حزب البعث السوري على درب الاصلاحات والانهيار في الأفق

> القاهرة «الأيام» آن بياتريس كلاسمان :

>
 فاروق الشرع
فاروق الشرع
بمزيد من الجدية والإصرار قدمت عضوة حزب البعث السوري بثينة شعبان نتائج المؤتمر السياسي للحزب,ومن بينها تيسير تشكيل الاحزاب السياسية وتطبيق مزيد من المرونة في قوانين الطوارئ وزيادة عدد قيادات الحزب من المقربين من الرئيس السوري الشاب بشار الاسد.

بل اتخذ الحزب قرارات لتحرير الاقتصاد السوري المتعثر من قبضة الدولة وهو ما أفاد به بيان الحزب الذي تلته بثينه شعبان.

ولا تعد قرارات الحزب دفعة قوية للامام ولكنها بالتأكيد كانت كافية لتهدئة الشعب السوري الغاضب بسبب ارتفاع معدلات البطالة والفساد وضعف الدور السوري على الساحة الدولية.

ولكن الامر الذي لم تتمكن الحكومة السورية فعله بالرغم من تعرضها لانتقادات دولية وضغوط من المعارضة الداخلية هو إلغاء مواد من الدستور تقضي بضمان النصيب الاكبر من السلطة لحزب البعث.

واحتفظ عدد كبير من الاسماء المعتادة على الساحة السياسية السورية من الحرس القديم للرئيس السابق حافظ الاسد بمواقعها في دوائر الحكم السورية منهم وزير الخارجية فاروق الشرع.

ولكن بالرغم من هيمنة حزب البعث على مقاليد الامور في سوريا إلا انه يعاني من انهيار تدريجي منذ عامين حيث أسقط النظام البعثي في العراق برئاسة صدام حسين في عام 2003 مما أتى بالقوات الامريكية على أعتاب سوريا المجاورة للعراق.

ثم أحرجت إسرائيل القيادة السورية في نفس العام بعد شن هجوم جوي على معسكر لتدريب المتطرفين المسلحين في سوريا.

وفي ربيع عام 2004 فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية محدودة على سوريا.

وفي ظل كل هذه المواقف العسيرة لم تتلق سوريا أي دعم يذكر من "الاشقاء العرب" الذين تمكن أغلبهم بطريقة أو بأخرى من ضمان علاقات طيبة مع واشنطن. كما انتزعت آخر الأوراق الرابحة في يد بشار الاسد والذي كان ينوي استخدامها في المفاوضات على مرتفعات الجولان بعد أن طالب لبنان مدعوما بتأييد أمريكي ودولي من الامم المتحـدة بسـحب القوات السورية من لبنان. ويبدو أن الكثير من العرب يفضلون الدفع بحزب البعث السوري إلى مزبلة التاريخ. وشنت صحيفة «الشرق الاوسط» انتقادات عنيفة على الحزب. وقالت الصحيفة إن "اللغة التي سادت مؤتمر حزب البعث في دمشق محبطة وقديمة ومكررة وتبدو وكأنها خارج الزمان والمكان". وأضافت أن الحديث "الشاعري والكلام المرسل الذي لا معنى له .. فشعارات الوحدة والحرية والاشتراكية أصبحت أقرب إلى حديث المتاحف منها إلى حديث الامم الحية والفاعلة". كما تنبأ أحد رسامي الكاريكاتير بمصير مزعج لحزب البعث السوري حيث رسم أحد أعضاء حزب البعث السوري وهو يحملق في مرآة بينما يظهر انعكاس لصورته في المرآة صورة صدام حسين.إلا إن دمشق بالتأكيد ليست بغداد بالرغم من أنها تعاني من ملامح النظام الصدامي مثل عمليات التعذيب في السجون والوساطة والبيروقراطية.

ويرى أغلب المراقبين أن المواطن السوري العادي لا يكن الحقد الذي كان يكنه المواطن العراقي لنظامه.

ولكن كان سقوط بغداد إنذارا مرعبا بلا شك للقيادة السورية وهي بالتأكيد السبب وراء الهبة الاصلاحية للحزب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى