مستوطنو غزة يتحدون ويرفضون الانسحاب

> قطاع غزة «الأيام» عن رويترز :

>
مستوطنو غزة يتحدون ويرفضون الانسحاب
مستوطنو غزة يتحدون ويرفضون الانسحاب
هز صوت انفجار مدو المنطقة الراقية المغلقة وجرى المستوطنون اليهود بحثا عن مخبأ. وسمع بعد ذلك دوي عشرات الانفجارات عندما سقطت قذائف مورتر في الشوارع التي تصطف على جانبيها الاشجار والزهور ويوجد بها حديقة حيوان محلية.

كانت القذائف التي سقطت يوم الاربعاءالماضي هي الاحدث بين العديد من القذائف التي يطلقها ناشطون فلسطينيون على مستوطنين يهود في قطاع غزة المحتل المقرر ان تنسحب منه اسرائيل بعد عدة عقود من الحياة وسط الدبابات والقوات والاسلاك الشائكة.

لكن قبل أقل من ثلاثة اشهر من موعد الانسحاب لا يوجد مؤشر يذكر على ان المستوطنين البالغ عددهم 8500 يستعدون للانسحاب.

بل انهم يبنون منازل لسكان جدد ويزرعون المحاصيل لسوق التصدير الى اوروبا في موسم الشتاء القادم. ويعمل مصنع جديد يطبق تكنولوجيا متقدمة لتعبئة الخضروات وتم افتتاح معبد يهودي في الاسبوع الماضي بعد عشر سنوات من وضع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون حجر الاساس.

كل هذه الاعمال تجيء في اطار ما يقول المستوطنون اليمينيون انه رسالة الى شارون بأنهم يزمعون البقاء وانهم يعولون على حملة احتجاجات متزايدة لاحباط خطته "لفك الارتباط" في الصراع مع الفلسطينيين.

وقال ناعوم ليفنات وهو يوقع عقد ايجار لمدة ستة اشهر لمنزل جديد على البحر بينما كان العمال يقومون بتركيب الاجهزة حوله "سأدافع عن منزلي كما لو كان محاصرا أو مثل أي شخص يقاوم لصا في الشارع اذا جاء شارون ليطردنا."

وقال ليفنات وهو مستوطن ناشط متطرف من الضفة الغربية "ستكون معركة ضخمة جارحة لاسرائيل حتى ان شارون سيضطر الى فك الارتباط من فك الارتباط."

وليفنات بين مئات يقول مجلس مستوطنات جوش قطيف انهم انتقلوا منذ بداية عام 2005 لتضخيم "الحقائق على الارض" وكسر ارادة الجنود الذين سيرسلون لاخراجهم من خلال شن مقاومة سلبية منظمة.

وبينما يصعد الاف المؤيدين حملة حصار في اسرائيل فانهم يأملون في التغلب على شارون الجنرال السابق الذي كان بطل حركة الاستيطان حتى التغير الكامل والمفاجيء في العام الماضي.

ورفعت الاعلام البرتقالية حيث يرمز هذا اللون الى حركة الاستيطان فوق العديد من المناول والمتاجر ومكاتب البلدية في جوش قطيف.

ولا يثق جميع المستوطنين الذين يقيمون في هذا الجيب الذي استقطع من صحراء غزة وشيدت منازله باعانات سخية وقروض ميسرة في السبعينات في انهم سيستمرون في المقاومة.

وفي مواجهة مستقبل يكتنفه الغموض توجد اعلانات في بعض نوافذ العرض في المتاجر تبلغ الزبائن بأنه لا يمكنهم الشراء ببطاقات الائتمان وقرارات بعض المزارعين بالتخلي عن تجديد بعض الصوبات الزراعية.

فقد حدث شرخ في الجبهة المعارضة للانسحاب حيث وقعت نحو 400 اسرة من بين 1700 اسرة للمستوطنين نماذج تشير الى استعدادهم للانتقال الى منطقة جديدة على شاطيء البحر في اسرائيل اذا اضطروا الى ذلك حسب قول زعمائهم.

والغالبية من المستوطنين الذين يغلب عليهم المتدينون القوميون يواصلون رفض طلب الحكومة توقيع اتفاقات تعويض أو التفاوض على اعادة توطينهم.

ومناخ العمل المعتاد تم التأكيد عليه بحقيقة ان الجو في قطاع غزة هاديء منذ ان أوقف الفلسطينيون الانتفاضة التي استمرت اربع سنوات ونصف السنة في فبراير شباط الماضي.

وكان وقف اطلاق النار غير مستقر وهو ما يؤكده اطلاق قذائف مورتر في الاونة الاخيرة. لكن مثل هذه الانتهاكات تزيد من تصميم المستوطنين على عدم مغادرة الاراضي التي تقع على البحر المتوسط التي استولت عليها اسرائيل في حرب عام 1967.

وهم يقولون ان الانسحاب يعني "مكافأة الارهاب الفلسطيني" والتخلي عما يرى العديد من اليهود انه حقهم التاريخي في الارض التي وردت في التوراة.

وهم يرفضون استطلاعات الرأي التي تبين ان معظم الاسرائيليين يرون ان غزة وهي شريط ضيق من الصحراء يزدحم بنحو 1.3 مليون فلسطيني تمثل عبئا استراتيجيا يجب التخلي عنه.

ويتمتع شارون بتأييد الرئيس الامريكي جورج بوش الذي يرى ان "فك الارتباط" عامل مساعد لمحادثات بشأن الدولة الفلسطينية استنادا الى "خارطة
الطريق" للسلام.

ومعارضو ما سيصبح أول تفكيك لمستوطنات في الاراضي المحتلة التي يريدها الفلسطينيون لدولتهم يجدون تشجيعا في تعثر جهود الحكومة لاقامة منازل ومدارس وايجاد وظائف لاسر المستوطنين الذين سينقلون.

واستمتعوا بالصور التي اذاعها التلفزيون لشارون هذا الشهر وهو يفحص خريطة في حقل في جنوب اسرائيل وهو يوبخ بقسوة المقاولين لتقاعسهم عن التحرك نحو اقامة منازل مؤقتة أقرها في ابريل نيسان.

وقال شارون "ابدأوا العمل .. انني اقول لكم .. ابدأوا العمل. لقد كنت هنا منذ شهر ولم يتم شيء." واضاف "انه عار ان تضيعوا دقيقة واحدة."

وقال المتحدث باسم المستوطنين ايران ستيرنبرج "شاهدنا شارون وهو يضرب على سيارته وهذا يجعلنا نشعر بالهدوء لان هذه حرب اعصاب بينه وبيننا وهو يصاب بالانزعاج."

ويزمع شارون تفكيك 21 مستوطنة في غزة واربع مستوطنات من 120 مستوطنة في الضفة الغربية في عملية من المقرر ان تبدأ يوم 15 اغسطس اب وتستمر بين اربعة وخمسة اسابيع.

ويرى الفلسطينيون ان المستوطنين مغتصبون للارض. ومعظم الدول تعتبر المستوطنات غير شرعية. وترفض اسرائيل ذلك وتعهد شارون بعدم التخلي عن معظم الجيوب اليهودية في الضفة الغربية في ظل أي اتفاق للسلام في المستقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى