شريف ناجي في ضيافة بن شامخ

> «الأيام» جمال شراء :

> كعادته الأسبوعية انبرى منتدى الفنان الراحل محمد بن شامخ، الخميس الماضي، لفعالية ثقافية جديدة وشخصية جديدة ليحتفى بها، وبمشاركة فاعلة من قبل أعضاء جمعية تنمية الموروث الشعبي ولفيف من مثقفي مجتمعنا أدباء كانوا أو فنانين أو صحفيين وغيرهم.

وقد أحسن منتدى بن شامخ ومنتسبو جمعية تنمية الموروث الشعبي باختيارهم هذا الأسبوع لشخص الفنان اليمني الراحل شريف ناجي في ذكرى رحيله الأولى، ليكون موضع احتفاء الحضور المتميز.

وعند الحديث عن هذا الفنان القدير الذي غيبته المنية وهو في بواكير عمره المفعم بالعطاء الجم قياساً بوجود كثير من زملائه ومعاصريه وعطاءاتهم القليلة، والحال الذي كانت عليه الحركة الفنية وقتذاك بل وما تعرض له من غبن وتهميش في آخر حياته، وهو الذي اخترق حاجز مهنته أو وظيفته كقاضٍ ليتعايش بحرفنة مع إبداعه الفني إيماناً منه أن ذلك لا يتعارض مع ظروف وأصول مهنته كمشرع، ولمَ لا وقد حباه الله بملكة استغلها ليعطي ويبدع أيما إبداع؟

ولعل ما ميز فعالية المنتدى حضور بعض من أعضاء أسرة الراحل ( أخواه الشيخ حداد بن ناجي المصعبي وجعبل ناجي ونجل الفقيد الفنان الواعد نجوان شريف) الذين عندما تسنت لهم فرصة للحديث عن الفقيد اختلطت كلماتهم عنه بالعبرات الصادقة دونما أي إشارة إلى ما عاناه الفنان الراحل وما أصابه في سني عمره الأخيرة، لمِ لا؟ ولازال الأمل يحذوهم في أن يلقى فقيدهم التكريم اللائق به ولو حتى بالأمر بتسيير معاشة الشهري ليستفيد منه أنجال الفقيد، ولعل كلمة (نجوان) عن أبيه قد أثارت الحزن في نفوس الحضور، والتي بدأها بالشكر والعرفان للمنتدى ومنتسبي الجمعية لإحياء ذكرى أبيه: «كانت علاقة والدي بزملائه وإخوانه من الفنانين تحكمها العاطفة والصدق المتبادل، لذلك فإن الأمل يحذوني في أن يتذكر هؤلاء شريف ناجي بذات الصدق لأنني أمثّل التواصل الحقيقي لمشوار والدي وأرجو ممن ناله صدق شريف ناجي أن يبدي تعاونه معي إيفاء لذكرى وروح والدي كي أمضي على دربه وأحذو حذوه».

واقتصرت كلمة الشاعر علي حيمد على الوعد والعهد الذي قطعته جمعية تنمية الموروث الشعبي لإحياء هكذا مناسبة، والسير بثبات في اتجاه التذكير بمثل هذا المبدع وأمثاله والمطالبة عبر إطار الجمعية من رأسها الذي يمثله وعبر كل عضو منتسب في الجمعية بإيفاء هؤلاء حقهم من التكريم ولو بإحياء ذكراهم وتحقيق سبل العيش الطيبة لأسرهم وتنفيذ رغباتهم ولو حتى بصيانة تركتهم وجمعها في كتاب مثلاً.

الفنان عصام خليدي ذكر فيما ذكر تلك الثنائية المتميزة بل الرائعة التي ربطت الفقيد بالشاعر الراحل ناصر علوي الحميقاني بالذات، والذي كانت له حصة الاسد في تعاملهما مع بعض وخلفت أغاني جميلة لا يمكن للمتلقي الجيد أن ينكرها. ثم عرج على ذكر مشاركة الفقيد في أعمال قيمة مع كل من الشاعر الراحل أحمد سيف ثابت وميمونة أبوبكر وغيرهما، وما أبداه الفنان الفقيد من شفافية ملحوظة في تعامله مع تلك النصوص مجموعة وحسن اختياره للألحان والإيقاعات المناسبة التي تنم عن ذوق رفيع ميز الفنان الراحل عدا عن ثقافته اللافتة والمتمثلة في تنويع عطائه عبر اللحن والكلمة المنتقاة.

كما تحدث الدكتور نجيب ناصر علوي الحميقاني، نجل الشاعر الراحل، بحب جم عن الفقيد وارتباطه الشخصي به وعن قرب، حتى صور ذلك وكأنما الارتباط أسري بل وأكثر من ذلك.

أما دلو الكابتن عوضين فقد كان مترعاً بالحب وهو يقدم مداخلته قطرة فقطرة، مظهراً عمق الصداقة التي ربطته بالفقيد لدرجة أنهما تشاركا ذات الفترة في العطاء والشهرة، والزواج في فترة زمنية وجيزة، بل أن باكورة كل منهما من الأنجال ولدوا في فترة متقاربة، وتم اختيار نفس التسمية لابنيهما (نجوان)، وذيل عوضين مداخلته بالتوصية بالاهتمام بإرث الفقيد وجمعه والاهتمام بنجل الفقيد ليواصل مشوار أبيه.

مسك ختام الفعالية وكالعادة كان مع نماذج رائعة من إرث الفقيد انبرى لها الفنانان عصام خليدي ونجل الفقيد (نجوان) الذي أثبت حقاً بأن «فرخ الوز عوام».أما ما سبق الخاتمة الطربية فقد كان كلمة للأخ الإعلامي المميز بريشته اللاذعة الاستاذ نعمان الحكيم.. وبحق وكعادته أذاقنا مر حقيقة الحراك الثقافي ومر التفاعل معه من قبل المتنفذين على مستوى مكتب الثقافة في المحافظة أو الجهات الأعلى. لكن يبدو متفائلاً بتجاوب الأستاذ خالد الرويشان عندما بدأ بتحريك عجلة التكريم بادئاً بالفنان الراحل محمد سالم بن شامخ، متمنياً أن يكون فقيدنا بن شامخ أول حبات العقد الفريد في انزلاق جواهره جوهرة إثر أخرى تعلن عن ما هو منتظر من مراسيم تكريم وإيفاء حقوق، وتعلن مع حركاتها عن أسماء نرجو نحن معه أن تطال الكثير من نجوم الإبداع ومن رحلوا عن عالمنا أو ممن ينتظرون وبشغف حقوقهم الشرعية في هذا الاتجاه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى