والله زمان يا سمعون

> «الأيام الرياضي» صلاح العماري :

> والله زمان يا سمعون.. من حصن شامخ ولون أصفر فاقع يهز الملعب، إلى اسم أجوف وفريق ناد أشبه بفريق شعبي,نعم، لم أتوقع أبداً وأنا أشاهد مباراة فريق نادي سمعون الأول لكرة القدم قبل حوالي ثلاثة أسابيع على ملعب تمارين نادي الشعب بالمكلا أمام الفريق الثاني لنادي شعب حضرموت ضمن بطولة كأس الذكرى الـ 15 للوحدة اليمنية، التي نظمها فرع اتحاد كرة القدم بساحل حضرموت .. لم أتوقع أبداً أنني أشاهد نادياً أمامي اسمه سمعون. فالحقيقة كان الفريق الموجود في أرضية الملعب أشبه بفريق شعبي.. فانلات صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، لكنها خالية من مهارات الرائع الفذ عوض بن بكر وعبده باخلة وسالم باحبيشي وعمر الهندي ومحفوظ الطين والقائد عبده باحميش وروازع وغيرهم ممن رسموا لوحات جميلة في ملاعب كرة القدم، ومثلوا المنتخبات الوطنية خارجياً، فهذا عوض بن بكر سور الشحر العتيق والموهبة الفذة الذي أبدع وتألق وذاد عن مرمى سمعون ومنتخبات حضرموت والمنتخبات الوطنية، وبعد ذلك ساهم في عودة شعب حضرموت إلى الأضواء في موسم 95م، وكان بحق الحارس الذي تمثل نسبة وجوده في الفريق ما يتجاوز الـ 80% مرونة وإبداعا وحرصا ودقة، كل ذلك جعله موضع احترام جماهير جميع الفرق المنافسة للفريق الذي يتواجد فيه بن بكر.

وهناك عبده باخله، الذي شبّه استاذنا العزيز محمد سالم قطن قدمه بالبوصلة التي لا تخطئ المرمى، في دلالة واضحة على حاسة التهديف التي كان يتمتع بها باخلة وقوة تسديداته المركزة على المرمى .. وسالم باحبيشي الهداف الأنيق الذي مازال يمارس فنون الإبداع، فمن فن التهديف يمارس حالياً العزف على آلة الكمان في دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة .. وعمر الهندي صانع اللعب ونقطة الارتكاز في الوسط، وعبده باحميش حيث القوة والأخلاق ارتبطا معاً.. والمزيد والمزيد من اللاعبين الذين امتعوا الجماهير بقيادة الربان عبدالله براهم أبو صلاح الذي نجح في تشكيل تلك اللوحة الجميلة.

نعم كان سمعون أحد أقطاب اللعب الأنيق في حضرموت، إلى جانب أهلي الغيل والمكلا والتضامن وقبل ذلك الشبيبة وبعد ذلك الشعب، ولكنني في ذلك اليوم لم أر إلا لون سمعون ولم أسمع إلا اسمه .. أعلم أن الفريق تم تشكيله على عجل، وقبل أسبوع فقط من الدوري لضرورة المشاركة في هذا الدوري، الذي يرتبط بعيد الوحدة، وأقدر جهود اللاعبين وعودة البعض منهم ممن توقف عن ممارسة الكرة لأسباب مختلفة منها لخلافات سابقة، ومنها لظروف العمل، والبعض عاد من أجل المدرب الجديد ولاعب الأمس أحمد صالح العماري الذي أسندت إليه الإدارة الجديدة مهمة تدريب فريق كرة القدم، الذي أقدر أيضاً تحمله المسؤولية.

ولكن سمعون اليوم بحاجة ماسة إلى تكاتف أبنائه لتغليب مصلحة النادي الكبير على الفرق الشعبية، وإلى دعم جميع المؤسسات والسلطة المحلية في المديرية، ومحتاج إلى وقفة جادة لإعادة البريق الأصفر، ونفض غبار النسيان والتراجع عنه وعن منشآته، التي كانت صرحاً عملاقاً يضج بالنشاط والحركة في العديد من الألعاب أيام كان الرئيس الأسبق علي ناصر محمد رئيساً فخرياً للنادي ومحباً له، والآن لف المنشأة غبار الإهمال، وأصبحت عموداً أفقياً من الأساطيل (الدكاكينية) التي لا نعلم هل يستفيد من ريعها النادي حتى الآن أم لا؟ كُتبت أعلاها لائحة بالخط الاسود على استحياء (نادي سمعون الرياضي الثقافي الاجتماعي).

إن سمعون اليوم أحوج ما يكون إلى أن يسمع أهله ويعوا بأن ناديهم بحاجة إلى الالتفاف والتكاتف والعمل بروح الفريق الواحد لإعادة الروح أولاً للنادي، الذي يمثل مدينة كبيرة تحمل تاريخاً موغلاً في القدم وتعد إحدى المدن التاريخية بحضرموت وأقدم موانئها على الإطلاق، وهي من خرّجت العديد من الموهوبين على مستوى الوطن، فحرام أن تظل خارج الخارطة.

نعم الجميع اليوم بحاجة إلى أن يسمعوا ويعوا أن لديهم فريقاً اسمه سمعون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى