فشل المؤتمر حول معاهدة حظر الانتشار النووي

> نيويورك «الأيام» ا.ف.ب :

> بالرغم من القلق المتزايد ازاء تكاثر الاسلحة النووية في مرحلة الحرب على الارهاب اظهر مؤتمر الامم المتحدة حول معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية عجزه بعد شهر من المناقشات على اتخاذ تدابير كفيلة بوقف الانتشار النووي.

فقد اختتم هذا المؤتمر الرامي الى اعطاء زخم جديد لمعاهدة حظر الانتشار النووي والذي يعقد كل خمس سنوات منذ تبني الاتفاقية في 1970، الجمعة في مقر الامم المتحدة بنيويورك بدون التوصل الى اي اتفاق حول سبل منع انتشار الاسلحة النووية.

وعبر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان عن اسفه الشديد لفشل المؤتمر واعتبر ان "الدول الاعضاء فوتت فرصة حيوية لتعزيز امننا الجماعي في وجه التهديدات النووية العديدة التي قد تطال جميع الدول وجميع الشعوب".

ووصف المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي هذا الفشل ب"المحزن". وقال لوكالة فرانس برس من فيينا "بعد شهر انتهى المؤتمر عند النقطة التي بدأ منها، اي على نظام مليء بالثغرات وضعيف وبدون خارطة طريق لاصلاحه".

كذلك عبر رئيس الاجتماع الدبلوماسي البرازيلي سيرجيو دوارتيه عن "اسفه لان المؤتمر لم يفض الى اتفاق" في اطار اللجان الثلاث التي تمثل الدعائم الرئيسية لمعاهدة حظر الانتشار النووي وهي: ازالة الاسلحة والضمانات حول البرامج النووية الوطنية والاستخدام السلمي للطاقة النووية.

وكان المؤتمران السابقان لمراجعة المعاهدة في العامين 1995 و2000 تكللا بالنجاح بجعل المعاهدة دائمة وبتحديد مسار من 13 مرحلة نحو ازالة الاسلحة النووية.

لكن هذه المرة رفضت الولايات المتحدة اعتبار نفسها ملزمة بوعودها الماضية في مجال نزع الاسلحة فيما طالبت ايران بالاعتراف بحقها بامتلاك التكنولوجيا النووية لاستخدام سلمي وشددت مصر على فرض عقوبات على اسرائيل لعدم اعلانها عن اسلحتها الذرية ولعدم توقيعها المعاهدة.

وصرح دوارتيه للصحافيين ان المؤتمر فشل لان الدول ال188 المشاركة "لم تتمكن من الاتفاق على افضل السبل لبلوغ اهداف المعاهدة".

ووجهت ايران اصابع الاتهام الى واشنطن وقال سفيرها في الامم المتحدة جواد ظريف امس الاول الجمعة "ان الولايات المتحدة كانت تتمنى فشل هذه الهيئة التمثيلية لتتمكن من متابعة مبادراتها الخاصة واولوياتها الاحادية داخل مجموعات ضيقة".

ويأتي هذا الفشل في وقت سيء جدا في اطار مكافحة الانتشار النووي فيما تتنامى المخاوف باطراد حول البرامج النووية الكورية الشمالية والايرانية وانشطة شبكات ارهابية لتهريب مواد اشعاعية.

وقد خرجت كوريا الشمالية من اتفاقية حظر الانتشار النووي في 2003 وتؤكد انها اعدت اسلحة نووية.

اما المانيا وفرنسا وبريطانيا فانها تسعى منذ اواخر 2004 باسم الاتحاد الاوروبي وعبر الطريق الدبلوماسية الحصول من ايران على ضمانات بانها لن تصنع القنبلة الذرية.

وتصر الولايات المتحدة من ناحيتها على تشديد المعاهدة التي سمحت خلال عقود باحتواء انتشار الاسلحة النووية، للتمكن من معاقبة الدول "المارقة" التي تشجع الانتشار.

غير ان دول عدم الانحياز لم تكف عن التأكيد على وجوب احراز بعض التقدم حول مسالة ازالة الاسلحة بحسب الدبلوماسيين الذين دعموا ايضا ايران في مطالبتها بحق الاستخدام السلمي لبعض التكنولوجيات النووية بالرغم من امكانية تحويلها لصنع قنابل.

والفكرة الرئيسية المقبولة عموما هي ان تقبل الدول التي تمتلك اسلحة نووية بنزع السلاح فيما تلتزم الدول الاخرى بعدم السعي الى اقتناء اسلحة ذرية.

وانتقد الخبير جون ولفسثال من مؤسسة "كارنيغي اندومنت فور انترناشيونال بيس" ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش لانها لم تبذل "اي جهد" في المؤتمر ولانها "معارضة ايديولوجيا لاي اتفاقية قانونية يمكن ان تحد من حرية تحرك الولايات المتحدة".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى