محافظ الضالع عبدالواحد الربيعي في حوار مع «الأيام»:المشاريع المنجزة في المحافظة من 97 وحتى 2005 بلغت 301 مشروع بتكلفة إجمالية أكثر من 9 مليارات

> «الأيام» علي عبدالله سعيد :

> الضالع هي إحدى المحافظات اليمنية، التي كانت 1998م مجرد مديرية من حيث التقسيم الإداري، ولكنها من حيث الدور المعنوي والنضالي تتجاوز الكثير من المحافظات، ولم تات مكانتها تلك اعتباطاً أو من فراغ وإنما نتيجة طبيعية لما قام به أبناؤها من أدوار نضالية وتضحيات كبيرة عبر المراحل والمنعطفات التاريخية للثورة اليمنية، من انخراطهم بالحرس الوطني والدفاع عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة، والمشاركة في معارك السبعين يوماً التي انتهت بالقضاء النهائي على كل أحلام الملكيين بالعودة الى حكم اليمن، وكذا دورهم المتميز في تفجير انتصار ثورة الرابع عشر من أكتوبر الخالدة، ثم مشاركتهم مع كافة أبناء الشعب العربي في اليمن بتحقيق أعظم إنجاز عرفته بلادنا في تاريخها المعاصر، وهو الوحدة اليمنية.

وبالرغم من أن الضالع قد قدمت الكثير من العطاء والبذل والتضحية، فإنها ظلت محرومة من المشاريع التنموية حتى كادت تسمى بمديرية النضال والتضحية والحرمان.

وعند تحويل الضالع الى محافظة، كانت فرحة أبنائها غامرة، فقد توقعوا أن تنال قسطاً وافراً مما تستحقه من خدمات، تقديراً لما قدموه لوطنهم من تضحيات.

وحتى يعرف المواطن ماذا تحقق لهذه المحافظة من مشاريع، قمنا بإجراء مقابلة صحفية مع محافظ الضالع الأخ عبدالواحد الربيعي، تالياً نصها:

< وجماهير شعبنا اليمني تحتفل بالذكرى الخامسة عشرة لقيام وحدته المباركة، هل يمكن أن تعطوا قراء الصحيفة نبذة عن أهم ما أنجز، وما شهدته المحافظة من مشاريع تنموية خلال الفترة السابقة؟

- لمعرفة ما شهدته المحافظة الوحدوية من مشاريع تعتبر من أهم ثمار الوحدة اليمنية المباركة، علينا إجراء مقارنة بسيطة بين ما كانت عليه قبل تحقيق الوحدة، وبين ما تعيشه اليوم من نهضة تنموية وخدمية في مختلف القطاعات، فبعد أن كان تحقيق الامن والاستقرار ولم الشمل حلماً، أصبح اليوم واقعاً معاشاً، وبعد أن كانت معظم مساحات هذه المحافظة خطوطا للنار والمواجهة والاقتتال في حدود وهمية، أصبحت اليوم ساحات للبناء والتنمية والتطور، وعندما نبحث عن رصيدها قبل الوحدة اليمنية الخالدة، لانجد أي بيانات تذكر عن أي مشاريع في أي مجال من المجالات، عدا الرصيد النضالي الكبير لأبناء هذه المحافظة، سواء في دفاعهم عن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ضد قوى التخلف او في تضحياتهم لانتصار ثورة الرابع عشر من اكتوبر ضد الاستعمار، ناهيك عن درجة المعاناة والبؤس والحرمان.

وعندما تحققت الوحدة بتوفيق من الله، وبجهد متواصل من كل ابناء الوطن، وعلى رأسهم فخامة الاخ علي عبدالله صالح حفظه الله، بحنكته وحكمته المعهودة، فقد أولى هذه المحافظة اهتماماً خاصاً وأسماها محافظة الربط الوحدوي ومحافظة الامن والسلام. حيث أصدر قراره الحكيم بإنشائها لتحظى بالمشاريع والخدمات تعويضاً لها عن سنوات الحرمان والمعاناة، فأنت تلاحظ تلك القلعة الرابضة على ذلك الخط الوهمي، الذي كان ذات يوم خطاً فاصلاً ومصطنعاً ستجد عليه مبنى المجمع الحكومي للمحافظة كرمز من رموز البناء والتنمية واللحمة فخدمات الكهرباء وصلت الى جبل حرير بمديرية الحصين وقرى الشعيب وقرى جبل جحاف ومديرية الازارق، وكذا خدمات الاتصالات. وإذا زرت منطقة جلاس بمديرية الضالع ستلاحظ سير العمل يمضي بوتيرة عالية في مشروع مستشفى الوحدة المركزي واستاذ 22 مايو والمعهد الفني والمهني ومباني كلية التربية، التي هي نواة أولى لجامعة الضالع، بالإضافة الى إنجاز المراحل الأولى لمشاريع مياه الضالع الإسعافية ومشروع مياه قعطبة وجبن وحفر الآبار واستخراج المياه بمديرية الازارق، ناهيك عن انجاز شبكة طرق استراتيجية تربط المحافظة بالمحافظات المجاورة، وكذا الطرق التي تربط المديريات ببعضها، الى جانب الطرق الداخلية لمدينتي الضالع وقعطبة وغيرها.

كما كان لإعلان الاخ رئيس الوزراء مدينة دمت منطقة للسياحة العلاجية أثره في إنعاش المدينة، وخاصة بما ترتب على ذلك الاعلان من اقامة وتوفير منظومة متكاملة من المشاريع الاستثمارية. كل ما سبق هو مجرد أمثلة للنهضة التنموية التي تشهدها المحافظة.

< ما قلتموه هو كلام انشائي جميل وذكر لمشاريع، لم يرد في حديثكم رقم واحد يؤكد او يشير الى تحققها ميدانيا او يشير الى حجمها او عددها؟

- طالما وأنتم تتساءلون عن الأرقام والمشاريع فإليكم أهم القطاعات والمشاريع المنجزة بالعدد والتكلفة منذ 1997م وحتى 2005م

- قطاع التربية والتعليم أنجز 147 مشروعاً بكلفة 212.319.103.2 ريالاً.

- قطاع الصحة العامة أنجز 27 مشروعاً بكلفة 357.698.346 ريالاً.

- قطاع الزراعة أنجز 27 مشروعاً بكلفة 438.905.563 ريالاً.

- قطاع الاتصالات أنجز 42 مشروعاً بكلفة 2,388,892,00 ريال.

- قطاع الأشغال والطرق أنجز 6 مشاريع بكلفة 145,729,000 ريال.

- قطاع المياه أنجز 26 مشروعاً بكلفة 468,438,000 ريال.

- قطاع الكهرباء أنجز 7 مشاريع بكلفة 1,914,111,000 ريال.

- قطاع الشباب والرياضة أنجز 3 مشاريع بكلفة 24,943,000 ريال.

- قطاع الإدارة المحلية أنجز 3 مشاريع بكلفة 634,000,000 ريال.

- قطاع الأمن العام أنجز 5 مشاريع بكلفة 223,800,000 ريال.

- قطاع الأوقاف أنجز 6 مشاريع بكلفة 765.727.73 ريالاً.

- قطاع الثقافة أنجز مشروعان بكلفة 72,000,000 ريال.

بحيث تجد أن المشاريع المنجزة في محافظة الضالع منذ 1997 وحتى 2005م من مختلف التمويلات قد بلغت 301 مشروع بتكلفة إجمالية تصل إلى 772.169.302.9 ريالاً شاملاً المحافظة ومديرياتها وبمختلف قطاعاتها.

تناولت الصحف مؤخراً موضوعاً قيل فيه أن حرسكم قاموا بالاعتداء على مراسلين صحفيين لصحيفة الثورة أثناء قيامهم بمزاولة عملهم وأن ذلك تم بموافقتكم، ما مدى صحة ذلك؟

- إن الهامش الديمقراطي الحر الذي ينعم به الوطن في مختلف الصعد، وخاصة حرية الصحافة، يعتبر منجزاًَ ليس باليسير الى جانب الامن والاستقرار الذي هيأ المناخ المناسب للعملية التنموية، وهو ما يميز بلادنا في تجاوزها للمحن وبناء الوطن، على الرغم من الإمكانيات المحدودة والظروف الصعب. وعلى العموم ثمة مشكلة تكمن في الاستغلال السيء لحرية الصحافة من قبل بعض الصحفيين، وانعدام الحيادية التي يفترض وجودها لضمان المصداقية وهي التي يمكن أن تجعل الصحافة تتقدم الى الامام، وتحدد العلاقة المتوازنة مع الآخر أياً كان. ولكن فقدان ذلك الحياد سيؤدي الى تمييع الحقيقة، والتوظيف السيء خدمة لمماحكات حزبية وشخصية بحثة.

وما يجري من تصعيد نتيجة موقف عابر شهده الصحفيان محمد القراري وعبدالقادر عبدالله سعد، يعتبر تصعيداً غير مبرر وقد أخذ أكثر من حجمه، وهو موقف مدفوع ومنفعل ومضلل.

وما حدث هو كما يلي: كنت أقوم بزيارة تفقدية لمشروع الطريق المزدوج الضالع- قعطبة وبرفقتي المهندس وليد راصع، مدير عام المؤسسة العامة للطرق والجسور (صنعاء) وأثناء مرورنا شاهدنا أحد المواطنين يقوم بعملية جرف لأسفلت الطريق الرئيسي بحراثة، والذي لم يمر على رصفه سوى سويعات، بحجة أنه يريد فتح معبر للماء، مما أثار حفيظة الجميع إزاء هذا الفعل التخريبي الواضح فوقفنا وأمرنا الجنود بإيقاف عملية جرف الاسفلت وضبط المواطن المعتدي، وخلال ذلك شاهدنا أحد الاشخاص يقوم بتوجيه كاميرته نحو سيارة المحافظة بدلاً من توجيهها لتصوير الحراثة، مما جعل أحد الجنود يسأله عن أسباب التصوير، فامتنع عن الرد، وأدى ذلك الى حدوث مهاترات بينهما فقمت بالتدخل ومعرفة من هو ذلك الشخص، وقد عرف بنفسه أنه الصحفي فلان، حيث قلت له عفواً ورد الصحفي بالتعبير عن سعادته بفرصة اللقاء لأنه يريد موعداً معي صباح اليوم التالي. وعليه فقد دعوته وزميله لتناول وجبة الغداء بنفس اليوم وأبديا استعدادهما، على أنهما قبل ذلك سيذهبان إلى مدينة الضالع، وسيلحقان بنا بعد ذلك، وقد انتهى الموقف برمته في حينه.

واتصل الأخ رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة ليستوضح الامر، وشرحنا له حقيقة ما حصل، في حين كنا نعتبر أن الموقف قد انتهى، ولم نكن نتصور أن الموقف يرتقي الى درجة إبلاغ رئيس مجلس الإدارة، وساءني أكثر إبلاغهما رئيس مجلس الإدارة أنهما مقيمان بالفندق على حسابهما، مع أننا وجهنا بترتيب إقامتهما على حساب المحافظة فور وصولهما من أول وهلة.

وعصر الاربعاء طلب مني الأخ رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة أن ألتقي بهما، وعندما سألت عنهما بعد ذلك لم أجدهما، وذلك هو ما حدث تماماً.

من خلال ردود محافظ الضالع، عرفنا أن ما تم إنجازه ليس بالقليل، ولكنه لا يرقى إلى الدرجة التي كان يعول عليها أو يطمح إليها مواطنو المحافظة. وهذا يعني أن هذه المحافظة كانت وماتزال بحاجة الى ميزانية تأسيس استثنائية للتمكن من استكمال البنى التحتية والتأسيسية، وكذا تلبية بقية احتياجات أبنائها، وذلك لا يقلل بأية حال من الاحوال من جهود محافظ الضالع، الذي يعمل وسط مناخ ليس طبيعياً، فالعديد من كوادر وقيادات أبناء الضالع لا يعملون (خليك بالبيت) ويشعرون بالغبن، وعدد من مسؤولي المكاتب التنفيذية بالمحافظة ليسوا في مستوى المسؤولية، لا من حيث الخبرة، ولا من حيث المؤهل العلمي. وعلى العموم فإن هذا الاستنتاج لا يمس لا من قريب ولا من بعيد مكانة الأخ عبدالواحد الربيعي، تلك الشخصية التي تتصف بصفات تختلف عما يتصف به كثير من مسئولي بلادنا في هذا الزمن الرديء، فالرجل يتميز بطيبته وبساطته وتواضعه الجم، وخلقه الرفيع، بالإضافة إلى إدراكه جسامة المسئولية، وقدرته واستعداده على تحملها، ولكنه ايضاً غير آبه بتركها، وهو من القلائل الذين لم يتلوثوا بالفساد ولم يتمرغوا بترابه، بالإضافة الى مايمتلكه من مشاعر إنسانية جياشة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى