الماء .. ضرورة لضمان الصحة

> «الأيام» متابعات :

> يشكل الماء 90% من الجهاز المعقد ومصدر التفكير عند الانسان ألا وهو الدماغ. ويؤلف الماء أيضا 70% من مكونات القلب، 86% من الرئتين والكبد، 83% من الكليتين ، 75% من عضلات الجسم المختلفة و 83% من الدماء.

واذا كان الماء ضروريا للحياة فإن الماء النقي ضروري جدا للصحة، لأن كافة الوظائف الجسدية الحيوية تعتمد على الماء النقي في عملها وتواصلها. ولهذا يموت الانسان بعد فترة ما (تختلف من إنسان الى آخر وحسب الظروف) من انقطاع مصادر الماء عن جسده. وينصح العلماء المختصون بالصحة والماء، الانسان بتناول ما يكفي يوميا من المياه العذبة الصحية كي يتجنب الكثير من المضاعفات الصحية. ولكن مع الاسف لا يتناول الإنسان الكمية الكافية من المياه الضرورية للحياة يوميا والتي تقدر بـ 8 - 10 اقداح يوميا كحد أدنى.

ويعتقد البعض أنهم قادرون على تعويض ذلك عن طريق تناول الكولا والشاي والقهوة والعصير والكحول وغيره الا أن ذلك لا يتطابق مع الحقيقة تماما. فالإنسان بحاجة يومياً إلى 2 -3 لترات من الماء الصافي النظيف ولهذا فإن نوعية المياه في الطبخ والشرب تلعب دورا هاما آخر في حياة الإنسان وصحته.

وطبيعي فإن الحاجة الى الماء عند الانسان تقررها كمية الماء المفقود من جسده ايضا. ويقدر الأطباء والعلماء أن الإنسان الاعتيادي يفقد يوميا فقط من خلال الإدرار والتعرق والتنفس حوالي 3 لترات من الماء. ويفترض أن يعوض الانسان نصف هذا الماء المفقود في الأقل عن طريق شرب الماء النقي مباشرة. يحصل الإنسان على نصف ما يحتاجه من الماء من خلال المشروبات الاخرى إضافة إلى حوالي 0.3 لتر إضافي يضيفه الجسم عن طريق أكسدة الأطعمة.

وللجسم جهاز إنذار مبكر حساس لفقدان المياه بنسبة معينة، ويحذر الإنسان عن طريق الشعور بالعطش. ويكفي فقدان 0.8% من مياه الجسم لتشغيل هذا الجهاز لإشاعة مظاهر جفاف الشفتين وجفاف الحلق والبلعوم. وهذا يعني أن فقدان 0.3 لتر من ماء الجسم عند إنسان يزن 70 كغم تؤدي الى قرع أجراس الحذر في جسم الإنسان . وحينما يجازف المرء أو يقسر على البقاء في هذه الحالة فسيدب فيه شعور الإرهاق والضعف. والأسوأ من ذلك هو استمرار الحالة لإنها تؤدي إلى الإمساك وتراكم الحصى في الكليتين وتراجع كفاءة الدورة الدموية والقلب. ويعاني البشر المسنون أكثر من غيرهم من أعراض قلة الماء بسبب خفوت جهاز التحذير لديهم بتأثير تقدم السن وانخفاض الشعور بحاجتهم للماء وربما أن هذا هو أحد أسباب ضعف التركيز لديهم.

ولكن هل تختلف نسبة الماء في أجساد الذكور عنها في أجساد الإناث ؟ يقول الدكتور فيليب ميفتون مؤلف كتاب (التغذية من أجل البقاء) إن الماء يؤلف 60% من جسد الذكر الرياضي الشاب ويؤلف 50% من جسد الأنثى الرياضية الشابة. ويتركز ثلثا الماء في الجسد في العضلات إضافة إلى نسبة كبيرة في الدم وربما يجد الذكر والأنثي نفسيهما، حسب رأي ميفتون، في حالة متماثلة من الانكاز او الجفافDehydration ويشعر الرياضيون بالحاجة إلى شرب الماء حينما يحسون بالعطش، إلا أن الإنكاز أو الجفاف يكون قد بدأ قبل حصول الشعور بالعطش حسب رأي ميفتون. الأهم هو أن الجفاف التام يحصل بعد 24 ساعة من بدئه، ولهذا السبب فإن معظم الرياضيين يعيشون في حالة جفاف دائم دون أن يشعروا بذلك.

الرياضة والماء
يفقد الجسم لترا من الماء كل ساعة اثناء تأدية الإنسان لرياضة متوسطة الشدة، ويتجاوز هذا الفقدان ثلاثة أو أربعة أمثال هذا الرقم أثناء تأدية الرياضات الشاقة. وكمعدل يفقد لاعب التنس خلال ساعة ونصف من اللعب حوالي لترين من الماء، ويزداد ذلك بالطبع اثناء اللعب في جو حار مشمس. ولا يقتصر "نزف السوائل أثناء الرياضة على الماء فحسب لأن الجسد يفقد العديد من المعادن الهامة أيضا مثل المغنيسيوم، والصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم التي لا غني عنها للإنسان في عملية الاستقلاب. وطبيعي فإن فقدان هذه المواد يؤدي إلي ضعف القوى، مختلف الأوجاع، التشنجات العضلية، تشنج جدران الشريان التاجي، اضطراب النشاط العصبي وما إلى ذلك.

ولهذا فإن المياه المعدنية هي الوقود الأساسي للرياضيين، لأنها تعادل فقدان الماء والمواد المعدنية في آن واحد وتعمل على الحفاظ على قوى اللاعب. وينصح الأطباء الرياضيين بتناول المياه المعدنية الحاوية على كثير من المغنيسيوم والبوتاسيوم، لأن الأول يعمل ضد تشنج العضلات ويعمل الثاني ضد ضعف العضلات.

تستمد المياه المعدنية في ألمانيا كمثل أساسا من المناطق الجبلية. حيث يجري استخراجه خاليا من المواد الضارة في أكثر من 1000 ينبوع وبئر عميقة. وتكون هذه المياه عادة جوفية قضت عقودا وربما قرونا وهي تتنقل في أعماق الأرض قبل أن تصلها يد البشر. وتكون طبقات الرمل وإلحصى والصخور قد نقتها إلى حد كبير وحملتها بالعديد من المعادن والأملاح الهامة. وكلما زاد عمق مصدر الماء كلما زادت نسبة المعادن فيه، وتعمل هذه المعادن إلى جانب ثاني أوكسيد الكربون على منح كل ماء جوفي خصائصه وطعمه.

من ناحية أخرى يتفق الخبراء على أن مياه الحنفيات جيد، لانه - وحسب كل منطقة - يتألف أساسا من المياه الجوفية بنسبة الثلثين ومن المياه السطحية بنسبة الثلث. وتحرص الرقابة والمواصفات المتشددة في العالم المتمدن على إيصال مياه الشرب صحيا إلى الانسان. الخطر يأتي من النترات على المياه وهي مادة مستخدمة بكثرة في الأسمدة وتتسرب اعتياديا إلى المياه الجوفية بفعل دورة حياة المياه. ويضيف المختصون الكلس إلى الماء بهدف تخليصه من النترات .

المصادر:

Mothernature.com
Gesundheitscout 24.de
Healthonline.de

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى