موقف سوريا يزداد سوءا يوما بعد يوم

> عواصم «الأيام» وكالات/ متابعات:

>
بشار الأسد
بشار الأسد
ينتظر السياسيون والمحللون وخبراء الإعلام بلهفة ماستسفر عنه الأيام القادمة من تسريبات او إعلان رسمي من قبل وكالة الاستخبارات الامريكية (سي آي إيه)حيث بات من المؤكد صدور قائمة بأسماء ثمانية او تسعة مسؤولين سوريين ابرزهم رئيس الاستخبارات العسكرية السورية العميد رستم غزالة ومدير معتقل "البوريفاج" في بيروت العقيد محمد مخلوف ومسؤول شعبة الاغتيالات والعمليات السياسية في لبنان العقيد جهاد صفطلي الذين يتوقع ان تتهمهم القائمة بأنهم خططو ونفذوا عملية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وكذا المحاولة الفاشلة لاغتيال النائب مروان حمادة.

ومن جهتها التزمت فرنسا، القوة الاستعمارية السابقة في سوريا، الصمت خلال الـ 72 ساعه الماضية.

وقالت صحيفة "السياسة" الكويتية ان نائب امريكي من اصل لبناني كشف لها "في نهاية الاسبوع الماضي عن «ان التحقيقات المستقلة التي أجرتها بعثة سرية أميركية مشتركة من الـ «سي آي إيه«» ومكتب التحقيقات الفيدرالي (إف.بي.آي) وصلت الى لبنان في الثامن عشر من فبراير الفائت بعد مضي أربعة أيام فقط على تفجير موكب الحريري والتحقت بالسفارة الأميركية في منطقة عوكر شمال العاصمة بيروت، اشارت الى امكانية ضلوع أربعة عناصر من بعض الاجهزة الأمنية اللبنانية في تسهيل مهمة عناصر الاستخبارات السورية لجهة المراقبة والملاحقة والتعقب واختيار موعد التنفيذ».

وذكر نائب الكونغرس في اتصال به من لندن أن اسم عماد مغنيه رئيس عمليات الاغتيالات الخارجية في حزب الله اللبناني وأحد أركان الاستخبارات الايرانية التابع لوزارة الداخلية في طهران «ظهر أكثر من مرة خلال تحقيقات اللجنة الأمنية الاميركية الى جانب اسم وزير لبناني سابق تؤكد معلومات الـ (سي آي إيه) انه تابع للاستخبارات السورية في دمشق».

ونقل نائب الكونغرس عن معلومات الـ »سي آي إيه« التي قال «انها وُضِعَت فقط في مطلع هذا الشهر بتصرف لجنة العلاقات الخارجية والاستخبارات في مجلس النواب الأميركي» قولها ان «نسبة قناعة محققي الـ «سي آي إيه» والـ «إف بي آي» بصدقية ما توصلوا اليه من معلومات في بيروت ودمشق خلال الاشهر الاربعة الماضية التي اعقبت اغتيال الحريري، بلغت 85 في المئة، فيما الشكوك حول بعض المعلومات التي بلغت نسبتها 15 في المئة تتعلق فقط بدوري حزب الله عبر عماد مغنيه الذي تأكد انه لم يحضر الى بيروت قبل عملية التفجير، وأحد قادة أجهزة الأمن اللبنانيين الذي استقال أخيراً ووضع بتصرف تحقيقات اللجنة الدولية برئاسة القاضي الالماني ديتلف ميليس الذي قد يستجوبه في أي وقت الآن».

رستم غزالة
رستم غزالة
وأكد عضو الكونغرس لـ «السياسة» ان الأعضاء المعتدلين في الكونغرس بجناحيه الذين كانوا حتى الآن يسعون الى حل تعقيدات الملف السوري بوسائل سياسية وديبلوماسية ويفضلون عدم الانضمام الى الأغلبية المتطرفة الداعية الى اطاحة نظام البعث برمته كحل أوحد لاقفال ملفي العراق ولبنان وفلسطين «اصيبوا بصدمة عنيفة من معلومات التحقيقات الاستخبارية الاميركية في بيروت التي أوردت أسماء ضباط الاستخبارات السورية الضالعين في اغتيال الحريري، وقد تأكدوا من صدقيتها من مصادر موثوقة داخل البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع استناداً الى تقارير تصب في هذا السياق نفسه من الديبلوماسيين واجهزة الاستخبارات الاميركية العاملين في دول عدة بالشرق الأوسط».

وقال النائب الأميركي ان «صدمة الرئيس الاميركي جورج بوش نفسه مع عدد من وزرائه المعنيين ومن قادة جهاز الأمن القومي, كانت كبيرة ايضا بحيث انهم باتوا أقرب من أي وقت مضى من حسم موقفهم المتردد حتى الآن بشأن اتخاذ قرار اطاحة نظام الرئيس بشار الأسد الذي كان الرئيس الاميركي أعلن مقاطعته كلياً قبل أشهر عدة كما قاطع الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات».

ونسب النائب الأميركي الى مسؤول كبير في وزارة الخارجية في واشنطن قوله ان «التردد الحاصل حتى الآن في تسليم رئيس لجنة التحقيق الدولية تقرير الـ «سي آي إيه» والـ «إف بي آي» حول تحقيقاتهما في جريمة اغتيال الحريري سببه ان قرار مجلس الأمن الدولي 1595 الداعي الى تشكيل هذه اللجنة ليس واضحاً بما فيه الكفاية ما اذا كانت مهمتها برئاسة ميليس تشمل صراحة الانتقال الى سورية لاستجواب الضباط الستة او التسعة المشار اليهم أو ان اللجنة بحاجة الى توضيح علني جديد من مجلس الأمن يخولها فعل ذلك».. وقال ان «هذا الاشكال يجب ان يُحل خلال الاسبوعين المقبلين لأنه يعتبر تطوراً خطيراً من شأنه ان يساعد لجنة التحقيق الدولية على انهاء مهمتها في مدة الاشهر الثلاثة المحددة لها دون الحاجة لتمديدها ثلاثة أشهر اخرى كما يلحظ قرار مجلس الامن».

وعلى نفس السياق اجتمع الرئيس السوري بشار الاسد يوم امس الاحد في دمشق مع تيري رود لارسن مبعوث الامم المتحدة المختص بشؤون لبنان بينما تستعد المنظمة الدولية لاعادة فريق دولي الى لبنان للتحقق من انسحاب كافة عناصر المخابرات السورية من هناك.

وقال نجيب فريجي رئيس المركز الإعلامي التابع للأمم المتحدة في بيروت "بناء على طلب الأمين العام للأمم المتحدة السيد كوفي عنان" التقى رود لارسن هذا الصباح في دمشق مع الرئيس السوري.

ورود لارسن هو المبعوث الذي كلفه عنان بمتابعة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559 الذي طالب بانسحاب القوات الاجنبية من لبنان وهو ما دعا دمشق لإنهاء 29 عاما من وجودها العسكري في لبنان.

وقال بيان المركز الإعلامي "ناقشا كافة القضايا ذات الصلة وسيواصلان حوارهما. غادر السيد تيري رود لارسن دمشق بعد الاجتماع لاطلاع الامين العام ( عنان)." ولم يقدم البيان مزيدا من التفاصيل.

وقال مسؤولون ودبلوماسيون في الامم المتحدة يوم الجمعة الماضية ان عنان قرر اعادة فريق تحقق دولي الى لبنان لمعرفة ما اذا كانت عناصر المخابرات السورية ما تزال في البلاد.

وتتزامن الخطوة مع تصريحات لمسؤولين امريكيين تتهم سوريا بوضع قائمة اغتيالات تستهدف الشخصيات السياسية المناوئة لها.. وكان الزعيم الدرزي اللبناني المعارض وليد جنبلاط قال الخميس الماضي ان اجهزة الاستخبارات السورية ما زالت تنشط في لبنان وحذر من ان مسلسل الاغتيالات سيستمر في لبنان، بعلم الاسد او بدون علمه.

وابدى الرئيس الامريكي جورج بوش يوم الجمعة الماضية انزعاجه من تقارير عن تدخل سوري مستتر في الشؤون اللبنانية. واكد الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان بعد اغتيال الصحافي اللبناني المعارض سمير قصير في الثاني من يونيو ان الولايات المتحدة "اطلعت على تقارير تتحدث عن لوائح سورية سوداء تستهدف اغتيال شخصيات لبنانية سياسية ودينية كبيرة".

من جهتها حرصت دمشق على نفي هذه الاتهامات طوال الساعات الثماني والاربعين الماضية.

ونفى مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية ليل أمس الأول السبت الاتهامات التي عبرت عنها الادارة الاميركية حول تدخل دمشق عن طريق مخابراتها في لبنان معربا عن استغراب سوريا ورفضها لهذه الاتهامات.

وقال المصدر السوري في تصريحات وزعتها وكالة الانباء السورية الرسمية ان الحكومة السورية تود التأكيد على ان الاتهامات الاميركية "ادعاءات لا اساس لها من الصحة" مؤكدا "ان سوريا استكملت اعادة قواتها واجهزة المخابرات التابعة لها بالكامل من لبنان في 26 ابريل" الماضي.

وعبر المصدر السوري عن "استغراب سوريا الشديد ان تعطي الادارة الاميركية اي مصداقية لتصريحات صادرة عن اشخاص في لبنان او خارجه لهم اغراض مشبوهة".

وبعد 29 عاما من الوجود العسكري في لبنان، انسحبت سوريا من هذا البلد في قرار عجل به اتهمامها بالضلوع في اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري في 14 فبراير الماضي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى