عبدالرب ادريس قادم ام هارب الينا؟

> «الأيام» علي سالم اليزيدي :

>
الفنان عبدالرب ادريس
الفنان عبدالرب ادريس
يتردد في الشارع المكلاوي على وجه الخصوص خبر عن قدوم مزمع للفنان الكبير والموسيقار الأستاذ عبدالرب إدريس، وهدف الزيارة المشاركة في الأعياد القادمة خلال أيام، ومع فرقة فنية، هكذا ينتقل الخبر ويدور معه الحديث سلباً وترحيباً وتحفظاً وتنوعاً، وقد أعجبني للحقيقة ترحيب الاخ أنور باعثمان بهذا الفنان المعروف، ثم لحق به الأخ سالم بن زقر على نفس الخط، وهذه بادرة تشجيعية، وهي من ضروريات تلطيف الأجواء ما بين الجماهير ومدينة المكلا، وما بين أغاني وفن عبدالرب! والحوار الذي يدور منذ زمن، ونحن لا نختلقه، فلسنا على قرب أو جفاء مع الفنان، ولكن من الإعلان ضرورة بلورة آراء الناس، أحاديثهم نعرفها وردودها موضوعة على طرف كل لسان في المكلا، حينما تذكر عبدالرب إدريس، صحيح أن هذا الفنان ابن المكلا وربما يتسع قلبه لحبها اذا اراد ، وليس من العقل القسوة عليه، ولكن من قسى على أهله وبلده ومدينته هو المذنب، ومع هذا ارتفعت حدة الحوارات في مدينة المكلا ما إن أعلن عن توقع دخوله مدينة المكلا بعد قطيعة أو غياب أو ظروف السفر والمعيشة، كما قال هو ورددها من رحب به.

الفنان والموسيقى والملحن والعازف عبدالرب إدريس لم يفتعل أحد بشأنه خصومة، وأغانيه وألحانه منتشرة في المكلا وحضرموت ويافع والحديدة والبحرين، ولكن ما حدث هو افتعاله خصومة مع الذاكرة هو ذاته، وهذا أخطر ما يمكن أن يمارسه الإنسان مع المكان والحدث ولطخة في وجه الزمن وتسلسل الوقائع، الخلاف الذي يظهر في جزء من حياة الفنان عبدالرب إدريس، منذ لحظة أن نطق كلمة (هناك) قبل سنوات بدلاً عن تسمية المكان باسمه.

لم يقتصر هذا على من شب معه ويعرفه جيل أو جيلان، كلا فقد تخطى الأمر إلى الأجيال الشابة المنفعلة بالغناء والطرب، وهي التي تبرمت وصدمت بقوة من نكران المكان والتاريخ والذكريات، فالخصومة لدى الفنان عبدالرب إدريس اتسعت من جيل إلى جيل، ولأننا اليوم نشاهد الصورة، فقد رأينا كل شيء يحدث أمامنا، لم يأت أحد من جيبوتي، ليخبرنا أو من زمبابوي، أبداً، في قناة ART الفضائية وLBC وأبوظبي وغيرها، وقال (هناك) مرات كثيرة ولم يذكر الأسماء ولا الشاعر عبدالرحمن باعمر ولا الشيخ الفنان عبدالله بن طرش ولا أجواء عنده لها حق بحكم البدايات، كل هذا شاهده الجيل الجديد المكلاوي والحضرمي، وعندما تم السؤال عن ما بيننا بكينا غصباً عنا، رحمة بالفنان الكبير عبدالرب إدريس وخوفاً عليه، وكان ما حدث، فقد تعمقت الجراح ولهذا فإن المصالحة الآن ليس مع المدينة، بل مع الأجيال التي أوجعت مع الجراح، وهو ما لا نرضاه لا للفنان عبدالرب الهارب إلينا من ضغط الوقائع ولا لاستمرار افتعال الخصومة مع الذاكرة والأجيال. في دولة الإمارات قبل حوالي سنتين، التقى عبدالرب إدريس الفنان مسؤولا رفيعا في حضرموت، وأبدى له رغبته في زيارة المكلا وحضرموت وصنعاء، واستغرب هذا المسؤول الرفيع الطلب، ولم يعلق لحظتها لأن من يريد الذهاب إلى أهله لا يطلب، وقيل لي أنه شارك في حفل بجده مع الفنان الكبير أمده الله بطول العمر أبوبكر سالم بلفقيه، وأشيع عندئذ أن الفنان عبدالرب يلطف الأجواء استعداداً لفتح حوار يتغير فيه الموضوع وتسقط الخصومة مع الذاكرة في ذاته ليعيدها صادقة. ونحن ومع كل الحوارات التي تشاع اليوم بشأن عودة عبدالرب إدريس إلينا نشعر أنه هروب إلينا نحن أهله لأنه وإن طال الزمن ما ينكر احد أهله، فهل حقاً هي مصالحة وحوار جديد، نأمل ذلك.. إن شاء الله.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى