وتتطلب هذه الاختبارات مهارات معينة قد لا توجد لدى بعض المعلمين، كما أنها تحتاج إلى وقت طويل في اعدادها لأنها تتطلب مهارة واتقانا في تصميمها (دقة في الصياغة والتنظيم)، ونحرص في مكتب التربية والتعليم على وجوب وضع أسئلة الاختبارات أو الامتحانات وفق جدول المواصفات، الذي يتيح تحقيق الهدف المتمثل بنسب متوازية على مستوى المعرفة والمهارة والوجدان، ونحرص ايضا في المكاتب الفنية بالتوجيه على خزن هذه الأسئلة بما يسمى بنك الأسئلة لكل مادة على حدة، وايضا نحرص على تحليل نتائج هذه الاختبارات لمعرفة أين نقف نحن من خلال التعرف على اجابات الطلاب».

وفيما يتعلق بالتطوير والتحديث يقول د. النهاري: «المشوار طويل في هذا المجال والآفاق مفتوحة لمحاكاة جديد التقويم بما يخدم الاقتراب الحقيقي من عمل الطالب والمعلم وتشخيصه ليحقق في الأخير أهدافا ينتظرها المجتمع من المؤسسة التربوية.

إن العمل التربوي يشترك فيه المعلم والتلميذ والموجه ومدير المدرسة وواضع المنهج لذا عليهم الاشتراك جميعا في عملية التقويم لتعطينا الصورة الشاملة والصادقة بين تحصيل الطالب وقدراته في الفهم والاستيعاب والتفكير والاستدلال والتنظيم والنقد والتطبيق والتحليل وأكثر والترتيب والربط بين ما يتعلم في قاعات الدرس وحياته الشخصية لنكون بذلك قدمنا تعليما جيدا يحقق لنا الأهداف الموجودة في كتبنا الدراسية التي تعكس تطلعات الوطن الطموحة».. وينتقل فيما يلي د. عبدالله أحمد النهاري ، المدير العام لمكتب التربية والتعليم بعدن، إلى الحديث عن اجراء الامتحانات الدراسية لمختلف المراحل التعليمية بمدارس المحافظة وما يتعلق بإجرائها، فيقول: «يقبل أكثر من 120 ألف تلميذ وتلميذة في 21/5/2005م على الامتحانات في مراحل النقل في التعليم الاساسي والثانوي، إلى جانب 10620 تلميذا وتلميذة في الصف التاسع من التعليم الاساسي في عموم مدارس المحافظة، و8005 تلاميذ وتلميذات في المرحلة النهائية من التعليم الثانوي بقسميه الأدبي والعلمي بجميع مدارس المحافظة سينخرطون مع تلاميذ الصف التاسع الابتدائي في الامتحانات في 18 - 19 من شهر يونيو، ونحن قمنا بإعداد العدة بعون المولى عز وجل، وادارات التربية والتعليم في مختلف مديريات محافظة عدن تشتغل على قدم وساق فيما يتعلق بتجهيز المراكز الامتحانية، التي يبلغ عددها للتعليم الاساسي 52 مركزا موزعة على جميع المديريات، بالنسبة إلى الثانوية أعد 29 مركزا، اضافة إلى مركزين مخصصين للمنتسبين في التعليم الأساسي والثانوي، وهذه المراكز تم اختيارها وفق معايير تراعي البعد الجغرافي بحيث تكون المراكز قريبة لمناطق سكن التلاميذ ويمكنهم الوصول إليها في الموعد المحدد، ومع هذه الاجواء الامتحانية تسود بعض المخاوف لدى التلاميذ وأسرهم، وهذا شيء لا بد منه فالأسر تستنفر لأجل مستقبل أبنائها، ونحن بمكتب التربية والتعليم ولله الحمد نقوم بأداء مهامنا وواجباتنا لا أقول بالوجه الأمثل إنما بجهود مضاعفة وفق امكاناتنا، ونحن هنا ننتظر من الأسر مؤازرة التربية والتعليم في جهودها من خلال توفير المناخ الصحي لابنائهم المقدمين على الامتحانات في مختلف المراحل لا سيما المراحل النهائية، ودور الاسرة مهم وعلى عاتقها تقع مسئولية توجيه أبنائها توجيها صحيحا وتوفير الأجواء السليمة والهادئة وإعفائهم من الالتزامات الأسرية التي قد تشغلهم عن الاستذكار، فبعض الأسر تفرط في القلق أثناء فترة الامتحانات مما ينعكس سلبا على نفسية التلميذ، ولكن الحمد لله في عدن الأسر تمتلك قدرا كبيرا من الوعي والفهم لكافة القضايا بما فيها التربية والتعليم وبإذن الله سيكونون سندا وعونا لنا.

من الأمور التي تحدث في الامتحانات وينبغي الوقوف عليها ما يعرف بالغش، والغش كمبدأ إسلامي مرفوض، ولكن ما الذي يدعو الطالب إلى الغش أو مساعدة ولي الأمر ابنه على اللجوء إلى الغش؟ بالتأكيد هذا السلوك الخاطئ ينجم عن وجود خلل إما في عدم تأدية المعلم واجبه وعندما تقصر الادارة المدرسية في مهامها وعندما يقصر الطالب في واجباته التعليمية، وللتقليص من هذا السلوك وهو بنسبة قليلة بمحافظة عدن يتوجب علينا التوعية، و«الأيام» منتدى وصحيفة ممثلة بالأخوين الناشرين هشام وتمام باشراحيل لعبت دورا مهما في الجانب التوعوي وأدت دورها بكل أمانة ومسئولية وبرأت ذمتها أمام الله والمواطنين بتحمل هذه الرسالة على أكمل وجه، وأرجو أن يقتدي بهم الآخرون في مختلف وسائل الإعلام الأخرى. إذن وسائل الاعلام لها دور والأسرة لها دور والمدرس والمدرسة لهما دور، ولا نرتضي أن يرفع أبناؤنا إلى مراحل متقدمة بالغش، فبناء الأجيال والمجتمعات بناء سليما يجب أن يكون بالمصداقية والاعتماد على مقدرات الفرد، كما يجب التغلب على الدوافع المؤدية إلى الغش من خلال تأدية المعلم والمدرسة والأسرة مهامهم وواجباتهم بالشكل الأمثل صوب العملية التربوية والتعليمية».

واختتم المدير العام لمكتب التربية والتعليم بعدن شرحه المفصل حول العملية الامتحانية للتلاميذ بتطمين أولياء الأموركافة إلى أن مكتب التربية والتعليم بالمحافظة أعد التجهيزات والاجراءات كافة الكفيلة بإجراء عملية امتحانية سليمة وفي أجواء صحية، داعيا إلى عدم القلق والإسهام في هذه المرحلة في توفير المناخات الأسرية السليمة للتلاميذ وللتلميذات بما يمكنهم من الاستذكار بشكل جيد وخوض الامتحانات بروح معنوية عالية سترفع مستوى أدائهم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى