«الأيام» تبحث في مستشفى عتق المركزي المشاكل والصعوبات والتطلعات ..مولد كهرباء تجاوز عمره الافتراضي وسيارتا الإسعاف متوقفتان

> «الأيام» محمد عبدالعليم :

>
وكيل وزارة الصحة والأمين العام لمحلي شبوة ومدير المستشفى أثناء زيارة الوكيل للمحافظة والمستشفى للاطلاع على الوضع الصحي
وكيل وزارة الصحة والأمين العام لمحلي شبوة ومدير المستشفى أثناء زيارة الوكيل للمحافظة والمستشفى للاطلاع على الوضع الصحي
يعتبر المستشفى المركزي بالعاصمة عتق أحد أهم المستشفيات بمحافظة شبوة، وذلك لما يقدمه من خدمات صحية جليلة للمرضى القادمين من مختلف مديريات المحافظة، الذين يقطعون المسافات الطويلة سعياً منهم للحصول على خدمات طبية لمرضاهم من العناية والدواء، في ظل افتقار المستشفى للعديد من الخدمات، وتردي وضع مولد الكهرباء وعطب سيارتي الإسعاف وبعض الصعوبات الأخرى، ورغم هذا وذاك فإن المستشفى يشهد حراكاً ملحوظاً في بعض أقسامه .

ولمعرفة المزيد أجرت «الأيام» تحقيقاً حول ما يدور داخل المستشفى من خلال التجوال في أقسامه ولقاء المختصين .. وإليكم ما خرجنا به.

قسم الطوارئ
نقطة بداية التحقيق كانت من قسم الطوارئ بالمستشفى فقبل أكثر من عام تم تشييد هذا القسم مستقلاً، حيث لقي إنجازه ارتياحاً كبيراً عند عامة الناس، حيث إن قسم الإسعاف والطوارئ كان قبل سنوات داخل المستشفى مما يحدث نوعا من الإزعاج والإرباك في المستشفى، فرأت إدارة المستشفى ضرورة إنشاء قسم للطوارئ لتجاوز الصعوبات، فتم إنشاؤه مواجهاً للشارع بشكل مباشر ليقدم خدماته الصحية بشكل أفضل، حيث يتم إجراء الإسعافات الأولية فيه حتى يتم نقل المرضى أو المصابين إلى المستشفى، والجهود التي يبذلها في إطار إمكانياته لا ينكرها أحد، رغم حاجته لبعض الأجهزة والترتيبات كالفرش والمقاعد.

مولد الكهرباء العامل بالمستشفى
مولد الكهرباء العامل بالمستشفى
مولد الكهرباء تجاوز عمره الافتراضي
بعد خروجنا من قسم الطوارئ اتجهنا صوب مولد الكهرباء بالمستشفى، الذي كما يبدو للعيان قد تجاوز عمره الافتراضي، حيث إن هذا المولد يعمل منذ ما يقارب 20 سنة وإلى اليوم مازال يعمل بقوة مقدارها 30 كيلووات، وهو بقدرته التوليدية هذه لم يعد متوافقاً مع حجم الاستهلاك الكبير للطاقة الكهربائية بالمستشفى، لا سيما وأن المستشفى قد شهد توسعاً في الآونة الأخيرة.

سيارتا الإسعاف معطوبتان
في طريقنا نحو بوابة المستشفى من الجهة الشمالية المواجهة لقسم الطوارئ، وقبل أن نهم بدخول المستشفى استوقفنا وجود إحدى سيارات الإسعاف رابضة أمام بوابة المستشفى وقد بدا عليها أثر عطب بارز في مقدمتها، اقتربت منها لألقي نظرة عن كثب وأرى مدى ضررها، وبينما أنا كذلك لفت نظري وجود سيارة إسعاف هي الأخرى معطوبة، غير أن الأخيرة تضررت بشكل كبير حيث لم يبق منها سوى الهيكل المتهالك، وبذلك يفتقر المستشفى لوجود سيارة إسعاف خاصة به. وحسب ما علمنا من مصادر صحية فإن هناك توجيهات من وزارة الصحة لإيجاد سيارة إسعاف للمستشفى، ولكنها ما تزال بحاجة للمتابعة لصرفها، حيث إن المستشفى يلجأ لاستعارة سيارة الإسعاف الخاصة بالقوات المسلحة وكذلك سيارة إسعاف مستشفى الصعيد، خصوصا في الحالات الطارئة والحرجة التي تضع المستشفى في وضع لا يحسد عليه.

باص المستشفى العاطل
باص المستشفى العاطل
قسم العمليات .. تأهيل متكامل
عقب دخولنا المستشفى ولجنا قسم العمليات وتجولنا في كل من غرفة العمليات الكبرى والعناية المركزة بالمستشفى، فلاحظنا أعمال تأهيل وتحديث متواصلة لتلك الأقسام التي تعد من أهم أقسام المستشفى سعياً نحو تطوير مستوى الخدمة الطبية والالتزام بالمواصفات الطبية الحديثة التي تتوافق مع حجم الإمكانية المتاحة للإدارة.

افتتاح قسم الحضانة بالمستشفى
أثناء جولتنا بأقسام وأجنحة المستشفى أفادنا كادر صحي بالمستشفى بوجود قسم جديد افتتح مؤخراً بالمستشفى يختص بالأطفال حديثي الولادة «قسم الحضانة»، فاتجهنا إليه ووجدناه مجهزاً بالأجهزة الحديثة الخاصة بالأطفال حديثي الولادة إضافة الى توفر الوسائل والأدوات والأجواء التي تتلاءم مع ذلك القسم، ويعتبر قسم الحضانة مهماً جداً وسيؤدي الدور المناط به إذا تم توفير الكادر الصحي الكفؤ.

البعثة الصينية والعمل الدائم
يكاد يكون مستشفى عتق المركزي أشبه بخلية نحل من حيث الحراك المستمر والعمل الدؤوب، الذي تضفيه البعثة الصينية على المستشفى، نحو الرقي بمستوى الأداء المهني الإنساني من جهة وتقديم الخدمات الطبية اللائقة بالمستشفى من جهة أخرى، لا سيما وأن وضع المستشفى يتطلب بذل جهود أكبر من شأنها الرقي به نحو الأفضل.

صيدلية المستشفى .. وغياب الأدوية
أضحت صيدلية المستشفى شبه خالية من أبسط الأدوية والمستلزمات الطبية التي يحتاجها المرضى، مما يضطرهم لجلب احتياجاتهم من الأدوية من العيادات الخارجية الخاصة، التي غالبا ما تكون الأسعار فيها باهظة خاصة لذوي الدخل المحدود.

وإزاء تلك الأوضاع كان لا بد لنا من الالتقاء بالجهات المختصة في المستشفى لسماع آرائهم .. وإليكم ما قالوا:

الأخ محمد عوض الجودعي، رئيس قسم العمليات الكبرى كان أول المتحدثين، فقال: «العمليات الجراحية الكبرى أحد أهم الأقسام العاملة في مستشفى عتق المركزي، حيث إنه يتم بهذا القسم المعالجة الجراحية للمرضى من كافة مناطق المحافظة، فقد تم إجراء 1459 عملية جراحية (من الاحصائيات الاخيرة) في العيون والعظام والمسالك البولية والأذن والأنف والحنجرة والولادة، منها عمليات كبرى 528 عملية، عمليات متوسطة 931 عملية، وتجري هذه العمليات البعثة الصينية مع الطاقم اليمني .

كما نأمل إجراء المزيد من العمليات الكبرى، ولكن تواجهنا صعوبات في بعضها نتيجة لشحة الإمكانيات والنقص في المعدات والأجهزة الطبية الجراحية، حيث إن الأجهزة الموجودة حاليا تعمل بصعوبة نتيجة لانتهاء عمرها الافتراضي، ونواجه صعوبات في صيانة الأعطاب التي تصيب هذه الأجهزة لعدم توفير قطع الغيار.. لذلك فإننا نطالب أن ينظر لاحتياجاتنا بعين الاعتبار من الجهات المختصة».

د. صالح عبدالله الحمصي، رئيس قسم الأطفال بالمستشفى: «يضم قسم الاطفال بالمستشفى 14 سريراً بالإضافة إلى وحدة إنعاش مواليد بسعة 4 حضانات، وأسرّة لبقاء الأطفال تحت المراقبة .. ومن أهم الأمراض التي نواجهها الالتهابات التنفسية الحادة والإسهالات التي تشكل حوالي 70% من عدد الحالات المرقدة في القسم، كما نواجه حالات السحايا، داء السكري، التشوهات الخلقية في القلب CHO، أمراض الكلى والمسالك البولية، الحمى الرئوية، الملاريا، تسمم الدم عند المواليد بلدغ الثعابين، فقر الدم، تكسرات الدم والشلل الرخوي الحاد.

أما بالنسبة لوحدة إنعاش المواليد فقد أنشئت حديثا عبر صندوق التنمية بتكلفة 000.140 دولار، وهي مجهزة بأحدث التجهيزات (حضانات + جهازي تنفس اصطناعي وغيرها من التجهيزات).

احد الاطباء اثناء الكشف على طفل مريض في قسم الاطفال
احد الاطباء اثناء الكشف على طفل مريض في قسم الاطفال
ونسبة الوفيات حديثي الولادة تقدر بـ 2.3% في العام بالنسبة للحالات المرقدة .. على هذا الأساس تم افتتاح وحدة إنعاش مواليد في القسم، ونأمل خفض نسبة الوفيات وتقديم رعاية جيدة للأطفال، وخاصة الأطفال المبتسرين الذين لا تزيد أوزانهم عن كيلوجرام.. أما الصعوبات التي نواجهها في القسم فهي حاجة القسم إلى ترميم عام لكونه منذ بنائه لم يتم ترميمه، وقِدم الأسرّة، بالإضافة لحاجته إلى أجهزة بجانب الأجهزة الموجودة (الاكسجين ونيوليزر)».

وعن الحوافز أشار إلى أن رئيس قسم الأطفال واختصاصي الأطفال يتحصل على 1500- 2000 ريال فقط، علما -حسب كلامه- أن عامل الأشعة يتحصل على 000.25 ريال شهريا وعامل المختبر 000.15 - 000.20 ريال شهريا، مطالباً إدارة المستشفى أن تعمل على توزيع الحوافز على العاملين والصحيين بحسب الجهود المبذولة.

الأخ صالح علي باوقيد، رئيس قسم باطني نساء، قال: «أهم ما نعانيه في قسم باطني نساء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، مما يسبب حرجاً خاصة للحالات التي رُكب لها الأكسجين، وكذلك حاجة القسم الماسة للترميم، ورداءة عمل المكيفات داخل القسم».

مشيراً إلى أن عدد الحالات بلغ خلال شهر مارس 40 حالة، أبريل 49 حالة.

وقال:«من المعاناة الخصميات من حوافزنا بطريقة غير قانونية، وكذلك صرف الحوافز لمجلس الأمناء ولكننا لا نرى لهم دوراً في المستشفى، ونطالب أن يؤخذ بهذه الملاحظات من إدارة المستشفى من أجل التصحيح».

علي عبدالله سالم الحمال، رئيس قسم الباطني والعيون وأذن وأنف وحنجرة رجال، قال: «أهم الصعوبات التي تواجهنا هي عدم وجود غرف عزل داخل المستشفى للمرضى ذوي الأمراض المعدية وغرف خاصة لذوي الحالات الخطيرة، ونعـاني عـدم تـوفر المكيـفات في بعض الأقسام، وانقطاعات الكهرباء».

مضيفاً «أن انقطاع الكهرباء كثير، ولكون القسم قريباً من ثلاجة الموتى تنبعث في بعض الأحيان رائحة، ولكن الجهود المتواصلة من إدارة المستشفى تساعدنا في التغلب على الكثير من الإشكاليات داخل المستشفى والقسم، أما الثلاجة فقد حُلت مشكلتها مؤخراً ولم تعد تنبعث رائحة».

الاخ مهدي ناصر سالمين، مدير مركز الأم الحامل: «نعاني نقصاً في الكادر الطبي، وخاصة القابلات، فلدينا 10 قابلات وهذا العدد لا يكفي نظراً للحاجة الملحة، كما أننا بحاجة أيضا إلى غرفة حديثة للتوليد، وبحاجة إلى توفير جهاز موجات فوق الصوتية لعيادة النساء والولادة».

مشيراً إلى أن عيادة الأم الحامل تستقبل 30 حالة مرضية يومياً، وغرفة الوضع تستقبل 3-4 حالة يومياً، آملاً من إدارة المستشفى أن تبذل جهوداً مضاعفة للارتقاء بالعمل في هذا القسم.

د. عارف عبدالرحمن بانافع، المدير العام لمستشفى عتق المركزي: «يعتبر مستشفى عتق لجميع أبناء المحافظة، وإدارة المستشفـى تبذل جهوداً مضاعفة لتطوير المستشفى، ومن التحديثات: تم مؤخراً افتتاج قسم الحضانة في المستشفى، وحاليا يتم تجهيز قسم الولادة بدعم أمريكي، وحدة الإنعاش، وتمت إتاحة الفرصة للإخوة في القطاع الخاص لإنشاء وحدة التشخيص المحوري .. وهناك طموحات لدى إدارة المستشفى أن تطور الخدمات نحو الأفضل، لكن الإمكانيات غير كافية والمستشفى يعتمد على ذاته في تطوير خدماته».

مضيفا أن ادارة المستشفى تحصلت على تعليمات من محافظ المحافظة للحصول على دعم من الإخوة في مكتب النفط ومن الأصدقاء الهولنديين.. وقال: «ولا ننسى الدور الكبير الذي تبذله البعثة الطبية الصينية في الارتقاء بالعمل في المستشفى وكذلك الأطباء العاملين فيه».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى