ايران: اغاجاري "المرتد" المحكوم عليه بالاعدام ما زال حيا

> طهران «الأيام» ا.ف.ب :

> حين يروي هاشم اغاجاري معاناته، فهو لا يتحدث كشهيد بل كشاهد على قصته فيشرح كيف يحكم بالاعدام على مفكر حر في ظل الجمهورية الاسلامية ولماذا يبقى على قيد الحياة,وان كان "المرتد" التي اهتزت ايران برمتها عند صدور حكم بالاعدام عليه لم يشنق، فلان ساعته لم تأت بعد,ويؤكد "قلت للذين كانوا يستجوبونني: ان كان مكتوبا لي ان اموت، فلستم انتم من يقرر ذلك ولا اي شخص آخر مهما علا شأنه".

اما حكم الاعدام الصادر بحقه، فلم يكن البتة مشيئة الهية بل كان من فعل الانسان. فمواطنوه هم الذين اصدروا الحكم في السادس من تشرين الثاني/نوفمبر 2002 على اغاجاري غير آبهين لتاريخه كاحد قدامى مقاتلي الثورة الاسلامية والحرب مع العراق.

فحين اعلن الاستاذ الجامعي المنشق في 19 حزيران/يونيو 2001 امام طلاب في همدان بان المسلمين ليسوا "قرودا (..) ليتبعوا عشوائيا رجال الدين"، اعتبر كلامه كفرا واتهمه القضاء ب"الاساءة الى الانبياء".

ويروي "كانت مضت علي اربعة اشهر في السجن حين حضر عناصر استخبارات واقتادوني الى قاض قرأ علي الحكم".

وهو يعتبر ان خطابه في همدان لم يكن سوى حجة، مؤكدا ان قرار اعدامه لم يتخذه قاضي المحافظة الذي حاكمه بل "دبر بعناية في طهران".

ويجلس اغاجاري مرتديا ثيابا قاتمة اللون انيقة شابكا يديه الا لاشعال غليونه ويتحدث بهدوء مختارا عباراته بعناية.

ويمعن مطولا وهو الذي يعي وزن كل كلمة قبل ان يعدد كل الذين ارادوا "سواء في همدان او قم او طهران" مشاهدته متدليا من حبل مشنقة، وبين هذه اللائحة عدد من كبار آيات الله.

غير ان موجة احتجاج عمت ايران وكان هو على يقين بان "العالم تبدل ولن يقف غير مبال".

لكنه يعي في المقابل تصميم اولئك الذين يريدون تصفيته. ويقول "حين طلبت من رئيس مجلس الشورى التدخل لدى رئيس القضاء من اجل نقلي من همدان الى طهران رد بانه لا يسعه شيئ لانهم اقوياء جدا".

وفي همدان قال له مساعد القاضي "ساضع حبل المشنقة بنفسي حول عنقك".

ويروي "لم اتعرض لتعذيب جسدي في السجن. لم يعد التعذيب ساريا منذ فوز خاتمي في الانتخابات عام 1997. لكنني امضيت عشرة اشهر في السجن الانفرادي. وحين كانوا يخرجونني من زنزانتي كانوا يحرصون على الا ارى احدا. كانوا يقتادونني لامشي في فناء يخيم فيه برد قارس حتى انني كنت ادق بكل قواي على الباب حتى يدخلونني مجددا لكن بدون ان يفتح احد.الظروف الصحية كانت رديئة جدا وكانت ساقي تصاب بالغنغرينة بدون ان اتلقى علاجا".

وواجه اغاجاري تصلب القضاة بكثير من التصميم والعزيمة ويقول هذا المقاتل القديم الذي بترت ساقه على الجبهة مذكرا بتاريخه "قاتلت الشاه وقاتلت العراق،ويمكنني القول في سن الثانية والاربعين انني كأنما عشت عشرين عاما اكثر من عمري، كنت مستعدا للموت".

وقد رفض رفضا باتا استئناف حكم الاعدام بحقه، مطالبا بالاعتراف ببراءته.

وازاء موجة الاحتجاجات العارمة، تم تخفيض عقوبته عام 2004 الى السجن خمس سنوات مع وقف تنفيذ اثنتين منها وقد خرج من السجن في 31 تموز/يوليو.

وعاد اغاجاري الذي طرح اسمه بين المرشحين لجائزة نوبل للسلام التي منحت في نهاية الامر الى مواطنته شيرين عبادي عام 2003، لتدريس التاريخ في طهران "وخصوصا الحقبة الصفوية" (من القرن السادس عشر الى القرن الثامن عشر) وما زال يدعو الى اصلاح جذري مؤكدا ان "الناس ادركوا ان الاصلاح غير ممكن" في ظل النظام الحالي.

ويقول انه "لن يكون في وسع اي رئيس وحتى رفسنجاني نفسه تلبية مطالب الشعب" في هذا النظام.

وهو نفسه "غير مقتنع حتى الان بالادلاء بصوته في 17 حزيران/يونيو"، لكنه يقول "قررت لزوم الصمت" بصورة استثنائية حيال الانتخابات الرئاسية "حتى لا اعزز موقع انصار التوتاليتارية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى