شرودر يجازف بطلب انتخابات مبكرة بعد هزيمة نكراء

> برلين «الأيام» ا.ف.ب :

>
المستشار الالماني جيرهارد شرودر
المستشار الالماني جيرهارد شرودر
جاء اعلان المستشار الالماني جيرهارد شرودر باجراء انتخابات تشريعية مبكرة نتيجة زلزال انتخابي لم يسبق له مثيل في مقاطعة رينانيا الشمالية وستفاليا، ليعكس مجازفة من جانب الاشتراكيين الديموقراطيين الذين يقامرون بموقعهم السياسي.

ويجد الاشتراكيون الديموقراطيون انفسهم في مأزق حرج فهم يريدون الحفاظ على توجههم الاجتماعي كحزب اشتراكي، الا ان الاصلاحات التي يعملون على اقرارها في هذا الصدد باهظة الكلفة.

فبعد ان سيطر الحزب الاشتراكي الديموقراطي على مدى 39 عاما على رينانيا الشمالية وستفاليا، فقد امس الاول الاحد معقله التاريخي الذي سيتولى حكمه بعد الان الاتحاد المسيحي الديموقراطي والحزب الليبرالي.

وقال رئيس الحزب الاشتراكي الديموقراطي فرانتس مونتيفيرينغ ان هذه الهزيمة في المنطقة الاكثر سكانا في المانيا ليست "مريرة" فحسب بل انها "أليمة".

وفاز الاشتراكيون الديموقراطيون بحسب نتائج مؤقتة ب1،37% فقط من الاصوات ما يعني تراجعا قدره 7،5 نقاط بالنسبة الى الانتخابات الاقليمية الاخيرة عام 2000.

كذلك سجل حلفاؤهم الخضر تراجعا بمقدار 9،0 نقطة حيث فازوا ب2،6% من الاصوات.

وفي المقابل، فاز الاتحاد المسيحي الديموقراطي ب8،44% من الاصوات ما يمثل تقدما بمقدار 8،7 نقاط، بالرغم من افتقار زعيمه يورغن روتغرز الى الشعبية.

وهذا التراجع هو الحادي عشر على التوالي للحزب الاشتراكي الديموقراطي الالماني في انتخابات اقليمية او اوروبية، ولم يعد الحزب يحكم سوى خمس من المقاطعات الالمانية ال16، وذلك بفضل ائتلافات مع الاشتراكيين الجدد او تحالفات مع الحزب الليبرالي او الاتحاد المسيحي الديموقراطي.

وكان الاشتراكيون الديموقراطيون يحكمون 11 مقاطعة عند وصولهم الى السلطة في خريف 1998.

كما ينذر فشلهم في رينانيا الشمالية وستفاليا بنهاية ائتلافاتهم الاقليمية مع الخضر التي بدأت قبل عشرين سنة فقط وتحديدا عام 1985 في مقاطعة هيسي.

وبعد ساعتين فقط على اغلاق مكاتب التصويت، استخلص غيرهارد شرودر العبر بالدعوة الى انتخابات تشريعية مبكرة.

فلم يعد من الوارد بنظر المستشار الاستمرار في الحكم في ظل هذا الوضع حيث لا يحظى سوى بغالبية ضئيلة جدا باربعة اصوات في مجلس النواب.

اما في مجلس الشيوخ حيث تمثل المقاطعات، فان المعارضة تحظى بالغالبية ولو انها لا تملك غالبية الثلثين التي تسمح لها بعرقلة عمل الحكومة.

ويرى بعض المحللين السياسيين ان فشل شرودر في رينانيا الشمالية وستفاليا ينذر بسقوط التحالف بين الحمر والخضر على المستوى الفدرالي.

ورأى فرانتس فالتر استاذ العلوم السياسية في جامعة غوتينغن (وسط) في صحيفة تاغسشبيغل انه "من الواضح تماما بالنسبة للمواطنين ان العرقلة الحالية -استحالة الحكم والجمود وعدم وجود هامش للمناورة- لن تتوقف الا اذا توقفنا عن انتخاب (ائتلاف من) الحمر والخضر".

وتابع ان ائتلاف "الحمر والخضر انتهى"، معتبرا ان "هذا الائتلاف فشل لانه لم يعد لديه اسس في المقاطعات الاقليمية وبالتالي لم يعد لديه افق".

غير ان المستشار قد يكون يسعى من خلال اعلانه الى المراهنة على الوقت في مواجهة معارضة غير مهيأة لانتخابات مبكرة.

وكان لاعلان الانتخابات المبكرة وقع المفاجأة على الجميع، حيث لم يكن اي معلق او محلل سياسي يتوقع مثل هذا الاحتمال.

وكتبت صحيفة هادلسبلات الاقتصادية امس الاثنين ان "البرنامج الانتخابي(للاتحاد المسيحي الديموقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي) لن يكون جاهزا وكان من المقرر اعلان مفهوم السياسة الضريبية في الخريف".

غير ان هذه الانتخابات التشريعية المبكرة تلقى اصداء ايجابية في الاوساط الاقتصادية التي تامل ان تسمح بتجنب سنة من الترقب في انتظار اصلاحات.

وقال رئيس ارباب العمل ديتر هونت ان "المانيا بحاجة الى حكومة قوية (..) الى افاق واضحة ومواصلة الاصلاحات".

كما اكد رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة لودفيغ براون ان "المانيا لا يمكنها تحمل مفاوضات شاقة حتى نهاية السنة المقبلة".

وقال اندرياس ريز الخبير الاقتصادي انه بدون قرار شرودر اجراء انتخابات مبكرة "لكنا واجهنا بالتاكيد فترة جمود اقتصادي حتى خريف 2006".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى