إلى المجلس المحلي بمديرية مقبنة بتعز..هل هناك كارثة حقيقية أكبر من خطر سقوط سقف مدرسة على رؤوس الطلبة والمدرسين؟

> «الأيام» د. رفيق علي محمد الشميري :

> لا شك أن فكرة المجالس المحلية تعد أحد أهم وأبرز الإنجازات الرائعة التي تسجل بفخر للقيادة السياسية، حيث تهدف إلى خدمة المواطن وتقديم العون في شتى المجالات المتعلقة بشؤون الحياة. ولقد تم إعطاء هذه المجالس صلاحيات واسعة لتتمكن من تحقيق خططها بصورة تتوافق مع الاحتياجات القائمة، سواءً على مستوى المدينة أو الريف.

وللأسف الشديد، هناك من يحاول أن يشوه هذه التجربة ويسيء إليها بطريقة أو بأخرى ، ويتجاهل المسؤولية الملقاة على عاتقه ويتنصل منها، لأنه حقيقة لم يكن عند مستوى المسؤولية التي وعد أن يتحملها. ويعد المجلس المحلي لناحية (مقبنة) هو النموذج الذي يجسد الصورة المشوهة لتجربة المجلس المحلي في محافظة تعز، لأنه أثبتت بكل وضوح بأنه لا يتمتع بأدنى شعور للمسؤولية التي تحملها. والحقيقة لم نقل ذلك من باب التجني على هذا المجلس، ولكن التجربة كانت هي المحك الفعلي التي تحملها أمام ناخبيه الذين عاهدهم على القيام بواجباته ومراعاة مصالحهم بجدية وإخلاص، هذا المجلس لم يكلف نفسه يوماً تلمس قضايا وهموم المواطنين التي تهدد وبشكل مباشر فلذات أكبادهم، وتشعرهم بالرعب من الخطر الذي يحيط بأبنائهم في كل لحظة بسبب توقع انهيار سطح مبنى المدرسة القديمة في مركز مقبنة.

وللأسف الشديد لم يحرك المجلس المحلي للناحية ساكناً لقد تم إغلاق معظم الفصول الدراسية خوفاً من انهيارها على رؤوس الطلبة والمدرسين في أي لحظة، ولم تعد المدرسة قادرة على القيام بواجبها نتيجة لهذه المخاوف التي لا سمح الله قد تتحول إلى كارثة حقيقية. وبفضل المتابعة الجادة التي قام بها الكثير من الإخوة المواطنين في الناحية، قام المختصون في صندوق التنمية الاجتماعي بتعز بمعاينة حالة المدرسة القديمة في مركز الناحية ورفع تقرير إلى الإدارة العامة لصندوق التنمية لاعتماد تمويل لبناء مدرسة جديدة في الموقع نفسه، وقد اشترط الصندوق، كما هي العادة في مثل هذه الحالات، مساهمة المجتمع المحلي في المنطقة، وبالفعل تم تجاوب المواطنين وبشكل فاق كل التوقعات والتصورات للخروج من هذه المحنة التي قد تسبب كارثة وتكون نتائجها وخيمة، حقيقة كنا نتوقع أن يقوم المجلس المحلي للناحية بدوره حسب توجيه الأخ الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة بتعز ، ليتحمل ولو جزءا يسيرا من المساهمة المطلوبة من المجتمع المحلي والتي حددت بمبلغ وقدره 8 آلاف و450 دولارا، أي بواقع 5% من تكلفة المشروع، وللأسف الشديد كان رد الأخ الأمين العام للمجلس المحلي للناحية مخيبا للآمال ومحبطا لنا جميعاً، فقد تم الرد على توجيه الأخ أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة بأن بند النفقات الطارئة هو مخصص لمواجهة «الكوارث» واعتذر عن تلبية الطلب!

ترى ما هي الكوارث التي يقوم بمواجهتها المجلس المحلي ناحية مقبنة؟ وهل هناك كارثة حقيقية أكبر من خطر سقوط سقف المدرسة على رؤوس الطلبة والمدرسين؟ أم أن المجلس المحلي الموقر في الناحية سيتحرك عندما تحدث الكارثة في المدرسة؟

الطريف في الأمر، أن هذا المجلس المحلي يهدد لأكثر من مرة، على مستوى الصحف بأنه سوف «يجمد» عضويته - وليته نفذ ما هدد به - فهل يدرك هذا المجلس بأنه بالفعل قد «تجمد» بما يزيد على الثلاثين درجة مئوية تحت الصفر، عندما تفرغ لخدمة مصالحه الشخصية الضيقة وتناسى دوره في خدمة الذين انتخبوه وتنكر لهم منذ أمد بعيد؟!

واختتم بقول الشاعر: ما زاد حنون في الإسلام خردلة ولا اشتكى النصارى من إسلام حنون

جامعة إب - المسؤول المالي لمساهمات المواطنين لصالح مشروع المدرسة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى