سور قصير على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك يثير الانتقادات

> واشنطن «الأيام» د.ب.أ :

> يقول الشاعر الامريكي فروست إن الاسوار الجيدة تجعل الجيرة جيدة. ولكن السور الذي أقيم بطول 22.5 كيلومترا في جنوب كاليفورنيا ويهدد بالتسبب في أضرار بيئية أثار غضب المكسيك وانتقادات أنصار البيئة وسؤالا بشأن الجدوى من إقامته.

وقال الرئيس المكسيكي فيسنت فوكس في آذار/مارس الماضي إن هذا السور "تمييزي ويتعارض مع الحرية" ويؤثر سلبا على العلاقات الطيبة بين الولايات المتحدة والمكسيك.

ويقول منتقدو السور إنه نظرا لان طول الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك يبلغ 3.112 كيلومترا فإن السور القصير الذي يمتد بين مدن تيجوانا ومكسيكو وسان دييجو يبدو قليل الاهمية وعديم الجدوى.

ولكن إدارة الرئيس الامريكي جورج بوش والكونجرس لا يتفقان مع هذه الرأي وسمحا مؤخرا لوزارة الامن الداخلي بتجاوز قوانين حماية البيئة لبناء مسافة الخمسة كيلومترات ونصف الباقية لاستكمال السور.

وحتى لو كان السور القصير قد حد بنسبة 350 بالمئة من تدفق المهاجرين غير الشرعيين الذين يعتمدون بصورة كبيرة على ممر كاليفورنيا لدخول الولايات المتحدة فإن عددا كبيرا من هؤلاء المهاجرين الذين يبلغ عددهم 350 ألف شخص سيدخلون أمريكا من مناطق أخرى على طول الحدود مع المكسيك.

ويقول مركز سياسات الهجرة في واشنطن إن ما يفعله المهاجرون في الحقيقة هو الالتفاف حول السور في كاليفورنيا ويضيف أنه خلال السنوات الثماني التي انخفض فيها معدل تسرب المهاجرين غير الشرعيين بنسبة كبيرة في كاليفورنيا فإن عددهم قد ارتفع بنفس النسبة تقريبا وهي 342 بالمئة في توسكاني وأريزونا.

واستكمل بناء السور الاصلي الذي كان يبلغ ارتفاعه ثلاثة أمتار من ألواح الصلب عام 1993 وبعد ثلاث سنوات صوت الكونجرس بالموافقة على تعزيزه بسورين آخرين يزيد ارتفاعهما عن السور الاول بمقدار الضعف. كما نص القانون الذي كان يعرف باسم "عملية حارس السور" على مد طريق بين الاسوار
لمرور سيارات حرس الحدود ووضع أجهزة لرصد الحركة وأضواء كاشفة.

ولكن المشروع الذي تبلغ تكلفته 58 مليون دولار واجه مشكلات في مطلع عام 2004 رغم أن المسافة الباقية منه لم تكن تزيد عن 5.5 كيلومتر.

وقال جيم بيو رئيس جمعية أدوبون لحماية المجتمع في سان دييجو إن لجنة حماية سواحل كاليفورنيا اعترضت على المشروع لانه يهدد أشكال الحياة البرية في منطقة تيجوانا.

وأضاف أن حرس الحدود يقيمون شيئا أشبه بالمطار منه إلى السور ولو كانوا قد أصلحوا السور الاصلي لما كنا قد واجهنا مشكلة على الاطلاق.

ولكن الرئيس الامريكي جورج بوش وقع في أيار/مايو قانونا يسمح بتجاوز قوانين البيئة التي تعيق استكمال تحصين السور وألحق هذا القانون بمشروع تمويل حربي أفغانستان والعراق.

وقال بوش إن هذا السور "سيعزز قدرة البلاد على منع الارهابيين الاجانب من العمل داخل الولايات المتحدة".

ويقول بن جونسون مدير مركز سياسات الهجرة "المهاجرون الاجانب لا يدخلون الولايات المتحدة لانها مسألة سهلة أو ممكنة بل لان هناك حاجة لما يقومون به من أعمال".

ويشكل المكسيكيون أكثر من نصف المهاجرين الاجانب في الولايات المتحدة الذين يتراوح عددهم ما بين 8 إلى 9 ملايين نسمة. ويشعر أنصار المهاجرين بالقلق من أن الاسوار ستدفع المهاجرين غير الشرعيين إلى السعي للدخول عبر طرق أخرى نائية وأكثر خطورة.

وأضاف جونسون أن إقامة سور بطول الحدود الامريكية المكسيكية سيكلف حوالي تسعة مليارات دولار.

واستطرد أن "الحكومة أمامها خيارين إما بناء سور بطول الحدود الامريكية بأسرها أو التوصل إلى وسيلة أكثر فعالية للتعامل مع المهاجرين غير الشرعيين".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى