المرأة والحمل.. من البيضة إلى الجنين {الاخيرة}

> «الأيام» متابعات :

> المرحلة الثالثة...وتدعى بالثلث الثالث للحمل حيث تبدأ من الأسبوع 29 حتى تمام الحمل، تحدث معالم بارزة في كل مرحلة من مراحل الحمل فمثلاً بعض الاختبارات النوعية تتم في الثلث الأول من الحمل في حين معظم المشاكل الطبية، إذا حدثت، فإنها تحدث في الثلث الأخير، وعلى الرغم من أنه لا توجد أهمية حقيقية في هذا التقسيم إلا أنه يساعد المرأة الحامل والطبيب الموّلد على حدّ سواء في تخطيط وتدبير الحمل في كل مراحله.

الثلث الأول من الحمل
بعض النساء الحوامل في هذه الفترة قد تعاني من بعض المشاكل الحملية لدرجة أنها قد تستدعي تدخلا طبيا وأهم المشاكل مصادفة في الثلث الأول من الحمل:

النزف المهبلي
يعتبر النزف المهبلي عرضاً شائعاً ويحدث عند امرأة حامل من أصل خمس، تعتمد خطورة النزف المهبلي على مجموعة من العوامل مثل كمية النزف وفترة النزف ونوعية النزف ما إذا كان مستمراً أو متقطعاً. يحدث النزف المهبلي باكراً أثناء الحمل وقد يكون علامة مُنذرة أو عرضاً طبيعياً نتيجة حوادث تتعلّق بتطور الحمل. تحدث كمية من النزف الخفيف في اليوم 7 - 10 من عملية التعشيش وهذا ما يُعرف بنزف التعشيش ويعتبر هذا النزف طبيعياً حيث تحاول البيضة الملقّحة أن تنغرس في بطانة الرحم الداخلية. ويكون النزف خفيفاً ومؤقتاً ويُعدّ النزف حالة مرضية إذا كان النزف غزيراً أو بكمية كبيرة، أو إذا ترافق النزف بألم أو تشنج بطني أو حمى، أوإذا ترافق مع النزف خروج بعض الأنسجة، ويُفضل في مثل هذه الحالات إعلام الطبيب المختص.

الألم الحوضي
قد تشعر بعض النساء وخاصة النساء الحوامل لأول مرّة بألم حوضي حيث تختلف صفاته بين امرأة وأخرى، فقد يكون ألما موجعا أو تشنجيا أو على شكل ألم ضاغط أثناء الحمل. يتمدد الرحم وتتمطط الأربطة الداعمة له بغية
التكيف مع كتلة الجنين النامية باطراد، مما تسبب هذه العملية تشنجات أو الشعور بإحساس الشد في المنطقة السفلية من البطن وفي معظم الحالات يكون الألم الحوضي بسيطاً وغير مزعج. وقد تستفيد بعض النساء من تناول حمام ساخن أو تطبيق بعض التمارين الهوائية، ويجب مراجعة الطبيب المختص إذا ازداد الألم في شدته واستمراريته أو ترافق مع حرارة.

أهم الاختلاطات الطبية في الثلث الأول من الحمل:
فرط الإقياءات الحملية

يقصد بفرط الإقياءات الحملية عندما يزداد الإقياء في تكراره وشدته وكميته عن حدّه الطبيعي ويُصيب عادة واحدة من أصل 300 امرأة حامل. يعتبر السبب الكامن وراء فرط الإقياءات الحملية مجهولاً ولكن على ما يبدو أنه مرتبط
بارتفاع تراكيز هرمونات الأستروجينHCG الهرمون الكوريوني الموجه للقند البشري. يحدث فرط الإقياءات الحملية بشكل شائع عند النساء الحوامل الصغيرات والحوامل لأول مرّة والحوامل لأكثر من جنين.

الحمل الهاجر
يحدث الحمل الهاجر عندما تُعشش البيضة الملقّحة في أماكن أخرى غير الرحم. معظم حالات الحمل الهاجر في النفير «تقريباً 95% من الحالات» ومن هنا جاء المصطلح الطبي «الحمل الأنبوبي» ونادراً ما تنزرع البيضة في أماكن أخرى مثل البطن أو المبيض أو عنق الرحم. يحدث الحمل الهاجر بشكل شائع عند النساء اللواتي أعمارهن بين 35 - 44 سنة وأهم العوامل المؤهبة لحدوث الحمل الهاجر أمراض الحوض الالتهابية المزمنة وكذلك تزداد نسبة وقوعه عند وجود قصة سابقة لحمل هاجر أو جراحة على الأنبوب أو إسقاطات مُحرّضة أو مشاكل تتعلّق بالعقم أو قصة سابقة لاستخدام أدوية طبية منبّهة لعملية الإباضة.

يعتبر الألم أولى العلامات المرافقة للحمل الهاجر حيث يوصف على شكل ألمٍ حاد أو طاعن. عادة يتموضع الألم في الحوض ومنطقة البطن وأحياناً في الكتف والعنق. يترافق الألم مع أعراض أخرى مثل النزف المهبلي وأعراض هضمية معوية ودوخة وخفة رأس. يتم تشخيص الحمل الهاجر اعتماداً على الصورة السريرية والفحص الفيزيائي وإجراء التحاليل المخبرية مثل قياس مستوى هرمون HCG وهرمون البروجستيرون والدراسات الشعاعية مثل التخطيط بالصدى، والعلاج يتم جراحياً.

الرضى الغددية
تصيب الرضى الغددية النساء الحوامل بنسبة واحدة لكل 1500 - 2000 امرأة حامل. تحدث الرضى الغددية عندما تتطور الخلايا المسؤولة عن تشكيل الزغابات الكوريونية تطوراً شاذاً. وبدلاً من ذلك فإنها تشكل عناقيد مائية تشبه
الفقاعات غير قادرة وظيفياً وحيوياً على دعم نمو الجنين. يزداد خطر حدوث الرضى الغددية كلما تقدمت المرأة في السن وخاصة عندما تتجاوز سن 45. يُعتقد أن الآلية في حدوث الرضى الغددية وجود خطأ صبغي في النطفة أو في البيضة أو في الاثنين معاً. تتألف الرضى الغددية من نمطين:

- الرضى الغددية الكاملة: يحتوي الرحم في هذه الحالة على عناقيدٍ صغيرة تتألف من أجربة تشبه النفاطات ولا يتشكل الجنين من هذا النمط من الرضى الغددية.

- الرضى الغددية الجزئية: يتميز هذا النمط بوجود جنين ذي تطورٍ شاذ غير قابل للنمو والحياة.

النساء اللواتي أصبن برضى غددية سابقة تزداد لديهن احتمال الإصابة بالأورام الخبيثة أو الأمراض الغازية في بطانة الرحم، على الرغم من أن احتمال الإصابة بالأمراض الغازية نادر ونسبة الشفاء عالية إلا أن احتمال الإصابة بهذه الأمراض ترتفع لدى النساء اللواتي لديهن قصة سابقة لرضى غددية. تتظاهر أعراض الرضى الغددية بنزوف مهبلية في الأسبوع 12 من الحمل وعدم تناسب بين حجم الرحم والعمر الجنيني، حيث يكون الرحم أكبر مما هو متوقع بالنسبة لعمر الجنين.

والتشخيص يتم اعتماداً على النزيف في الثلث الأول من الحمل وارتفاع في مستوى الهرمون الكوريوني المشيمي حيث تتجاوز قيمة القيم الطبيعية الموافقة للعمر الحملي في زمن التشخيص. يقوم العلاج على إفراز كامل الرضى من جوف الرحم من خلال عملية التجريف.

الإسقاطات
يقصد بالإسقاطات ولا سيما العفوية فقدان محصول الحمل قبل الأسبوع 20 من الحمل. تحدث الإسقاطات العفوية بنسبة 15 - 20% بين الحوامل ولكن النسبة الحقيقية أعلى من ذلك بالتأكيد، معظم الإسقاطات العفوية تحدث باكراً
في الحمل وحتى قبل أن تدرك المرأة بأنها حامل. أكثر من 80% من الإسقاطات العفوية تحدث خلال الأسابيع 12 الأولى وعلى الأقل 50% من هذه الإسقاطات يكون السبب ناجماً عن خلل في الصبغيات الجنينية. وفي معظم الأحيان لا يحدث هذا الخلل الصبغي نتيجة للانتقال الوراثي من الوالدين ولكنه يحدث بمحض الصدفة عندما تبدأ البيضة الملقحة بعملية الانقسام. إن الإسقاطات الناجمة عن الخلل الصبغي تحصل نتيجة لعدم قدرة الجنين على النمو والحياة. الإسقاطات الدائرة أثناء الحمل تحصل عادةً بعد بضعة أسابيع من وفاة الجنين وفي بعض الأحيان لا يوجد جنين داخل الأغشية الجنينية التي تحيطه في الحالة الطبيعية. هناك أسباب أخرى تؤدي إلى الإسقاطات وعادة تكون مرتبطة بصحة المرأة الحامل وتحدث غالباً في المراحل المتقدمة من الحمل وتشمل هذه الأسباب: الإنتان والأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض الجهاز المناعي، والاضطرابات التشوهية للرحم أو لعنق الرحم.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى