أجمل هدايا العيد

> عبدالرحمن سعيد بلخير :

>
عبدالرحمن سعيد بلخير
عبدالرحمن سعيد بلخير
ويطل علينا العيد الخامس عشر للوحدة المباركة، حاملاً الأمنيات بعيد سادس عشر.. أفضل.. نعم نحن نتهيأ للاحتفال بالأفضل دائماً.. نترك الذي مضى ويبقى الذي يأتي.. يجب أن يكون أفضل.نقل الاحتفال المركزي إلى حضرموت بمكرمة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح ليس لحضرموت.. إنه تكريم للتنمية، تكريم للحضارة العريقة، تكريم لقيمة الحفاظ على قيم الحوار بالكلمة لا بالبندقية، تكريم لقيمة السعي لعمارة الكون بالاستثمار لا تحطيمه بالثأرات والمدافع وأنهار المشاكل.. هو تكريم لقيم هي مبتغى كل إنسان سوي.

نحتفل في حضرموت.. وتابعنا بشوق الحراك الكرنفالي والتنموي على جميع الصعد.. فقد جعل الانترنت العالم أقرب من بيت الجيران، بعد أن كان قرية صغيرة.. في حضرموت حركة ونشاط ومتابعة محافظ لا يوجد في قاموسه مفردات الراحة.. إنه الأستاذ الفاضل عبدالقادر علي هلال، الرجل الذي جعل بين الراحة والراحة عملاً ينجزه، ومتابعة ينتظرها، وهماً يسكن فؤاده.

حضرموت تحتفل باليمن، واليمن تحتفل بحضرموت والوحدة هي المناسبة أما صاحب المناسبة فشعب ذاق المرارة أصنافاً وخيم عليه الجهل، وصفعه الدهر صنوفاً من العذابات، ذاق من المرارات أكثر مما ذاق من الأفراح.. وينتظر الفرح.

نحن نحتفل اليوم.. والعالم من حولنا يتحرك.. يغلي، ثورات لم يعد الثوار فيها بحاجة إلى الجبال والقنابل والخطابات، وقادة يأتون محمولين جواً وبراً.. ثم ينفشون ريشهم ويبتسمون لكاميرات الفضائيات.

نحتفل نعم.. لكن نتأمل في ما بعد الاحتفال.. ونقف ونسأل هل نحتفل ونمضي بما مضى أم نحتفل ونتأمل ما يأتي؟

في تقديري إن احتفالنا يجب أن يركز على قراءة ما يدور حولنا ونتأثر به.. أين نحن سائرون.. مع الوحدة.. نتأمل الجدران بعد خمسة عشر عاماً هل بها شقوق؟.. نتأمل بعيون الصقر وكفاءة الجراح الماهر.. أين العيوب؟ فقط هي بوصلة النجاح.. ولنتذكر أن فاراً دمر سد مأرب.. لأن الثقب اتسع واتسع حتى انهار السد.

إن الوحدة الداخلية أو الشعور بانتماء للوطن هو الجدار الذي يجب أن نتأمل منظره.. وستكون مراجعة ملفه أجمل هدية تقدم لهذا الوطن في عيده السادس عشر إن شاء الله.. قد يسأل البعض ولماذا الانتماء وليس غيره من الظروف السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية؟ وإني أضع التوضيح لمن له قلب وسمع..

الانتماء جدار صلب إذا دُمر سهل على أي أحد الدخول والتصرف كما يريد بمن يريد من ذوي الانتماء الضعيف.

نعلم حقيقة التغيرات في المنطقة.. ونعلم أن الناس عندما لا يشعرون بالانتماء للوطن وتاريخه وأهله.. فهم أول من يرحب بالآخرين.. بالطامعين من حملة قميص عثمان والمطالبين بدمه.

عندما يفقد الناس الانتماء للوطن فأي ناعق يستهويهم وأي زاعق يسيطر على عقولهم.. وأي باب يفتح يظنون أنه الجنة.

ولو قدرنا أن نزرع الانتماء فلن نختلف إلا على التفاصيل أما الوطن فسيظل للجميع.. وإذا اختلفنا فلن تفتح الأبواب للخارج.. ونفتح المكاتب في الخارج وننتظر الدعم من الخارج والتغيير من الخارج.

اذا التحم الكل بالوطن فلا مكان للخارج ولا خوف على الوطن.. أجمل هدية هي أن نجعل الناس في هذا العيد ينتمون ويشعرون بقيمة أنك ابن اليمن.. فالانتماء مثل الإيمان يوقر في القلب ويعصمه من الزلل.

طالب دراسات عليا (دكتوراه) جامعة أسيوط - مصر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى