وسط خلافات وتكتلات حزبية ومناطقية يدشن اتحاد الادباء مؤتمره

> صنعاء «الأيام» محمد فارع الشيباني:

> ينعقد اليوم في المركز الثقافي بصنعاء المؤتمر التاسع لاتحاد الادباء والكتاب اليمنيين، وسط خلافات حادة حول إدخال تعديلات على النظام الأساسي للاتحاد، التي يحاول البعض إدخالها عليه بحجة مواكبة التطورات التي حصلت، والغرض الاساسي منها هو فرض توجهات معينة وبعض المصالح الضيقة.

ويحاول البعض الآخر الوقوف ضد هذه التعديلات اعتقادا منهم أنها تمس استقلالية الاتحاد، في حين أن هناك من يقوم بتكتلات حزبية ومناطقية لغرض وصول أشخاص محددين إلى عضوية الأمانة العامة للاتحاد وإقصاء وإبعاد الآخرين. وقد ساهمت بعض الصحف في صنعاء بنشر أسماء وصور للذين يريد أصحاب التكتلات إيصالهم إلى الامانة العامة.

ولاحظ مراقبون أن هناك حملة لإقصاء وتهميش الأدباء والكتاب من المحافظات الجنوبية، وقد بدأت هذه الحملة قبل أشهر عندما شن البعض هجوماً على الشاعر والأديب محمد حسين هيثم في الصحف واتهامه بأشياء لا أساس لها من الصحة، ورغم كل ذلك فقد استطاع المخلصون في الأمانة العامة فرض تكريم كل من الأستاذ عبدالله فاضل فارع والأستاذ الشاعر عبدالرحمن فخري ود. عبدالرحمن عبدالله إبراهيم والأديب القاص أحمد محفوظ عمر والأستاذ الشاعر محمد الشرفي والأستاذ العربي مصوعي والأستاذ أحمد قاسم دماج رئيس الاتحاد الحالي وأحد مؤسسي اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين. وعشية انعقاد المؤتمر التاسع للاتحاد جمعت «الأىام» آراء وانطباعات عدد من الأدباء والكتاب حول ما يدور قبيل انعقاد المؤتمر وخرجت بالحصيلة التالية:

محمد عبدالوهاب الشيباني: عضو الأمانة العامة :

«لا أدري كيف تقرأ هذه المسائل، تطرح مسألة تكتلات واصطفافات ليس على أساس مناطقي على الإطلاق، وإن وجدت فهي تجد نفسها تنسب إلى الصحافة دون أن نحس باحتمالاتها الحقيقية في الاتحاد، بمعنى أن هذه المؤسسة مؤسسة تستوعب كل الآراء وكل التعدد، ولهذا دائماً ما تفسر أي خلافات في وجهات النظر أو تعارضات بأنها تكتلات، واتحاد الادباء هذه المؤسسة التي قامت موحدة قبل 35 سنة ستظل أيضا مؤسسة موحدة لأن الإبداع هو الذي يجمع كل أدباء اليمن، ليس هناك تهميش على الإطلاق، فنحن نرى أنفسنا أقرب لكل أديب سواء في حضرموت أو في عدن ولحج وأبين والحديدة وتعز وفي حجة، وكلنا تحت مظلة واحدة اسمها اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، الذي أسس لكي يكون بيتاً واسعاً لكل الأدباء في اليمن.

وبالنسبة للصور التي نشرت في بعض الصحف ورشحت لكي تكون أعضاء في الأمانة العامة للاتحاد أقول إن الاجتهادات الصحفية كثيراً ما تأخذ انتخابات اتحاد الأدباء هذه الأبعاد لحيوية الاتحاد وأيضا لوجوده المؤثر في الحياة العامة، كثيراً ما نجد أن مثل هذه الفعاليات تكون مادة لدى الصحفيين لاستخدامها بالطريقة التي يرونها. صديقنا وزميلنا صالح البيضاني عضو الاتحاد وجد بفكرته هذه نوعا من السبق الصحفي، وقاس بعض الآراء وأسقطها على كثير من الحالات ووصل إلى هذه النتيجة، وأعتقد أنها تمثل واقعا حيويا في اتحاد الأدباء بقدر ما تمثل أيضا وجهة نظر شريحة من الأدباء الذين استطلعت آراؤهم إذا كانت هذه الآراء أصلا استطلعت».

محمد حسين هيثم أمين عام اتحاد الأدباء:

«الحملة التي قامت ضدي تدل على شيء أساسي: من لا يعمل لا ينتقد، والحمد لله بذل الواحد جهده من أجل اتحاد الادباء والكتاب اليمنيين، وقدم ما استطاع أن يقدمه لأعضاء الاتحاد وللاتحاد، والأمر متروك لكل أعضاء الاتحاد لتقرير وتقويم ما قدم. استطعنا خلال الفترة الماضية أن ننجز الشيء الكثير على صعيد الطباعة وعلى صعيد تحقيق مكاسب مهمة للاتحاد أبرزها: أولاً استخراج مجموعة من البنى التحتية التي تؤسس للبنية التحتية للاتحاد، مقر لعدن، مقر في المكلا، أرضيات لاثنين من فروعنا، أيضا استطعنا أن نطبع أكثر من مائة وسبعين كتاباً، انتظمت (الحكمة) في فترة الأمانة العامة القائمة. وقد سبق هذ المؤتمر كثير من الأشياء التي تحققت والتيلم تكن لتتحقق الا بالعمل الدؤوب، ومن حق أي إنسان أن يقول أي شيء، وهذه الهجمة شيء طبيعي جداً لا تغضبني، بل العكس هي شيء يبنى عليه وتؤكد أنني عملت شيئا ما، أما بالنسبة للترشيحات التي طلعت في الصحف فهذا شيء متروك للاعضاء أمامهم تقارير الأمانة العامة، ولكن هناك حسابات معينة يمكن القول عنها أنها حسابات سياسية، ويمكن القول عنها أنها في صالح أفراد معينين، ومن حق كل إنسان أن يتقدم للترشيح وأن يطرح نفسه، والاتحاد مؤسسة تتسع للجميع والكل في الاتحاد مرشح أن يقود هذه الاتحاد بطريقة أو بأخرى وأن يقدم مالديه، المهم في هذا الأمر أن يكون للمرء مشروع يشتغل عليه وأن لا يأتي إلى قيادة الاتحاد من باب الوجاهة، ولكن لكي يشتغل ويقدم للاتحاد شيئا، أما أن أكون في القيادة أولا أكون فهذه مسألة أخرى لا علاقة لها في هذا المؤتمر والمسألة متروكة لظرفها، والمهم أن يكون لدى من سيتولى موقع رئيس الاتحاد أو الأمين العام مشروع يشتغل عليه وبرنامج عملي يقنع به أعضاء الاتحاد في المرحلة القادمة، وأعضاء الاتحاد لا يرحمون».

أحمد قاسم دماج، رئيس اتحاد الادباء وأحد مؤسسيه:

«أريد أن أنبه لنقطة أساسية وهي أن الاتحاد ائتلاف لمختلف المدارس الفكرية والإبداعية، التكتلات داخل الاتحاد قائمة ولكنها تكتلات من أجل الفوز في الكيان الواحد وليس من أجل استقطابه واستلابه. تهميش المثقفين من مناطق الجنوب أو الشرق لا أساس له من الصحة، وإذا أردت فألق نظرة على المجلس التنفيذي ستجد أن أعضاءه موجودون من هذه المحافظات، وإذا أردت سآتيك بقائمة لمندوبي الفروع للمؤتمر العام وستجد أن الأغلبية من هناك لأن بعض الفروع في الشمال نسبة تمثيلها ضعيفة لعدم وجود الكثافة الأدبية والإبداعية، بحيث يمكنني القول بأن من حضرموت وعدن هم 40 في المائة من قوام المؤتمرين، وأريد أن أقول لا هذه الصحف ولا الجهات سوف تكون ذات صوت في مؤتمرنا، فمؤتمرنا فقط هو الذي سيصوت لمن يمثلونه سواء في المجلس التنفيذي أو الأمانة العامة، تأكد من ذلك ولا أرى أن وجود حزبيين داخل اتحاد الأدباء سيكون مؤثرا، فهم سيدورون في فلك اتحاد الأدباء ولن يأخذوه ليدور في فلك أحزابهم، والحال كان كذلك منذ التأسيس كان بيننا حزبيون ولكنهم كانوا يدارون من اتحاد الادباء ولم يكونوا يديرون اتحاد الادباء، والحال كذلك سيستمر إن وجد حزبيون فسوف يكون في نطاق اتحاد الأدباء، ولن يكون اتحاد الأدباء في نطاق أحزابهم، سيكونون في الاتجاه الوطني المستقل وأريد أن أطمئنك أن الاتحاد وبكل ثقة سيظل كيانا وطنيا مستقل الإرادة والرأي والموقف.

أقول لأعضاء الاتحاد حافظوا على اتحادكم كيانا وطنيا مستقلا فيه مختلف المذاهب الفكرية والإبداعية، وبهذه فقط تستطيعون أن تواصلوا بالاتحاد أن يلعب الأدوار ذات الأثر الثقافي والوطني في الشأن العام، الـتي قام بها منذ تأسيسه في سنة 1970».

عبدالرحمن عبدالخالق، رئيس فرع اتحاد الأدباء في عدن :

«لاشك تتداخل المصالح الشخصية مع المصالح الحزبية، وأنا أثناء وجودي في صنعاء منذ يومين التقيت مع شخصيات وأدباء يمثلون مختلف الأطياف والألوان السياسية في اليمن، وعندما يتم الحديث عن المؤتمر، وعن الاتحاد ونشاطاته الكل ينكر أن هناك نشاطا من هذا النوع، بالعكس ينكرون أن هناك شيئا من هذا القبيل.

ولكن يبدو هكذا بالعيان أن هناك نشاطا حزبيا وهو أيضا يتداخل مع مصالح شخصية، ولكن في هذا الوسط ايضا هناك تيار واسع ومجموعة واسعة تعي مسيرة الاتحاد وتاريخه الثقافي والأدبي والوطني، والذي أرسى هذا التاريخ وعمده هم طليعة من أدباء اليمن وشخصياته الوطنية، أبرزهم الطيب الراحل عمر الجاوي، وهذه المجموعة الواسعة من أعضاء الاتحاد يشعرون بالمسؤولية أن يواصل الاتحاد مسيرته على النهج الوطني الذي أسس عليه وأن يراعي ذلك وينشط في المجال الأدبي بشكل أكبر، وينشط في مجال الحريات والديمقراطية، خاصة ونحن نمر في أسوأ ظرف في اليمن فيه مصادرة للحقوق والحريات للأديب والصحفي، وأرى أن من مهام الاتحاد في الفترة الحالية قراءة الواقع قراءة حقيقية والدفاع عن مصالح الأدباء والمثقفين في اليمن عموما.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى