صراع بين الفصائل الصومالية على بلدة مهمة

> مقديشو «الأيام» عن رويترز :

> قال مقيمون ومصادر مستشفيات إن فصائل صومالية متناحرة تقاتلت امس الاثنين من اجل السيطرة على البلدة التي يعتزم الرئيس عبد الله يوسف إقامة عاصمة مؤقتة فيها مما أسفر عن مصرع 19 شخصا واصابة 28 آخرين على الاقل.

وهاجم مئات من رجال الميليشيات المسلحين بالرشاشات مركبة فوق شاحنات بلدة بيدوا الجنوبية في الساعة الثالثة وخمس وأربعين دقيقة صباحا واشتبكوا لمدة ست ساعات مع مسلحين موالين لنائب برلماني مناهض للرئيس يدعى محمد إبراهيم حبسادي وهو الذي يسيطر على المنطقة منذ عدة أشهر.

وقالت مصادر المستشفيات ان طفلين سقطا بين الجرحى عندما اصابت قذيفة مورتر منزلا احتميا به.

وتسبب خلاف على المكان الذي ستتمركز فيه حكومة يوسف المنقسمة في تعميق الصراعات على السلطة داخل إدارته. ويتخذ حبسادي صف أمراء الحرب المتمركزين في مقديشو ممن يطالبون بأن تكون حكومة يوسف في العاصمة التقليدية وفقا للدستور المؤقت.

ومسألة مكان تمركز الحكومة الموجودة حاليا في كينيا بعد تشكيلها خلال محادثات سلام هناك العام الماضي قضية أمنية رئيسية بالنسبة للدول المجاورة للصومال في منطقة القرن الأفريقي وهو الإقليم الذي عانى طويلا من الأزمة السياسية في الصومال.

وقال سكان جرى الاتصال بهم من مقديشو ونيروبي إن بلدة بيدوا شهدت هدوءا مشوبا بالتوتر يوم امس.

ورفض حبسادي تقارير إعلامية صومالية أفادت بأن المهاجمين سيطروا على نصف البلدة التي تعتبر مركزا لتجارة الماشية والتي يسكنها نحو مئات الالاف وتقع على بعد 125 كيلومترا جنوب غرب مقديشو.

وأكد حبسادي لرويترز أنه ما زال مسيطرا على البلدة قائلا إن معاونيه يجمعون معلومات مفصلة عن الخسائر.

وقال حبسادي "تمكنت قواتي من دحر المهاجمين الذين بلغ عددهم نحو 500.ونعتقد أن العديد من الأشخاص قتلوا أو أصيبوا.. إذا حاولوا القوات المنافسة أن يهاجموني مرة أخرى فسأدافع عن نفسي."

ودخل الصومال في حالة من الفوضى بعد الاطاحة بنظام الرئيس السابق محمد سياد بري في عام 1991. وتسبب الصراع والمجاعة في مقتل مئات الآلاف منذ ذلك الوقت.

وتمارس حكومات أجنبية ومانحون ضغوطا على الرئيس يوسف للعودة إلى بلاده من كينيا. وحث المانحون يوسف ومعارضيه على حل خلافاتهم بشأن مكان تمركز الحكومة.

واتهم حبسادي وزير العدل ادن محمد نور وكنيته "مادوبي" ووزير الزراعة حسن محمد نور وكنيته "شاطي غدود" بالتخطيط للهجوم لانتزاع السيطرة على البلدة من أجل يوسف الذي تسعى إدارته إلى نزع أسلحة جميع الميليشيات وإعادة حكومة فعالة إلى الحكم للمرة الاولى منذ أربعة عشر عاما.

وقال صوماليون إن مئات المقاتلين الموالين لمادوبي وشاطي غدود بدأوا التجمع قرب بيدوا على مدى أسابيع في الوقت الذي أكد فيه شاطي غدود للصحفيين أنه لا شيء يستطيع منع حكومة يوسف من إقامة العاصمة في البلدة.

ولم يتسن على الفور الوصول إلى مادوبي الذي يعتقد أنه في منطقة بيدوا للتعليق على القتال. أما شاطي غدود المقيم حاليا في كينيا فقال إنه لا يعلم شيئا عن أحداث العنف التي وقعت امس.

وندد عبد الرحمن ديناري المتحدث باسم رئيس الوزراء محمد علي جدي الموالي ليوسف بإراقة الدماء وناشد جميع المسلحين في بيدوا نبذ العنف والتفاوض من أجل تسوية خلافاتهم.

ويرغب مؤيدو يوسف في التمركز في بلدتي بيدوا وجوهر بشكل مؤقت بحجة أن مقديشو مكان خطر للغاية كما يرغبون في نشر قوات حفظ سلام أفريقية لاستعادة النظام.

أما الوزراء المناهضون ليوسف ومعظمهم في مقديشو فيرون أن على الحكومة التوجه مباشرة إلى العاصمة وهم ليسوا متحمسين لفكرة وجود قوات أجنبية في البلاد ويعارضون بشدة مساهمة إثيوبيا أكبر قوة عسكرية في منطقة القرن الإفريقي بجنود في مثل هذه القوات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى