مطعم جديد في نيويورك يشرك العاملين في ملكيته

> نيويورك «الأيام» عن رويترز :

> بالنسبة لمجموعة من العمال المهاجرين ممن قتل زملاؤهم في هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على مركز التجارة العالمي في نيويورك فان افتتاح مطعم جديد يعني اكثر من مجرد حلم.

يجيء افتتاح المطعم احياء لذكرى 73 عاملا قتلوا اثر تدمير المطعم الذي كان كائنا في الطابق الاعلى من مركز التجارة العالمي.

ويقول فكاك ممدوح وهو واحد بين 30 عاملا سابقا في المطعم السابق أسسوا منشأة تعاونية تمتلك مطعما جديدا اطلق عليه اسم (كالرز) في قرية جرينتش من المقرر ان يبدأ العمل بها في سبتمبر ايلول القادم إن المشروع الجديد يمثل نموذجا للعدل في صناعة عادة ما تستغل العاملين
لديها.

وقال ممدوح الذي سيعمل ضمن ملاك المطعم الجديد ممن ينتمون الى 22 دولة يعملون في مختلف المواقع "انطلاقا من أطلال المطعم السابق لن يكون مجرد تكريم لاولئك الذين ازهقت ارواحهم بل سيؤكد للمطاعم الاخرى كيف يمكن ادارة مطعم على الوجه الامثل."

وتقول المجموعة انه في مختلف المطاعم المنتشرة في ارجاء الولايات المتحدة يؤدي العمال الاجانب واجبهم في ظروف قاسية داخل مطابخ ضيقة وطرقات خلفية مكتظة بالبشر ويتلقون الحد الادنى من الاجور مقابل العمل ساعات طوال دون فترات راحة تذكر ودونما فرص للترقية او الحصول على اجر اضافي.

وقال ممدوح الذي هاجر من المغرب منذ 17 عاما "في معظم المطاعم نلقى معاملة سيئة اذ توكل الينا ادنى المهام ولا نجني سوى اقل القليل من المال." واضاف "سيلقى العاملون لدينا معاملة كريمة وسيعملون في مجال تخصصهم برواتب مجزية ورعاية صحية."

ويقول المكتب الامريكي لاحصائيات العمل إن صناعة خدمات الاغذية والمشروبات تعول كثيرا على العمالة المهاجرة اذ عمل 1.6 مليون اجنبي من بين حجم العاملين في هذه الصناعة الذي بلغ 7.3 مليون عامل عام 2003 وحده. ويقصد معظم هؤلاء العاملين نيويورك حيث يوجد 24 الف منشأة للاغذية والمشروبات تدر ثمانية مليارات دولار سنويا.

ويقول محللون في مجال صناعة المطاعم إن مطعم (كالرز) بتركيبته الجديدة قد يجتذب الزبائن المستديمين الا ان نجاحه مرهون في نهاية الامر بطائفة من العوامل منها موقع المحل ونوعية الطعام وجودة الخدمة وتكلفة العمالة.

وتقول الرابطة القومية الامريكية للمطاعم إن تكلفة العمالة تعادل ثلث عائدات اي مطعم في الولايات المتحدة وهي أداة مهمة في تحديد حجم الربحية. ورغم ارتفاع تكاليف العمالة التي سيتحملها مطعم (كالرز)يقول هدسون ريلي مدير ادارة البحوث بالرابطة إن المطعم الذي يمتلكه العاملون به سيمثل اتجاها قد يكتب له النجاح في صناعة المطاعم.

ويواجه معظم العاملين الاجانب بالمطاعم مستقبلا مظلما اذ يقول المكسيكي ميجيل دي لا كروز انه عادة ما يبدل عمله بصورة منتظمة اذ يواجه اساءة المعاملة وظلما في الاجور.

ولا يعمل كروز في مطعم (كالرز) وقد فصل من عدة مطاعم بسبب مطالبته الدائمة بمقابل عمل ساعات العمل الاضافية. وقال في ندورة عقدت في نيويورك عن ظروف العمال الاجانب "طلبت مرتبي مرتين. عنفني رب العمل ثم فصلني."

وبالنسبة لاخرين مثل لانزانا كانران وهو مهاجر افريقي من غينيا حضر نفس الندوة التي تشرف عليها الرابطة القومية الامريكية للمطاعم فليس لديه الوقت الكافي للبحث عن عمل آخر اذ ينشغل بتوفير اجر اقامته وارسال مبالغ نقدية الى بلده.

ويكسب كانران الذي يبلغ من العمر 37 عاما 6.50 دولار في الساعة في مهنة غسل الاطباق وهو ما يزيد قليلا على الحد الادني للاجور الا انه اضاف الى دخله سبعة دولارات في الساعة بعد ان بدأ يغسل المطعم كل ليلة.

وقال "اضافة خمسين سنتا في الساعة يعني خمسة دولارات في نوبة العمل." واضاف انه منذ وصوله الى الولايات المتحدة قبل 16 عاما كان اقصى قدر من الاموال كسبها خلال اسبوع هو 300 دولار.

الا ان هناك أقلية تسعى جاهدة الى التغيير على غرار ابولينار سالاس وهو مكسيكي عمره 36 عاما اذ كان واحدا من بين 23 مهاجرا اقتسموا تسوية قدرها 164 الف دولار من مطعمين رئيسيين في مانهاتن بعد اتهامات بالتفرقة وانتهاك لائحة الاجور.

وقال تشارلز هانت ويعمل لدى رابطة المطاعم في نيويورك إن انتهاكات لوائح الاجور ليست شائعة وانه يمكن تحسين ذلك من خلال تلقين اصحاب المنشآت واجبارهم احيانا واصلاح اوضاع المهاجرين.

وقال هانت "نحتاج الى استئصال شأفة هؤلاء الناس ممن يرتكبون هذه الانتهاكات." واضاف "نريد ان نحيط ارباب العمل علما بالقوانين واللوائح."

وحصل سالاس وزملاؤه في نهاية المطاف على التسوية المالية وشهدوا تحسنا في ظروف العمل بعد ان استغاثوا بمركز فرص العمل في المطاعم وهي جماعة تناصر حقوق العمال مقرها نيويورك.

ويساعد مركز فرص العمل في نيويورك مطعم (كالرز) ماليا كي يفتح ابوابه في سبتمبر ايلول ويحضر العاملون بالمطعم دورة تدريبية ويحصلون على رعاية صحية. ويحصل من يعمل في غسل الاطباق على 13 دولارا في الساعة ويعمل في نوبة تستمر ثماني ساعات يحصل خلالها على عدة راحات.

وافاد تقرير اصدره مركز فرص العنل في نيويورك في الاونة الاخيرة عن عمليات تمييز واسعة النطاق وانتهاكات واجور ضعيفة في صناعة الاغذية والمشروبات وتوصل الى ان معظم الاعمال الرثة من نصيب المهاجرين ممن يغسلون الاطباق في حين اختص ارباب العمل العمال البيض بالمواقع المجزية في المطعم.

وقالت ساو جايارمان المدير التنفيذي لمركز فرص العمل في المطاعم انه غالبا ما تلجأ المطاعم الى التفرقة في الترقيات بين المهاجرين وغيرهم.

وقالت "يقول أرباب العمل صراحة (نريد وجوها لطيفة في مواجهة الزبائن وعمالا يكدون في خلفية الصورة) مما يعني تخصيص البيض في المقدمة والمهاجرين في المؤخرة."

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى